في قلعة شاهقة تطفو على بحرٍ من الغيوم الداكنة، في قلب العالم الأول…
دخلت ناهيرا، تلك الملكة الحاده التي لا يُجرؤ أحد على نطق اسمها إلا همسًا، إلى جناحها الخاص، وفي يدها رضيعٌ ملفوف بغطاء ابيض مرصع بنقوش طقسية.
كانت أنظار الحرس والخدم تتجنبها، حتى التنفس أمامها كان يعتبر مخاطرة، لكنهم تفاجأوا بشيءٍ أغرب بكثير من مزاجها المعتاد…
سيدتهم... تحمل طفلاً.
سارت بخطى ثابتة نحو الجناح الشرقي للقلعة، وهو مكان لم يُفتح منذ قرون.
فتحته ببطء... الغبار تناثر، والظلام سكن أرجاء المكان، لكنها نظفت الغرفة بنظرة واحدة فقط، بمجرد أن فتحت عينيها الحادتين، اختفى كل شيء غير لائق.
وضعت الطفل فوق وسادة ناعمة من حرير الظلال، جلست أمامه تتفحصه، وحدقت في ملامحه الغامضة.
"غريب..."
قالتها وهي ترفع حاجبها.
"قوته بالكاد تُقاس، أشبه بوميض شمعه على وشك الانطفاء. ومع ذلك… في شيء… شيء يجبرني على البقاء بجانبه…"
انحنت قليلاً، حتى اقتربت منه أكثر، همست وكأنها تخاطب ذاتها:
"أنا… ناهيرا… ملكة الموت والفوضى… رمز الرعب والخراب… أُرضع هذا الكائن الصغير؟ هل أصبت بالجنون؟"
ثم سكتت قليلاً، واستدارت لتُخاطب أحد الخدم القريبين:
"اعتنوا به. إذا مرض... تموتون. إذا بكى ولم يُهدأ... تموتون. إذا لم ينم نومًا هادئًا... تحرقون أنفسكم قبل أن أفعل بنفسي. هل أوضحت؟"
انحنى الجميع بسرعة لدرجة أن أصوات عظامهم سُمعت:
"نعم مولاتنا!! سيعامل كما لو كان وريثكِ ذاته!"
ثم خرجت ناهيرا، لكن قبل أن تغادر الباب، التفتت، نظرت إليه لوهلة، كأنها شعرت بشيء… حنين؟ لا… مستحيل.
هي ناهيرا. لا قلب لها.
لكن...
في كل يوم، كانت تعود.
تتفقده.
تراقبه وهو ينام.
تغضب عندما لا يُعتنى به كما يجب.
حتى أنها أصبحت تحفظ صوته... وحركاته... وبكاءه...
"لماذا؟"
قالتها لنفسها في إحدى الليالي بينما كانت تنظر إليه من خلف ستار الليل.
"لماذا أهتم بهذا الكائن التافه؟ لماذا أشعر بشيء ما يتحرك بداخلي؟ هذا مزعج... هذا غير طبيعي…"
لكنها لم تتوقف.
ربما لم تكن تعلم...
أن الطفل الذي ترعاه...
هو شرارة النهاية...
أو بداية شيء أعظم من الفوضى ذاتها.
: سور خارجي للقلعة – بعد ثماني سنوات
كان اليوم غائمًا، والسماء ملبدة بغيومٍ مشبعة بالطاقة السوداء المعتادة في هذا العالم، لكن في فناء القلعة الجنوبي، وسط الرياح والهدوء المخيف، وقف أريوس، وقد بلغ من العمر ثماني سنوات.
طفل... لكن عيونه لا تقول ذلك.
كانت نظرته عميقة، كأنها تحوي آلاف السنين من الانكسار... والتحدي.
---
وقف أمام جدار ضخم من الحجارة السوداء المسحورة، التي يُقال إنها تتحمل ضربات من تنين كامل النمو…
أخذ نفسًا عميقًا، ثم مدّ قبضته الصغيرة إلى الخلف، وهمس لنفسه:
"الصوت لم يكن كاذبًا... أشعر بها… قوتي."
ثم…
بوووم!
انطلقت قبضته كنيزكٍ غاضب، وضربت الحائط بكل بساطة... ليحدث ما لا يُتوقَّع:
الجدار بأكمله تحطم كأنه مصنوع من الزجاج، تطايرت الحجارة لأمتار، والغبار غطّى نصف الساحة، وصوت الانفجار سُمع في أنحاء القلعة كلها.
وفي لحظة...
وصلت ناهيرا.
ظهرت خلفه فجأة، دون صوت، دون تحذير، فقط… وقفت.
عيناها تحدق فيه، وفي بقايا الجدار، وفي الطفل الذي لم يعد "عادياً"…
أما هو، فشعر بهدوئها القاتل، استدار نحوها بسرعة وارتبك قليلاً، ثم قال بنبرة خجولة:
"أنا آسف… لم أقصد تحطيم الجدار…"
ابتسمت ناهيرا… وابتسامتها لم تكن أبدًا علامة رضا… كانت مليئة بالدهاء والافتراس.
اقتربت منه، وضعت يدها على رأسه بلطف مرعب، وقالت:
"لا بأس... بل على العكس تمامًا… أريد أن أرى المزيد من ما فعلته، يا عزيزي أريوس الصغير…"
انحنت إليه، وهمست عند أذنه:
"أخيرًا… بعد كل هذا الوقت… أحصل على كنزي الخاص…"
ثم استدارت، وأمرت الخدم:
"أعدّوا ساحات التدريب… لا، بل أعدّوا أراضي الاختبار الجهنمي… أريد أن أرى ما يستطيع هذا الطفل فعله عندما يُدفع لأقصى حدوده."
---
أما أريوس، فوقف مكانه… نظر إلى قبضته… ثم إلى الدمار خلفه…
وفي قلبه… شعر بشيء ينبض…
لم تكن فقط القوة…
بل ولادة جديدة.
ساحة القتال الدموية – بعد عدة أيام
في قلب الإمبراطورية، أنشأت ناهيرا حلبة ضخمة…
مبنية من الحجارة السوداء والحديد النيزكي، مغطاة بسحرٍ يجعلها تصدّ الهجمات الفتاكة.
صخب، ضجيج، صراخ... ورائحة دم طازج تتصاعد من الأرض المتشققة.
وفي الأعلى، كانت ناهيرا جالسة على منصة مرتفعة، بجانبها كان يجلس أريوس الصغير على كرسي مصنوع خصيصًا له، مغلف بالفراء الأحمر، وخلفه خدمٌ يقفون بانضباط.
لكن نظراته لم تكن هادئة… كانت متوترة، مرتبكة، بل مشوشة.
أمامه، في أرض الحلبة…
خمسة جنود مدججين بالسيوف والدروع، يواجهون مخلوقًا ضخمًا يشبه العنكبوت الناري، ذو ثمانية أعين وله أنياب تسيل منها مادة خضراء تتآكل معها الأرض.
صراخ، دماء، أحد الجنود فقد ذراعه…
الوحش يهجم بعنف، بينما الجنود يصرخون ويلوحون بأسلحتهم.
---
ناهيرا تراقب بابتسامة هادئة، ثم نظرت إلى أريوس وقالت بنبرة ناعمة كأنها تخبره قصة قبل النوم:
"عزيزي أريوس… شاهد هؤلاء الأبطال، كيف يقاتلون الوحوش الشريرة… أليسوا رائعين يا صغيري؟"
التفت إليها أريوس، ملامحه خالية من الانفعال…
ثم أعاد نظره إلى الحلبة، ولم يرد.
هي لاحظت ذلك، وابتسمت بخبث أكبر، واقتربت منه قليلًا وهمست:
"في هذا العالم، الدماء هي اللغة الوحيدة… لا تحزن لما ترى، بل تعلّم منه… في المستقبل، ستكون أنت من يقف هناك… أو من يَجعل الآخرين يقفون لأجلك."
---
استمر القتال أمامه… حتى انتهى أخيرًا بمذبحة دامية، نجى جندي واحد فقط… والبقية تناثرت أطرافهم وسط ساحة القتال.
أريوس، رغم حداثة سنه، لم يصرخ… لم ينهَر… فقط… وضع يده على قلبه، وهمس:
"يبدو أنني سأحتاج أن أفهم هذا العالم… بطريقته."
---
من هنا تبدأ التهيئة النفسية لأريوس... إلى عالم لا يعرف الرحمة.
أول قتال لأريوس – "الاختبار المزيف"
كانت الشمس في كبد السماء، وساحة الحلبة مليئة بآثار الدماء والركام من المعارك السابقة.
صمتٌ غريب يسود المكان، حتى الطيور توقفت عن الطيران.
ناهيرا وقفت على منصّتها، بثوبها الأسود المطرّز بالخيوط الحمراء، تحيط بها هالة من الرهبة.
عيونها الحمراء المتوهجة موجهة نحو أريوس، لا تحمل حنان أم، بل هيبة حاكم… أو سيف معلق فوق الرقاب.
أريوس الصغير (8 سنوات) يقف في منتصف الساحة، بملابس قتالية بسيطة مخصصة للتدريب، يحدّق أمامه بعيون رمادية حائرة.
وفجأة...
تشق الأرض نفسها بخط سحري أحمر، ثم ينبثق منه وحش ضخم، مخيف الشكل، بأربعة أذرع ضخمة وجسم مغطى بالأشواك… لكن في الحقيقة، لم يكن سوى وهمٍ طاقيّ صلب صنعته ناهيرا لتختبره، دون أن يدري أنه غير حقيقي.
---
قبل بداية المعركة، نظرت إليه ناهيرا نظرة باردة مرعبة، مليئة بالتهديد غير المعلن:
> "اخسر… أو ستموت مني."
لم تقلها بصوتٍ عالٍ… لكنها كانت مكتوبة بوضوح في عينيها.
---
أريوس، رغم صغر سنه، شعر برعبٍ داخلي… لكنه لم يتراجع.
قال في نفسه:
> "لا أعرف ماذا سأفعل… لكن… سأُلكم. كما فعلت سابقًا."
شدّ قبضته الصغيرة، وزفر بقوة، وقلبه ينبض بعنف، ليس خوفًا… بل توترًا غير مفهوم.
بدأ الوحش يتقدم نحوه ببطء، يُصدر صوت هدير مدوٍ، والزئير يتردد بين جدران الحلبة… وكل من يشاهد، من الجنود والخدم، بدؤوا يتهامسون:
> "مستحيل... سيُسحق..."
"سيدتنا جنّت أخيرًا..."
"ذلك طفل فقط!"
لكن… لم يكن أريوس طفلاً عاديًا.
---
وفجأة، وبينما يندفع الوحش،
صرخ أريوس بصوت عالي:
> "رأيتها تفعل هذا!"
ثم قفز فجأة في الهواء، يدور بجسده بشكل فطري، ويضرب الوحش في وجهه بلكمة واحدة.
دوووووووم!!!
صوت الانفجار ارتجّ كأنه صاعقة نزلت وسط الحلبة،
وانفجر الوحش إلى قطع من الضوء، واختفى كليًا!
---
صمتٌ تام…
حتى الرياح تراجعت احترامًا للحظة.
كل الحاضرين تجمّدت تعابير وجوههم…
حتى ناهيرا، تلك التي كانت تنظر له بأمر بالخسارة، رمشت بعينها ببطء، وقالت بداخلها:
> "…لقد دمّره… بلكمة؟"
ثم وضعت يدها على خدها، وابتسمت بخفة، وهمست:
> "يا له من فتى مثير، يبدو أنني سأُعيد النظر فيك يا أريوس الصغير."
وأريوس؟
لم يكن يضحك… ولا فخور.
بل نظر إلى قبضته، وهمس لنفسه:
> "هذه القوة… بدأت تتجاوب معي… لكن… هل كانت هذه ضربة حقيقية؟"
ثم رفع رأسه نحو السماء… وكأن هناك شيء بداخله بدأ يستيقظ.
المشهد: اختبار القوة – نهاية الطفولة
الموقع: منشأة الطاقة المركزية في العالم الأول، قاعة عملاقة مليئة بالمعدات والدوائر الطاقية
الشخصيات: ناهيرا – أريوس – علماء الطاقة – جنود – خدم
وسط قاعةٍ ضخمة مضاءة بأضواء خافتة بلون أزرق باهت، يقف أريوس الصغير في منتصف دائرة محفورة بطلاسم هندسية معقدة. تحيط به أجهزة طاقة عملاقة تنبض بإشعاعات خضراء وزرقاء، وأصوات الآلات تملأ المكان.
ناهيرا تقف في الأعلى، على منصة مراقبة، تراقب بصمت وخلفها صف من العلماء والخبراء يرتدون عباءات الطاقة، وكل منهم ينظر إلى الطفل وكأنه وحش نادر يُقاس لأول مرة.
تأمر ناهيرا بهدوء قاتل:
> "ابدأوا القياس."
يضغط أحد العلماء زرًا، وتبدأ الدائرة بالتوهّج، وترتفع هالة طاقية رمادية داكنة من جسد أريوس، تُحدث اضطرابًا في الهواء.
تبدأ الشاشات تعرض الأرقام:
١٠،٠٠٠
٢٠،٠٠٠
٣٥،٠٠٠
٤٧،٠٠٠
…
٥٠،٠٠٠
توقف الجهاز فجأة، وانفجرت إحدى اللوحات الكهربائية.
ينظر الجميع بدهشة، أحد العلماء يهمس:
> "٥٠ ألف؟!… هذا يعني أنه يستطيع تدمير عدة كواكب دفعة واحدة!"
تلتفت أنظارهم إلى ناهيرا، لكن وجهها… لم يتغير.
بل أغلقت عينيها وقالت بهدوء خبيث:
> "أهذا كل شيء؟"
يقول أحد العلماء متوترًا:
> "حالياً… نعم، سيدتي. هذا… مستوى مرعب لطفل."
تضحك ضحكة صغيرة ساخرة، ثم تهمس:
> "لا بأس… هذا يكفي حاليًا."
ثم تنزل من المنصة بهدوء، تمسك يد أريوس، الذي ما زال يلهث قليلاً، وتبدأ بسحبه بقوة وهي تنظر للأمام بوجهٍ صارم.
> "من الآن… سيتوقف الدلال والرّخاء… يا صغيري."
---
المشهد: أوامر التحوّل إلى الوحش
في ممرات القصر، تعبر ناهيرا بصمت، تسير بجانب أريوس الذي بدأ يشعر بالخوف من نبرتها الجديدة.
تصل إلى غرفة القيادة وتقول للجند:
> "من الآن، يدخل الجنود عليه في فترات عشوائية… يضربونه. لا تقتلوه، فقط اكسروه."
يصدم الحرس… لكن لا أحد يعارض.
ثم تلتفت إلى الخدم:
> "أريد كل من يخدمه… أن يهينه، يسخر منه، ويذله. لا رحمة."
> "أريد أن أطفئ مشاعره… أريد وحشًا لا يهتز قلبه."
ثم تنظر إلى أريوس، تقترب منه، تجلس على ركبتيها، تمسك وجهه بيد واحدة وتبتسم:
> "كن قويًا… أو مت. أنا منقذتك… وأنا من سيدمرك إن خيبت ظني."
أريوس ينظر لها، ولا يرد… فقط يبتلع ريقه، وقلبه ينبض بشدة.
---
الختام (موسيقى درامية)
لقطات متتالية مظلمة:
جندي يركله في وجهه وهو ساقط.
خادم يلقي الماء عليه ببرود ويقول: "قم، يا نفاية."
أريوس ينزف وهو يزحف وحده إلى فراشه.
ناهيرا تراقبه من شرفة القصر بابتسامة خفيفة… وكأس نبيذ بيدها.
> "نعم… هكذا… تحوّل. أريد سلاحًا… لا طفلاً."
لكن ما لا تعرفه… أن أريوس لا ينهار… بل يتعلّم.
> يتشكل… كالعاصفة التي لا تُرى… حتى تصل فجأة، وتحرق كل شيء.
بعد ذالك تمر عدة سنوات و هنا يصبح اريوس بي سن 16 عام من عمره الانطفاء الأخير – الجسد المكسور
الموقع: ساحة التدريب الداخلية – أرض معارك مظلمة مليئة بآثار قتال لا ينتهي
الشخصيات: أريوس (16 سنة) – ناهيرا – جنود – خدم – علماء المراقبة
تسقط ضربة ناهيرا من السماء بسرعة خاطفة تفوق الصوت، تُحطِّم جسد أريوس بالكامل، فيصرخ صرخة مكتومة وهو يُقذف وسط ساحة المعركة، يترنح ثم ينهار، وعيناه مفتوحتان لا تبديان أي إحساس… فقط الفراغ.
ناهيرا تمسح يدها، تنظر إليه بشماتة هادئة:
> "كعادتي… انتصار سهل."
تتقدم نحوه، تضغط قدمها على ظهره وتهمس قرب أذنه:
> "أتعرف؟ بدأت أملُّ منك… ظننت أن أصل السلستين يعني شيئًا."
> "لكن يبدو أنك مكسور… أكثر من أن تُصلح."
يراقب الجنود من بعيد، بعضهم بدأ يشعر بالشفقة، لكن لا أحد يجرؤ على التدخل.
---
صمت داخلي – المونولوج الداخلي لأريوس
لقطة قريبة لوجه أريوس المُلطخ بالدماء والطين، أنفاسه ثقيلة، صامت، لا يصرخ، لا يتوسل.
> "… لقد مضت ثماني سنوات…
ضرب… إهانة… تدريب… دموع لم أذرفها… وصراخ كتمته في قلبي."
> "قال لي ذلك الصوت… سأصبح قويًا… أين هي القوة؟"
"٦ مليون؟ مجرد رقم صغير في هذا العالم."
> "لكن لماذا… لماذا جسدي لم يتطور؟ لماذا طاقتي توقفت؟"
"هل أنا معيب؟"
"أم أن هذه نهايتي؟"
"..."
يتوقف التفكير… ويبدأ الصمت المطلق داخله.
---
ناهيرا: السخرية الباردة
ناهيرا تستدير، تلقي نظرة أخيرة عليه وهو ساقط كدُمية مكسورة:
> "غدًا سأحطمك مجددًا… أو ربما… أعيدك للمحرقة التي جئت منها."
ثم تغادر بهدوء، وصوت كعب حذائها يتردد في الساحة الصامتة.
---
الختام: الشرارة الأولى… لا شيء يتحرك، سوى داخله
بينما الكاميرا تبتعد، نسمع نبضًا خافتًا… بوم… بوم… بوم…
يتباطأ… يتباطأ… يتوقف.
…ثم فجأة…
نبضة واحدة تشبه الانفجار.
صوت خافت داخله يقول:
> "لا… لم أنتهِ بعد."
ضوء القمر يتسلل من بين الغيوم السوداء…
الجسد النحيل لأريوس مُلقى في الزاوية، يتنفس بصعوبة، عينيه شبه مغلقتين، الدم يسيل من فمه وذراعه مكسورة.
تُفتح بوابة حديدية بصمت… يدخل رامين مهرولًا، يتبعه كين بهدوء.
رامين بصوت خافت وهو ينزل على ركبتيه:
> "أريوس! أجبني… أرجوك!"
كين يخرج أدوات صغيرة من حقيبته، يركع بجانبهم ويبدأ بالفحص.
> كين: "كسور متعددة… جراح داخلية… رامين، ساعدني نحمله بسرعة."
---
– في غرفة سرية مهجورة داخل القلعة
أريوس مُمدد على سرير بسيط مصنوع من القماش، فوقه بطانية ممزقة قليلاً… لكنه على قيد الحياة.
رامين يمسك بيده، ينظر إليه بقلق:
> "جراحك أعمق من المرة السابقة…"
> أريوس (بصوت ضعيف، بابتسامة ميتة): "لا تقلق… هذا لا شيء… رأسي لا يزال يعمل، أليس كذلك؟"
كين ينظر نحوه بتنهيدة طويلة، وهو يضع ضمادة حول صدره:
> "الصراحة يا فتى… السيدة ناهيرا تبالغ أكثر مما يجب."
> "كنت أراقبها… كلما اقتربت من قتلك، تغيّر الهدف فجأة."
> "خلال العام الماضي فقط… رأيتُها تذبح ما لا يقل عن عشرين جنديًا بدلًا عنك."
> "كأنها تُفرغ غضبًا… لكنها لا تريدك ميتًا."
---
صمت
أريوس يفتح عينيه ببطء، صوته هادئ كأنه يحكي من بين الرماد:
> "لماذا؟ لماذا لا تقتلني فقط؟ لماذا تحتفظ بي؟"
رامين يتردد، ثم يقول:
> "لأنك الشيء الوحيد الذي لم تتمكن من كسره بالكامل… حتى الآن."
> "أنت نواة مشروعها، يا أريوس. مهما بدا الأمر قاسيًا… لا أحد ينجو من ناهيرا لهذه المدة بدون سبب."
كين ينهض، ويضع يده على كتف أريوس:
> "أحيانًا… النجاة من الألم، تكون أقوى من قتاله."
> "لكن إن أردت النجاة حقًا… يجب أن تبدأ في فهم قوة داخلك، لا فقط تلك التي يقيّموك بها."
رامين يبتسم:
> "ونحن معك… دائمًا."
Comments
راينر
اتمنى المزيد من الفصول الكثيره
2025-06-12
1
راينر
شكرا جزيلا الفصل رائع استمر يا اسطوره
2025-06-12
1
راينر
َ
2025-06-12
1