**المدرسة لم تعد مكانًا للتعلم... بل أصبحت متاهة من الظلال والضجيج.**
في رأس ليان، كل خطوة في الممرات تجعله يشعر أن **أحدًا يضحك عليه**. الأصوات تتداخل ك**إذاعات مفتوحة كلها في وقت واحد**:
- *"انظروا! إنه الأصم!"*
- *"لماذا يبتسم هكذا؟ هل هو مجنون؟"*
- *"لا تضيع وقتك معه... عقله فارغ."*
ليان لا يسمعهم بوضوح، لكنه **يشعر بالحرارة في وجنتيه** كلما اقتربوا.
**الابتسامة التي لا يفهمها أحد**
المشكلة ليست فقط أن ليان **لا يتحكم بابتسامته**... المشكلة أن الجميع **يفسرونها خطأً**:
- عندما يكسرون نظارته (للمرة الثالثة هذا الأسبوع)، **يبتسم**.
- *"إنه يضحك! يعني يعجبه ذلك!"*
- عندما يدفعونه أرضًا، **يبتسم**.
- *"انظروا! لا يشعر حتى بالألم!"*
لكن الحقيقة...
**الابتسامة هي صرخة جسده الصامتة.**
- عضلات وجهه تتشنج من الخوف.
- أسنانه تضغط على بعضها كي **لا يصرخ**.
**طقوس القسوة**
مجموعة المتنمرين بقيادة **مازن** (الطفل القوي الذي يعتقد أن إيذاء ليان يجعله رجلًا) يصنعون له **عذابًا يوميًا**:
يقتربون منه ويصرخون بأسمائهم في أذنه:
*"ماذا أسمي؟ تذكر أو سأضربك!"*
ليان يتجمد، **قلبه يدق كالطبول**... ثم يقول:
*"يَا... صَدِيْقِي؟"*
فينفجرون ضحكًا ويبدأون **دورة الإيذاء المعتادة**.
**البيت: الملجأ الذي لا يحمي**
في تلك الليلة، بينما كان ليان يمر قرب المطبخ، **لم يسمع نقرًا... بل شعر بذبذبات غريبة تهتز في الهواء**. توقف عند الباب نصف المفتوح، فرأى ظل أمه **يتمايل كشجرة في عاصفة**—يديها ترسم أشكالًا في الفراغ، **كمن يحاول الإمساك بظل**.
كانت **تقلد حركات اليوتيوب بتركيز مرهق**، عضلات وجهها مشدودة، **كأنها تحاول فك شفرة العالم الصامت الذي يعيش فيه**. ثم رأى دفترها يسقط من على الطاولة، **فتجمدت أصابعها فجأة كما لو أن أحدًا كسر شريط فيديو**.
على الصفحة المفتوحة، كُتب:
*"كيف أقول له أنني أخاف ألا أعرف ما يؤلمه؟"*
أغلق ليان الباب بهدوء، **كأنه يدفن آخر محاولة للتواصل**. الهواء في المطبخ **توقف عن الاهتزاز**، وكأن الأم والابن **أصبحا جزيرتين تبتعدان في بحر واحد**.
**السماعات المكسورة**
في يوم بارد، خطفوا سماعته (التي كلفت شهر معاش أبيه المتوفى) ورمَوها في بركة ماء.
ليان ينظر إليها تغرق... **ويبتسم**.
لكن هذه المرة، الابتسامة **مختلفة**... فيها شيء **مُظلم**.
**الانهيار في الحمام**
في طريق العودة إلى المنزل، وجد نفسه **وحيدًا في الحمام المدرسي**.
نظر في المرآة:
- **رأى ابتسامته**... واسعة، مزيفة، ك**قناع ملتصق بوجهه**.
- حاول إزالتها **بأصابعه**، لكنها لم تتحرك.
- فجأة... **دمعة تسقط**.
لأول مرة منذ الحادث، **الابتسامة تختفي**.
نظر إلى نفسه وقال بصوت مكسور:
*"أنا... لست بخير."*
**نور: الحضن الذي أنقذه**
نور رأته من الباب (كانت تتبعه خوفًا عليه كما تفعل كل يوم).
دخلت، احتضنته **بصمت**... ثم همست:
*"كفى... لا تبتسم إذا كنت تريد أن تصرخ."*
ليان اهتز ك**زجاج مكسور**، وانفجر في بكاء هيستيري.
في تلك اللحظة، **سقط القناع أخيرًا**.
**الدفتر الأسود: الكلمات التي لم تُنطق**
بعد ذلك اليوم، لم يتكلم ليان كثيرًا، لكنه وجد طريقة جديدة:
- **دفتر أسود صغير** يكتب فيه كل ما لا يستطيع قوله:
- عندما يسأله أحد: *"ما اسمك؟"*... يفتح الدفتر ويكتب: **"ليان"** بخط كبير.
- عندما يضربه مازن... يكتب: **"كفى"** ويُريهم إياه.
لكن الغريب أن الكتابة جعلته **أكثر وضوحًا للآخرين**، بينما هو يشعر أنه **أكثر وحدةً من قبل**.
ليان يحول تذكر كلمه جديد يقول بنبره غي مفهومه
**"أختي": الكلمة الوحيدة التي تمسك به ليان**
بين كل الأسماء التي نسيها، بقي اسم واحد **محفورًا في قلبه**:
- **نور**.
لم يعد يناديها *"يا صديقي"*... الآن يقول: *"أخْتِي"* بنبرة غريبة كأن الكلمة **مفتاحٌ لمملكة مفقودة**. ، كأنه الكلمة **الوحيدة التي تذكره بأنه إنسان**.
في الليل، كان يزحف إلى غرفتها، يكتب لها رسائل قصيرة:
*"أخْتِي... اليوم كاد قلبي يتوقف."*
*"أخْتِي... لماذا لا أستحق اسمًا مثل الباقين؟"*
نور تقرأ الرسائل **وتخبئها تحت وسادتها**... كأنها تحاول أن **تحفظه من الضياع**.
[نتابع]
Comments
I am not me
الكتابه جميل و الأداء رأع في الكتابه /Pray//Good/
2025-06-09
1
Mohamed Ibrahim
لا جامد
2025-06-12
1