الفصل الرابع
"أقرب من اللازم… وأبعد من الحلال"
اللي بين مروان وجميلة ماكنش علاقة تقليدية…
ولا حب رسمي…
ولا حتى إعجاب واضح.
لكن كان فيه دفا غريب…
حاجة بتلمس القلب قبل اللسان،
بتدخل ما بين النفسين، وتفرد حضورها من غير استئذان.
بقت بداية كل يوم رسالة،
ونهاية كل يوم مكالمة.
بقت جميلة بتقوله:
– "أنا مبقتش بارتاح غير وإنت معايا."
ومروان؟
بقى بيحس إن روحه متعلقة بيها،
بس عمره ما قال "بحبك"…
كان خايف يقولها فتتكسر الحاجة الحلوة اللي بينهم.
لكن يومها… كان مختلف.
كانت جميلة صاحية من النوم متضايقة.
صوتها مش هي،
كلامها قليل،
وبتحاول تبين إنها عادي…
بس مش عادي.
قالها مروان:
– "فيه إيه؟ صرّحي."
سكتت، وبعدين قالت:
– "هو موضوع مش مهم، بس زعلت شوية من أحمد."
سكت…
"أحمد؟"
أول مرة الاسم يتقال…
وأول مرة مروان يحس بقلبه بينضغط.
قالها بهدوء:
– "أحمد مين؟"
ردت:
– "أحمد اللي كنت معاه من فترة… إحنا مش مرتبطين، بس هو لسه موجود في حياتي."
سكت تاني.
صوت في دماغه قال:
"هي مش بتاعتك… إنت كنت واخد راحة مؤقتة من وجعك، مش أكتر."
بس صوت قلبه قال:
"هي بتضحكلك، بتكلمك، بتطمنلك… يبقى ليك فيها."
قالها بعدها:
– "وهو بيعنيلك؟"
ردت بعد صمت طويل:
– "أنا مش عارفة…
بس اللي أنا متأكدة منه،
إني بحس بالونس والراحة معاك بطريقة مش مفهومة."
الكلمة دي كأنها مخدر وموس في نفس الوقت.
فرّحته… ووجعته.
فرّحته لأنها لسه معاه،
ووجعته لأنه مش الوحيد.
المكالمة خلصت بصوتها المكسور:
– "متزعلش مني… أنا لسه بتلخبط."
وهو قال:
– "أنا مش زعلان… أنا بس بخاف أخسر اللي مابقيتش أقدر أستغنى عنه."
قفل التليفون…
والهوا بقى تقيل.
وقتها فهم إنهم دخلوا منطقة "مفيهاش ضمانات."
---
تمام، نكمل دلوقتي بـ
---
الفصل الخامس
"اللي مش ليك… بيعيش فيك"
من بعد المكالمة دي،
مروان مبقاش زيه.
بقى بيتكلم عادي، بيرد بسرعة، بيضحك في الشات…
بس جواه حاجة انكسرت بهدوء.
كان دايمًا بيقول لنفسه:
– "أنا جامد، عادي، مفيش بنت تهزني."
لكن جميلة؟
ماكنتش بنت عادية…
كانت سؤال ما بيتجاوبش، ووجود ما يتفسرش.
بدأ يراجع نفسه…
يعمل إيه؟
يبعد؟
ولا يستحمل على أمل إنها تختار قلبه؟
كل الطرق كانت بوجع،
بس اللي بيوجع أكتر…
إنه ميكونش حتى في المعادلة.
فضلوا بيتكلموا،
بس الحوار مبقاش زي الأول.
هو بيحاول يبان طبيعي،
وهي بتحاول تحافظ على التوازن ما بين "أحمد" و"مروان".
وفي مرة، وهي بتحكيله عن خناقة بينها وبين أحمد،
قالت له:
– "أنا مش فاهمة هو بيحبني ولا بيتعود عليا، بس وجوده في حياتي بيأثر عليا."
مروان سكت.
كان عايز يصرّخ:
"ووجودي؟ وجودي مابيأثرش؟
مش شايفة إني كل يوم بموّت نفسي عشان أضحّكك؟"
لكن قال ببساطة:
– "أنا بحبك يا جميلة."
الصمت بعدها كان تقيل…
تقيل قوي.
هي ماردتش…
ولا قالت "وأنا كمان"،
ولا حتى قالت له "متقولش كده".
بس كتبت بعد 5 دقايق:
– "أنا مش مستعدة أجاوب على الكلمة دي… بس بحس بالأمان معاك، وده مش قليل."
ضحك ضحكة صغيرة… حزينة.
وكتب:
– "أنا كفاية عليّ تحسي بالأمان، حتى لو مش بتحبيني… بس متغبيش عني."
بس جوّاه؟
هو كان بيغيب كل لحظة متأكد إنها مش ليه.
ومن اليوم ده،
اتغيرت نظرته لكل حاجة.
ما بقاش يحكي عن اللي بيضايقه،
ما بقاش يتكلم عن غيرته،
ما بقاش يطلب.
بقى بيعيش على الفتافيت… وبيسكت.
---
---
الفصل السادس
"أوقات الحب مش بيكفي… والغياب بيكمل الحكاية"
مروان كان قاعد قدام الموبايل،
بيكتب رسايل…
ويمسح.
بيفكر يبدأ حوار…
ويرجع يسكت.
هو مش زعلان من جميلة… هو موجوع.
ومش عايز يخسرها… لكنه بيخسر نفسه كل يوم وهو ساكت.
قرر يبعد.
مش علشان ي punish أو يعاقب…
بس علشان يشوف هو مين من غيرها، وهل يستاهل يعيش على الهامش ولا لأ.
كتب آخر رسالة:
– "أنا محتاج أرتّب دماغي شوية…
مش ببعد منك، أنا بس بحاول ألاقي نفسي قبل ما تضيع مني تمامًا."
وسابها.
عمل بلوك…
مسح المحادثة…
مسح رقمها، بس ماقدرش يمسح إحساسه.
أول يوم كان صعب…
ثاني يوم أصعب.
كان بيصحى على دماغه بتنادي عليها،
ويفتح الفون غريزيًا،
بس مفيش اسم "جميلة".
وهي؟
كانت مصدومة.
بتسأل نفسها:
"ليه عمل كده؟
هو كان ضعيف؟
ولا أنا السبب؟
ولا أحمد خلّى وجودي متلخبط؟"
بس اللي وجعها أكتر… إنها اشتاقت.
لصوته، لحواراتهم، للطريقة اللي بيحسسها فيها إنها بنت مميزة في وسط العالم.
عدّى أسبوع.
وبعد كتير تردد،
بعتتله من أكونت تاني، وقالت:
– "أنا معرفتش أكمل من غيرك.
كنت بحاول أكون كويسة،
بس اللي كنت بحسه معاك كان راحة مش لاقياها تاني."
مروان…
شاف الرسالة،
قلبه ضرب،
بس عينه دمعت.
اللي بيغيب مش دايمًا بيرجع بنفس اللي مشي بيه.
كتب لها:
– "أنا كنت بحبك حب عمر،
بس الحب لوحده مش كفاية لما اللي قدامك مش عارف هو واقف فين."
سكت لحظة…
وبعدين بعت:
– "مستعد أرجع،
بس لازم نواجه الحقيقة…
مش عايز أعيش دايمًا كـ احتمال في حياتك."
الرسالة دي كانت أول طلقة في معركة "هل نكمل؟ ولا ننسحب بهدوء؟"
---
Comments