الفصل الثالث عشر
"مفيش بديل… بس في بداية جديدة"
عدّت أسابيع،
وجميلة بدأت تستقر أكتر في علاقتها بآدم.
كان مهتم بيها بطريقة ما فيهاش لعب ولا تمثيل.
ماكانش بيحاول يقتحم حياتها بالعافية،
كان بس واقف جنبها،
مستني اللحظة اللي هي تفتحله فيها باب قلبها بجد.
**
في يوم،
وهم في كافيه،
آدم قالها:
– "أنا عارف إني مش أول حد يدخل قلبك،
وممكن ماكنش آخر واحد…
بس نفسي أكون أكتر واحد خلاك تحسي إنك مستحقة حب حقيقي."
جميلة بصّت له…
اللي قاله لمسها،
بس في نفس اللحظة،
كان فيه صوت في دماغها بيقولها:
"مروان قال نفس الجملة تقريبًا… بس زمان."
**
رجعت البيت،
فتحت الـdrive القديم اللي كانت بتحفظ فيه حاجات زمان،
وقعدت تتفرج على ڤيديو قديم من مروان كان عاملهولها،
صورها، ضحكتها، صوت أغاني كانت بتحبها،
وصوته بيقول في الآخر:
– "إنتي الحياة اللي مكنتش أعرف أوصفها،
بس لما شفتك…
فهمت إن الحياة مش كلمة…
الحياة إنتي."
دموعها نزلت،
بس مش بكاء،
كانت دموع وداع…
وداع للي ما بينفعش يرجع،
مهما اتحب.
**
وفي لحظة صمت،
رنّ تليفونها…
رقم غريب.
ردّت…
وسمعت صوته.
– "جميلة؟"
سكتت…
قال تاني:
– "أنا مروان."
اتشدّت،
بس مسكت نفسها، وقالت بهدوء:
– "أيوه… إزيك؟"
مروان:
– "أنا عارف إن اللي بينّا خلص من زمان،
بس كنت محتاج أقولك…
أنا اتأخرت كتير،
ويمكن عمري ما أرجع زي زمان،
بس حبيت أعتذر…
مش علشان أرجّعك،
لكن علشان تستحقّي تسمعي آسف."
**
هي سكتت،
وابتسمت بخفة:
– "أنا كمان اتغيرت يا مروان،
وبقيت أعرف أحب نفسي،
وعرفت إن مش كل حب لازم يكمل…
بس يكفي إنه كان حقيقي."
**
مروان قال:
– "هفضل أدعيلك بالراحة… حتى لو بعيد."
وأقفلت المكالمة.
**
رجعت تبص في المراية،
وشافت وشّها…
بس المرة دي كان في وشّ جديد معاها،
وشّها وهي واقفة على بداية جديدة،
من غير بديل،
لكن بكامل رضاها.
---
الفصل الرابع عشر
"اللي بيروّحك مش اللي بيرجعك…
اللي بيستناك في سكّتك وانت مش واخد بالك"
كانت جميلة واقفة قدام المراية،
لأول مرة من شهور،
بتسرّح شعرها وهي مش بتفكر في أي حد.
بتسمع أغنية هادية…
وبتبتسم لنفسها.
مش لأن الدنيا بقت حلوة،
بس لأنها بدأت تشوف الحلو جوّا نفسها.
**
آدم، في الناحية التانية،
كان بيحضّر لها مفاجأة بسيطة.
مش ورد أحمر ولا عشا فخم…
كان بيجهّز ليها دفتر صغير،
جمع فيه شوية جُمل كانت قالتهم زمان من غير ما تحس:
> "أنا بحب الناس اللي مش بيزهقوا من وجودي."
"نفسي حد يفهم سكوتي مش جفا."
"أنا بحتاج حضن… مش حلول."
وكتب تحتهم بخطّه:
– "أنا واخد بالي من كل كلمة،
وهستناك…
لحد ما تبقي جاهزة تفتحي قلبك بالكامل."
**
جميلة اتقابلت معاه في نفس الكافيه اللي بدأوا فيه كلامهم،
أعدت قصاده وسألته:
– "ليه مستني؟
يعني إنت فاهم إني لسه مش كاملة،
لسه بتهزّني ذكرى،
لسه ممكن في لحظة أبعد…
وبرغم ده،
لسه موجود."
ابتسم وقال:
– "أنا مش مستنيك تبقي كاملة،
أنا بحب النسخة اللي قدامي دلوقتي،
بكل وجعها، بكل ارتباكها…
أنا مستني اللحظة اللي تبقي مرتاحة معايا
مش اللحظة اللي تنسَي فيها حد."
**
سكتت،
وحسّت إن قلبها بيهدى لأول مرة…
لأنها مش مطلوبة منها تكون حاجة،
ولا تنسى حاجة،
ولا تتغيّر علشان حد…
بس تبقى على طبيعتها.
**
بعد أيام،
بعثت له رسالة نصها:
> "أنا مش عايزة أحب حد تاني علشان أنسى،
أنا عايزة أحبك علشان تستاهل.
ولو هبدأ…
فأنا عايزة أبدأ معاك."
**
هو ردّ بـصورة للدفتر…
وكتب تحتها:
> "جاهزين نبدأ من الصفحة الأولى؟"
---
---
الفصل الخامس عشر
"البدايات الجديدة مبتحصلش مرّة…
هي بتحصل كل يوم لما القلب يقرر يفتَح تاني"
عدّت أسابيع،
والعلاقة بين جميلة وآدم كانت بتتطور بالراحة…
ضحك، خروجات بسيطة، رسائل قبل النوم،
ودعم من غير ما تطلب.
بس في يوم،
وهي قاعدة معاه،
جات لها رسالة على إنستجرام…
من مروان.
مروان:
> "أنا معرفتش أكمل…
ومش عايز أفتح جرحك…
بس مش قادر أقفل جُوّاي."
جميلة قرأت الرسالة،
وقلبها اتشدّ،
بس المرة دي،
ما خبطش بنفس القوة زي قبل كده.
**
رجعت البيت،
وقعدت تفكر…
هو إيه اللي ناقص؟
ليه مش حاسة بضعف قدّامه زي زمان؟
وفجأة،
وصلت لإجابة مرعبة:
"أنا كنت بحب مروان،
بس كنت بحب صورتي وأنا معاه أكتر…
كنت بتعلّق، مش بتحب."
**
تاني يوم،
قالت لآدم:
– "في رسالة جاتلي من مروان…
وكان ممكن أخبي،
بس أنا مش عايزة أبني حاجة معاك على نصّ صراحة."
آدم سكت،
وبصّ لها بهدوء وقال:
– "أنا مش خايف من مروان،
أنا بس خايف على قلبك.
لو في حتة جواه لسه رايحاله،
قوليلي من دلوقتي."
**
جميلة قالت:
– "أنا يمكن لسه بفتكر،
بس مبقتش بروح هناك…
وبصراحة؟
أنا مش عايزة أروح،
لأني مرتاحة هنا."
**
هو ابتسم،
ومدّ إيده لها:
– "تعالي نكمل حكايتنا،
حتى لو كل شوية هتبدأ من جديد…
أنا معاك في كل بداية."
**
وفي الليلة دي،
جميلة ردّت على رسالة مروان بكلمة واحدة بس:
> "اتأخرت."
وبعدها… عملت بلوك.
مش علشان بتكره،
بس علشان بتحترم الحب الجديد،
اللي قرر يقف جنبها من غير شروط،
ولا ذكريات.
---
Comments