روايه عقاب الحب
الفصل الأول
"أول مسج... وآخر راحة"
كان يوم عادي جدًا في حياة مروان…
صحيان متأخر، قهوة باردة، والموبايل في إيده بيقلّب من غير هدف.
فيسبوك، اقتراحات صداقة، ستوريهات، لايكات من ناس مش بيكلمهم.
لكن الصورة دي؟ لا… دي وقفت الزمن.
بنت لابسة بلوزة بيضا، شعرها ملموم بطريقة بسيطة، ملامحها فيها براءة وتعب…
وفي عينيها؟
الحتة اللي مروان عمره ما عرف يفسّرها… ولا هينساها.
اسمها: جميلة.
ضحك بسخرية وقال لنفسه:
– "جميلة… ده اسمها بجد ولا دي نكتة تقيلة؟"
فتح البروفايل، قلب تحت، صور عادية… مفيهاش حاجة مستفزة.
هدية من ربنا.
كائن كيوت وسط عالم مسموم.
"Add Friend"
كبس على الزر، وهو بيقول:
– "يا بنتي انتي مش عارفة إن في كارثة داخلة عليك."
بعد 10 دقايق…
"جميلة قبلت طلب الصداقة."
قلبه دق دقة غريبة، مش دقة حب…
كانت أقرب لـ"فضول قاتل".
بعقلية مروان القديمة، الموضوع كان "تسلية مؤقتة"، زي ما اتعود.
بس كان فيه حاجة غريبة في البنت دي…
مش شكلها،
ولا ردودها،
السكوت اللي بينها وبين الكلام… كان مختلف.
كتب لها أول رسالة:
– "هاي، أنا مش من الناس اللي بتكلم كتير، بس مش قادر اتجاهل هدوئك في الصور."
ردت بعد دقايق:
– "وأنا مش من الناس اللي بترد بسرعة، بس مش قادرة اتجاهل كلامك."
ابتسم…
ومعرفش ليه حس إنه في أرض جديدة… مش ملعبه.
ابتدت الحكاية من هنا.
---
الفصل التاني
"أمان من غير أسباب"
بداية الكلام بين مروان وجميلة كانت زي نسمة هادية في عز الخنقة…
هو اللي دايمًا بيبدأ أي علاقة بثقة، حس إنه مش قادر يجمع جملة سليمة.
لكنها؟
كانت بتتكلم ببراءة، وبردود بسيطة مش متوقعة.
كانت مختلفة،
مش بتحاول تبهره،
ولا بتتصنّع الجفاء.
كان بيتكلم معاها كل يوم، لكن كل كلمة كانت محسوبة…
مش لأنه خايف منها،
لأ…
كان خايف يحس.
عدّى أسبوع من الكلام…
ضحك، هزار خفيف، مسجات نص الليل، صور ستوري تبعت له تقول:
– "ده فنجان قهوتي، وأنت؟"
وفي يوم، وهو قاعد على السطوح، بيشرب سجايره وبيبص في السما، بعت لها وقال:
– "نفسي أسمع صوتك… مش علشان أقرب،
علشان أطمن إني مش بحلم."
اتأخرت في الرد.
فضل ماسك الموبايل وساكت، قلبه بيدق بسرعة ملهش تفسير.
لحد ما جات الرسالة:
– "لو هتسمعني… متخوفنيش."
اتفتح الخط…
وصوتها كان زي همس البحر وهو ساكن بعد عاصفة.
مروان سكت شوية…
مش عارف يقول إيه.
قال بهدوء:
– "كنت فاكرني جامد…
بس واضح إني بتهز من صوت بنت."
ضحكت ضحكة صغيرة، خافتة.
وقالت له:
– "أنا مش بتكلم في التليفون مع أي حد…
بس إنت مش أي حد."
هنا مروان حس بحاجة أول مرة يحسها:
هو خايف يخسر حاجة لسه مبتدتش.
وبدأوا يتكلموا كل يوم…
صوتها بقى بيصحّيه، ويطمنه، ويغيّره.
وكان أول مرة، وهو بيقفل معاها المكالمة، يقول:
– "جميلة… بجد…
أنا بحس بالأمان وإنتِ بتتكلمي."
وساب الموبايل جنب صدره…
كأنه حضنها، مش جهاز.
---
"صورة سيلفي واحدة… وقلبين اتعرّوا"
عدّى أسبوعين من أول مكالمة،
وكل يوم بيتكلموا فيه كان بيخلّي المسافة بينهم تتاكل…
كأن كل كلمة بتقصر المسافة ما بين قلوبهم مش مدنهم.
جميلة كانت بتتكلم بحذر،
بس مروان كان بيلاحظ كل تفصيلة.
طريقة ضحكتها وهي بتحاول تخبي توترها،
الطريقة اللي بتغيّر بيها الموضوع لما حد يقرّب من جرحها،
وساعات السكات اللي بتحكي أكتر من ألف كلمة.
في يوم، كانت الساعة 2 بعد نص الليل،
والشات هادي، بس قلوبهم مليانة.
مروان بعت:
– "جميلة…
إنتِ ليه مش بتحبي تتصوري؟"
ردّت بعد لحظة:
– "بحس إني مش شبه اللي في الصورة.
بحس الصورة بتفضح حاجات أنا بخبيها."
مروان ردّ:
– "أنا بحب الصور عشان بتخليني أفتكر إحساس اللحظة…
مش شكلها."
وبعدها… جات صورة.
سيلفي…
ببساطة جدًا: ملامح نعسانة، شعرها مفكوك، ووشها من غير فلتر.
بس كانت أجمل حاجة شافها مروان في حياته.
فضل ساكت دقايق، مش عارف يكتب إيه.
المشهد كان عامل زي "وقفة احترام" قدام لوحة حقيقية.
كتب أخيرًا:
– "إنتِ مش بس جميلة…
إنتِ صدقك في الصورة مخليها أنضف من كل حاجة."
ضحكت… وقالت له:
– "إنت بتعرف تقول حاجات تخلي قلبي يدق…
بس معرفش ليه بخاف."
قال لها:
– "أنا بخاف برضو.
بس أول مرة أخاف أضيّع حاجة مش عايز أضيعها."
في اللحظة دي،
كانت جميلة بدأت تسقط الحذر من فوق قلبها،
وهو كان بيقع أكتر… بس المرة دي من غير ما يحس إن فيه لعبة.
وفي تاني يوم،
صورتله كوباية قهوة على الشباك…
وقالت له:
– "كنت بتقهوى لوحدي… بس قلت أبعتلك تشرب معايا بالشكل ده."
ومن هنا بدأت الطقوس…
قهوة الصبح، صور عشوائية، نغمة صباح الخير،
كلام في تفاصيل صغيرة مالهاش معنى… بس ليهم كان كل المعنى.
هو بيقع… وهي؟
لسه خايفة… بس بتبص وراها تشوف لو كان في حضن مستنيها.
---
Comments