بعد 72 ساعة من الغيبوبة، بطلنا أريوس يستيقظ لأول مرة و يلقى وجوهًا لا تهاجمه، بل... تبتسم له.
جاهز؟ خليك معايا على مشهد أنمي درامي، فيه لمسة حنين، وأمل خافت وسط الظلام.
---
🎬 المشهد: "عودة الحياة… حتى لو كانت مؤقتة"
المكان: غرفة العلاج – مضاءة بضوء خافت، الهواء ساكن، وأجهزة العلاج تُصدر أصواتًا منتظمة.
يقترب رامين من وجه أريوس، عينه تبدأ تتحرك، ثم تنفتح ببطء شديد. الرؤية ضبابية، لكنه يرى أول ما يرى… ظلين.]
الصوت الأول – بنبرة قلق ثم فرح:
> "أريوس؟! أريوس!! لقد استيقظ!!"
الصوت الثاني – عميق وهادئ:
> "لا تتحرك بسرعة يا ولد… لقد كنت نائمًا ثلاثة أيام."
[تتضح الرؤية… رامين جالس بجانبه، ووجهه مليء بالدموع المكبوتة، وكين واقف خلفه ويداه متشابكتان، مرتاح لكن وجهه جاد.]
أريوس (بهمس ضعيف وبابتسامة بالكاد تظهر):
> "أنتم… أنتم لستم حلماً… صح؟"
[يضحك رامين بعفوية، ثم يمسك يد أريوس.]
رامين (وهو يمسح عينه):
> "يا أحمق! حلم إيه؟! كدت تموت يا عنيد! حسبناك رحلت خلاص!"
كين (بصوت منخفض، لكن حنون):
> "أنت نجاك شيء… لا أفهمه بعد. جسدك كان محطم بالكامل… ومع ذلك، قلبك لم يتوقف. دماغك لم يغلق. كأن جسدك يرفض الموت… يرفض الاستسلام."
[أريوس يحاول الجلوس بصعوبة، ينهض قليلاً لكن يتألم.]
أريوس (بصوت خافت):
> "ما الذي حدث؟ آخر شيء أتذكره… كانت ناهيرا تضربني، ولم أعد أستطيع الحراك."
[يتبادل كين و رامين نظرات صمت قصيرة.]
كين:
> "ناهيرا استخدمت جزءًا بسيطًا من قوتها… لكنها كانت كافية لتحطمك بالكامل. لكنك نجوت. بدون سبب منطقي. حتى الأطباء قالوا إن جسدك كان يجب أن يتوقف…"
رامين (وهو يبتسم):
> "لكنه لم يتوقف. لأنك أريوس. لأنك صلب رغم كل شيء."
[أريوس يضحك ضحكة صغيرة، لكنها من القلب.]
أريوس:
> "إذاً... أنا ما زلت الكلب المدلل كما يقول الحارس؟"
[يضحكون جميعًا للحظة.]
كين (نبرة عميقة):
> "أنت شيء آخر يا فتى. الكلاب لا ترفض الموت. لكنك… رفضته بشدة."
[ثم يقترب من أريوس ويضع يده على كتفه.]
كين:
> "أريوس… لا أعرف لماذا أنت هنا. ولا لماذا ناهيرا تصر على سحقك يومًا بعد يوم.
لكنني أعرف شيئًا واحدًا…
إن نجوت من الضربات القادمة… فستولد من جديد."
---
الصمت يسود الغرفة قليلاً... ثم يظهر ضوء الشمس من النافذة… لأول مرة يدخل نور حقيقي على جسد أريوس منذ سنوات.
بعد ما حدث، قرّر رامين والعم كين أن يمنحا أريوس بعض الوقت ليستعيد عافيته، فودّعاه بابتسامة دافئة ونظرة مليئة بالقلق والحنان، ثم غادرا غرفة العلاج بهدوء، تاركينه خلفهما وسط سكون ثقيل، لا يُسمع فيه إلا صوت أنفاسه المتعبة.
تمدّد أريوس فوق سريره، وحدق في سقف الغرفة بعينين نصف مغمضتين، وجهه شاحب، وجسده لا يزال يشعر بأثر الضرب والتعذيب. لكن الألم الجسدي لم يكن ما يزعجه الآن... بل تلك الكلمة التي قالتها ناهيرا في ساحة التدريب، كأنها قنبلة زُرعت في ذهنه: "سيلستين".
همس لنفسه، وقد بدت الحيرة واضحة على وجهه:
"سيلستين؟… ماذا كانت تقصد؟ وهل هذا يعني أنني… من جنس فريد حسب ما كانت تقول "
ظلّ يتقلب في تفكيره، محاولًا أن يجد أي ذكرى، أي دليل عن أصله... لكن ذاكرته ظلت فارغة، وكأنها جدار مغلق بلا أبواب. كل ما يعرفه هو الألم، والسحق، والذل، وكل ما عاشه منذ أن فُتح وعيه في هذا الجحيم الذي يُدعى بـ"قصر ناهيرا".
ومرت أيام قليلة بعدها…
وبينما بدأ جراحه تلتئم قليلًا، قرر أن يخرج من الغرفة، يتمشى قليلاً، يستنشق بعض الهواء – أو على الأقل يحاول التظاهر بأنه بخير.
لكن ما إن وطأت قدماه ممرات القصر حتى اصطدم بالواقع المرّ من جديد…
الجنود في كل مكان، القادة يتجولون، والعيون تلاحقه كما تلاحق الضباع طريدتها الجريحة.
مرّ من جواره أحد القادة وتعمّد أن يركل كتفه بغلظة وهو يضحك بازدراء:
"أوه، انظروا من خرج من علبة العلاج! هل ستبكي الآن يا صغير ناهيرا؟"
ضحك من حوله، بعضهم بصوتٍ عالٍ، والبعض الآخر اكتفى بابتسامة ساخرة وكأنهم يرون مهرّجًا يتألم.
وفي كل زاوية من زوايا القصر، كان الضيق يحيط بأريوس كغلاف سام:
في ساحة الطعام، يُرمى صحنه بعيدًا…
في ممرات القصر، يُدفع من الخلف ليسقط أرضًا…
في أوقات راحته، يُزعج بأصوات مستمرة أو بإهانات لا تنتهي.
لم يعد يستطيع حتى تناول طعامه بهدوء.
كل لقمة أصبحت صراعًا، وكل نظرة تُشعره وكأنه دخيل… مخلوق غريب بين وحوش لا ترحم.
ورغم ذلك، لم يصرخ… لم يغضب… فقط صمت.
لكن في داخله، شيء ما بدأ يشتعل.
ليس حقدًا… بل تساؤلًا…
من هو حقًا؟
ولماذا يُعامل بهذه الطريقة؟
وماذا يعني كونه "سيلستين"؟
وهل هذا يعني أن هناك قوى مدفونة داخله لم يستيقظ عليها بعد؟
عيناه أصبحتا أكثر سوادًا… أكثر عمقًا… أكثر هدوءًا.
وكأن العاصفة بدأت تتكون بصمت داخل طفل، كُلّما أُهين… اقترب من الانفجار.
بعد ذلك… طفح الكيل تمامًا مع أريوس.
بلغت الروح حنجرتها، ولم يعد يرى أي بصيص أمل في الأفق. لذا… قرر أن يفعل أغبى شيء في حياته على الإطلاق — الهرب.
هرب في إحدى الليالي حين كانت الأنوار خافتة، والجنود نائمين، وقلبه ينبض برعب وشجاعة في آنٍ معًا.
لكن… أُمسك به.
أُعيد بالقوة… ضُرب حتى فقد الوعي.
وفي اليوم التالي…
هرب مجددًا.
فأُمسك به… وضُرب ثانية.
مرة تلو الأخرى…
هرب ٩٢ مرة.
وفي كل مرة، يُعاد بنفس الطريقة: سحل، صفعات، ركلات، ثم سخرية قاسية، ثم إعادة إلى قفصه المظلم وكأنها لعبة عبثية لا تنتهي.
تحوّلت محاولات الهرب إلى نكتة داخل القصر،
"ها هو الكلب المدلل يحاول الهروب مجددًا!"
"ربما يظن أنه طائر هذه المرة!"
لكن أريوس… لم يكن يهرب بحثًا عن الحرية فقط.
كان يهرب من نفسه.
من ضعفه.
من واقعه.
من ناهيرا.
وفي أحد الأيام السوداء،
كانت ناهيرا تدربه — أو بالأحرى تحطمه.
وقفت أمامه، شامخة بجسدها المتعالي وهالتها الكاسحة،
بينما هو كان مُمددًا على الأرض، لا يقوى حتى على الزحف.
جسده كله كدمات، الدم يسيل من أنفه، أطرافه ترتجف كأنها ستهلك،
وعيناه… تلك العينان اللتان كانت تحاول دومًا التماسك… انهارت.
بكى.
نعم… أريوس بكى.
بصوتٍ ضعيفٍ، مكسور، خرجت كلماته متقطعة، مملوءة بالقهر:
"أرجوكِ… فقط اقتليني…"
"أنهِي هذا العذاب… أرجوكِ، لقد تعبت… لقد… لم أعد أتحمل…"
لكن ناهيرا لم تُظهر أي شفقة، بل نظرت إليه نظرة هادئة، باردة،
وقالت بنبرة سلطوية متعجرفة:
"أنا فقط من يقرر إن كنت ستموت… أو تعيش. وليس أنت، أيها الصعلوك."
ابتلَع أريوس ريقه المختلط بالدم، وتمسّك بخيط من الرجاء:
"إذن… فقط توقفي عن تعذيبي… أرجوكِ…"
لكن ردّها كان كالسيف:
"مع كل هذا العذاب… لم أرَ ذرة تحسُّن واحدة. قوتك لا تزال ثابتة… ستة ملايين فقط؟"
سخرت، لوّحت بيدها، وقالت دون أن تلتفت:
"سأقرر مصيرك قريبًا…"
ثم غادرت، تمشي بخطوات بطيئة، وكأنها خرجت من قاعة تعذيب لا من ساحة تدريب.
أما هو…
ظل ملقى على الأرض، لا يتحرك.
يتنفس بصعوبة، وكل شهيق يحمل ألمًا لا يُطاق.
نظر إلى السماء الزجاجية في الأعلى…
وهمس:
"كفى… كفى… لا أريد أن أعيش في هذا الجحيم بعد الآن…"
شخص مدمّر، روح مهشّمة، أمل منقرض.
لكنه لم يكن يعلم أن لحظة الانكسار هذه…
قد تكون الشرارة الأولى…
التي تفتح أبوابًا لم يكن يظن وجودها حتى.
بعد ذلك الحدث القاسي،
نهض أريوس من على الارض ،
جسده لا زال مدمى، مرقّع بالكدمات،
لكن الخطير في الأمر… أن روحه هي من كانت تنزف هذه المرة.
بدا،
يمشي في الممرات الباردة للقصر،
خطواته هادئة، لا هي خائفة ولا جريئة… بل ميتة.
مرّ بجانب أحد الجنود، فضحك عليه ساخرًا:
"أنظروا من عاد يمشي بعد سحقه!"
ثم ضحك آخر:
"ربما سيدربنا لاحقًا هذا القوي الفذ!"
ثم مرّت إحدى القائدات وهمست وهي تمر بجانبه:
"كان من الأفضل أن يموت في المرة الماضية، وفّر علينا عناء النظر إليه…"
لكن أريوس… لم يرد.
لم يصرخ، لم يغضب، لم يعبّر.
حتى من ضربه على كتفه بقسوة من الخلف… لم يحرك فيه شيئًا.
لم يعد يشعر بالألم.
لم يعد يشعر بشيء.
عيناه فقدتا الحياة.
كل ما كان داخله من عزيمة، من مقاومة، من خوف… انطفأ.
وفي أعماقه… كانت هناك نار جديدة تشتعل،
ليست نار الانتقام أو الغضب… بل نار الخيانة.
بدا يشعر أن كل شيء كان كذبة.
تذكّر ذاك الصوت… ذلك الوعد الكاذب…
"ستصبح قوياً، فقط سر عبر البوابة… هذا مصيرك…"
كذب…
خدعة لا تُغتفر.
همس لنفسه، بصوت مبحوح:
"لقد خدعني… ذلك الصوت اللعين… لم يرسلني إلى القوة، بل إلى الجحيم…"
ثم تساقطت دمعة، واحدة فقط، دون أي تعبير على وجهه،
تساقطت ببطء، وانزلقت على خده كأنها تنهيدة روح.
توقف فجأة…
نظر إلى أحد نوافذ القصر العالية، حيث انعكست صورته فيها…
وجه شاحب، عينان ميتتان…
لم يعرف نفسه.
قال بصوت متعب، خافت:
"ما لم أصدقه يومًا… صار حقيقه…
حياتي مع عائلة هيميرا… كانت أفضل من هذا الجحيم."
ثم أدار ظهره ببطء،
دخل غرفته، وأغلق الباب خلفه بصوت ثقيل.
اقترب من سريره، لا بفرح، لا براحة، بل كأن السرير هو نعشه…
ثم رمى نفسه عليه.
لا شهيق حاد، لا بكاء…
فقط جسد محطم…
وروح منهارة…
وقلب بدأ يتمنّى أن يتوقف عن النبض.
كان ذلك اليوم… نقطة تحول خفية،
في داخله شيء تحطم… لكنه ترك فراغًا قد يُملأ بشيء جديد… مرعب…
أو ربما… عظيم.
تمر الأيام بثقلها فوق جسد وروح أريوس،
وفي أحد صباحات العالم الرمادي الذي اعتاد عليه،
يُجلب مكبل اليدين، مرهق الخطى، إلى قاعة العرش.
الجنود مصطفّون على جانبيه،
القادة جالسون بنظرات ازدراء،
وناهيرا… تجلس على عرشها العالي، شامخة، باردة كأنها قطعة من الجليد النقي.
دخل أريوس دون مقاومة، وعيناه نصف مغلقتين،
لكنه… حين رأى هذا المشهد، هذه النظرات، هذا الترتيب…
ابتسم بسخرية، وهمس لنفسه:
"هه… هذا الموقف… يبدو مألوفًا لي…"
وقف في منتصف القاعة، والكل يحدّق به،
كأنهم يترقّبون إعدامه، أو ربما أسوأ…
عندها وقفت ناهيرا، ورفعت يدها، فصمت الجميع.
ثم قالت بصوتٍ عالٍ، مهيب، لكن ببرود لا يُحتمل:
> "اليوم… يا سادة، وبعد مرور أكثر من 16 عامًا…
الشاب الذي ربّيته منذ نعومة أظفاره…
نال كفايته من التعذيب، من الألم، من الفشل.
لقد جمعتكم لأُعلن قراري المطلق بشأن من كنتُ آمل أن يكون الوريث، الأقوى، التالي بعدي في عالمنا هذا.
لكن… بدل القوة… حصلتُ على خيبة أمل ساحقة."
هنا تنخفض نبرتها قليلًا، وتزداد قسوة:
> "من اليوم… سيتم عزل هذا الفاشل إلى أراضي السلاطين…
ليصبح مجرد عبدٍ ذليلٍ لتلك المخلوقات القذرة،
وينال مصيره المحتوم، الذي يستحقه تمامًا."
صمتت…
القادة هزّوا رؤوسهم تأكيدًا،
بعضهم ابتسم بسخرية…
وجنود ناهيرا اقتربوا من أريوس لإخراجه.
لكن…
فجأة، رفع أريوس رأسه، نظرة لم يروها من قبل،
نظرة حادة… مجنونة… يائسة… ومليئة بكراهية نقية.
ثم بصوت مرتجف، لكن واضح:
"تبا لكم…
تبا لكِ يا ناهيرا…
وتبا لعالمكم الزائف،
وتبا لكل من هنا…
سحقًا لكم جميعًا!!"
وبدون إنذار…
ركض أريوس!
اندفع بقوة يائسة لم تظهر منه من قبل،
تخطى الجنود، دهس أحدهم، دفع آخر، تفادى الضربات،
صرخات انتشرت:
"أوقفوه!!"
"لا تدعوه يهرب!"
لكن أريوس لم ينظر خلفه…
جسده كان ينهار، لكن إرادته… كانت تشتعل!
ركض عبر الممرات، تسلق الجدران،
خدوش، دماء، لهاث متقطع…
لكنه ظل يهرب… يهرب… يهرب!
إلى أن…
وصل إلى هناك.
"حافة النهاية…
بوابة العدم."
منطقة محرمة…
أسطورة تُهمس في زوايا القصر:
"من يسقط فيها، يُمحى. لا جسد، لا روح، لا عودة."
وقف أريوس على الحافة،
الجنود يقتربون، يصرخون:
"توقف!! هذه نهايتك!"
لكن أريوس… ينظر إلى السواد المتحرك في الأسفل،
لا خوف…
بل راحة، ممزوجة برغبة جامحة في التحرر.
قال وهو يبتسم:
"ربما… في العدم…
أكون أخيرًا… حرًا."
ثم…
قفز.
وهنا…
صمتٌ تام…
والكون…
شهق.
هل كانت تلك نهاية أريوس؟
أم مجرد بداية جديدة… لأمرٍ أعظم مما يتخيله أحد؟
✦
Comments