الفصل 10-11-12

الفصل العاشر

"المكان فاضي… بس ريحتك لسه فيه"

الساعة كانت 2 بالليل،

جميلة بتقلب في صور قديمة على الموبايل،

صور كانت متصورة في خروجات عادية جدًا…

بس كانت بتلمع وقتها،

لأن مروان كان هو اللي مصورها.

كل صورة فيها "ضحكتها"،

وكل ضحكة كانت نتيجة "نظرة منه" أو "كلمة خارجة بعفوية"،

كان دايمًا بيشوف فيها الجمال اللي هي نفسها ماكنتش شايفاه.

قامت من على السرير،

وفتحت درج مكتبها،

طلعت بوكس صغير فيه كل الحاجات اللي ليها علاقة بيه:

– ورقة مطبوعة فيها أول شات بينهم

– تذكرة سينما لأول فيلم حضروه سوا

– صورة ليه كان باعتها وهو بيضحك وهو مش مرتب شكله

– وورقة كانت كاتباه بخط إيده فيها:

"هفضل أحبك حتى وإنتي مش جنبي."

قعدت تبص على الورقة،

ولأول مرة،

بدأت دموعها تنزل من غير صوت.

مش بكاء اشتياق،

لكن بكاء فقدان… فقدان روح، شخص، احتمال، فرصة، عمر.

قامت، لبست وشها اللي الناس تعرفه،

نزلت من البيت،

راحت الكافيه اللي كانوا بيقعدوا فيه سوا،

طلبت نفس المشروب،

قعدت على نفس الترابيزة،

حتى الكرسي نفسه كان هو اللي بيقعد عليه دايمًا.

بس المكان فاضي.

مافيش ضحك،

مافيش صوت مروان،

مافيش نظراته ليها وهيا بتتكلم وهي متحمسة زيادة عن اللزوم.

لكن… ريحته كانت لسه فيه.

ريحة الذكرى،

ريحة الأمان اللي راح،

ريحة الشخص اللي كان بيحافظ عليها حتى من نفسها.

في اللحظة دي،

جميلة فهمت إنها خلاص…

وصلت لمرحلة اللاعودة.

اللي راح،

ما بيرجعش بنفس النسخة.

ولو رجع،

بيبقى غريب حتى لو شكله مألوف.

---

---

الفصل الحادي عشر

"اللي بيروّح من غير وداع… بيرجع بس كـ ذِكرى"

عدّت شهور.

الوجع قلّ…

بس ما راحش.

جميلة بقيت بتضحك،

بتخرج،

بتنزل شغلها،

بتقابل أصحابها،

بتتكلم مع أهلها…

لكن لما بتقعد لوحدها؟

الصمت بيقلب لزحمة.

زحمة صوت مروان،

ضحكته،

نرفزته،

كلمته المفضلة:

"أنا موجود، متخافيش".

كل حاجة بتعدي…

بس هو، ماكنش حاجة.

كان عمر.

**

في الناحية التانية،

مروان قرر يختفي فعلًا.

قفل حساباته القديمة،

بعد عن أماكنهم المعتادة،

غيّر نمط حياته تمامًا.

دخل جيم،

اشتغل شغل جديد،

سافر مرة في الساحل لوحده من غير ما يقول لحد.

بس في كل تغيير،

كان في زاوية فاضية جوّه قلبه.

**

في يوم،

وهو راجع من الشغل،

سمع أغنية كان بيحبها زمان،

كان دايمًا بيبعتها لجميلة:

"أنا لو عليا أجيبلك الدنيا،

لو بس في إيديا…"

وقف مكانه،

ومسك التليفون،

وفتح الـchat backup القديم…

لقى صورتها.

ضحكتها.

وآخر رسالة منها:

> "أنا جاهزة أديك اللي تستحقه… لو لسه في وقت."

سكت…

ورجع يقفل كل حاجة.

لأن الندم في الوقت المتأخر

ما بيبنيش بيوت،

ولا بيرجع قلوب.

**

جميلة، في الناحية التانية،

قررت تكتب لنفسها جواب،

كأنها بتكلم مروان:

> "لو رجعت في يوم،

هتلاقيني عايشة…

بس مش زي زمان.

اللي حبك مات،

بس الحب نفسه لسه بيتنفس في الذكرى."

**

والاتنين فضلوا عايشين،

لكن كل واحد فيهم عنده "نُسخة ناقصة" جواه.

وكل ما حد يسأله:

– "مالك؟"

كان يرد:

– "ولا حاجة… بس في صوت جوايا ساكت بقاله كتير، وأنا مش عارف أرجّعه."

---

---

الفصل الثاني عشر

"الماضي مابيخلصش… هو بس بيغيّر وشه"

كانت قاعدة في كافيه هادي،

نيرمين قصادها،

وما بين ضحك خفيف وقلق،

جميلة قالت:

– "نيرمين…

تفتكري ينفع أبدأ من جديد فعلاً؟"

نيرمين ضحكت وقالت:

– "هو إحنا أصلاً بنتولد غير علشان نبدأ؟

كل يوم جديد هو بداية، يا جميلة.

بس اللي حصل زمان، خليه درس مش قيد."

جميلة خدت نفس عميق،

وبصّت في المراية اللي جنبهم،

شافت انعكاس وشّها…

ماكانش باين عليه الضعف،

كان فيه لمعة نضج،

بس النُضج اللي جاي بعد وجع كتير.

**

بعد أيام،

اتعرفت على شاب اسمه "آدم"،

زميل جديد في الشغل،

لطيف، محترم،

كلامه موزون، وعينيه فيها طيبة.

بدأوا يتكلموا…

ضحكوا…

شاركو سوا lunch break…

وهو لمح لها يوم:

– "أنا حاسس إني مرتاحلك.

ويمكن من زمان ما حسّيتش كده مع حد."

هي ابتسمت،

بس قلبها؟

اتشدّ،

مش ليه،

لكن لمجرد إن الكلام ده كان بيجي من مروان زمان بنفس النغمة.

**

رجعت البيت،

وقعدت تفكر…

هل آدم شبه مروان؟

ولا هي اللي بتدور على شبهه في كل حد؟

**

في الناحية التانية،

مروان كان بيسمع أغنية قديمة في عربيته،

وضربته ذكرى من أيامهم.

ضحك لأول مرة من قلبه،

وبعدين سرح…

"هي ياترى لسه بتضحك كده؟

ولا خلاص نسيَت؟

حد جديد خد مكاني؟"

**

وبين الطرفين،

الزمن كان بيشتغل شغله.

مش بيرجع الناس لبعض،

بس بيخلّيهم يعرفوا يواجهوا اللي جاي.

**

جميلة بدأت تسيب مساحة لآدم،

بس كانت واضحة:

– "أنا لسه مش فاضية خالص…

بس مش هكدب عليك،

أنا نفسي أبدأ،

ومش عايزة أظلمك."

آدم بصّ لها وقال:

– "أنا مش جاي علشان أخد مكان حد…

أنا جاي علشان أبني حاجة معاكِ، من الأول."

وجميلة،

سكتت،

بس لأول مرة…

ما خافتش.

---

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon