حكاية شوق من قلب تائه في البعد

يا أماني، يا أختي، يا قطعة من قلبي، يا التي رحلتِ بجسدك وبقي طيفك في كل مكان…

منذ أن غادرتِ البيت، لم يعد كما كان…

صمتٌ يملأ الزوايا، وهدوء يقتلني كل يوم، حتى الضحك فقد نكهته، وحتى أنا… لم أعد أنا.

أشعر وكأن شيئًا انكسر داخلي…

أنتِ لم تكوني مجرد أخت، كنتِ صديقتي، ملجأي، من تفهمني دون أن أتكلم، من تواسيني بكلمة أو حضن.

اليوم، غيابك كأنه غياب النور من عيوني…

كل ركن في البيت يشتاق لك، كل لحظة تمرّ تذكرني بك، حتى حديثي مع الناس لا يكتمل إلا بذكرك.

صفاقس بعيدة، نعم… لكن قلبي أقرب لك من أي مسافة، وحنيني لا يتركك لحظة.

هل تشعرين بي كما أشعر بك؟

هل يزورك قلقي كما يزورني كل ليلة؟

أتساءل: هل أنت بخير؟ هل تبكين بصمت كما أفعل؟ هل تضحكين؟ ومن يضحكك بدلاً عني؟

أماني، كم مرة بكيت لأنني لم أستطع حضنك حين احتجتِ إلي؟

كم مرة ناديتك بصوت خافت في الليل، وقلبي يتمنى أن تردّي عليّ؟

صحيح أنني أسمع صوتك أحيانًا، لكن لا شيء يساوي حضنك… لا شيء يعوّض غيابك الحقيقي.

أتذكّر ضحكتك التي كانت تنعش قلبي، كلامك العفوي، نظرتك لما حولك، حتى غضبك الذي كنت أحبه بطريقتي.

أنتِ الحضور الذي لا يغيب، حتى في غيابك…

أنتِ الفرح الذي لا ينطفئ رغم الحزن، وأنتِ الأمان الذي لا يُعوّض.

أنا أدعو لك كل يوم، يا أماني…

أدعوا أن ينجّحك الله، أن يحفظك، أن يسعدك، أن يحقق لك أحلامك، لكن…

أدعوه أيضًا ألا يطيل هذا الغياب، ولا يجعلنا غريبتين عن بعضنا بسبب الأيام والمسافات.

أماني، لا تنسيني…

لا تنسي ضحكاتنا، أسرارنا، تفاصيلنا الصغيرة…

عودي متى استطعتِ، فكل شيء هنا يشتاقك: أنا، أمّي، البيت، حتى الجدران.

وجودك في حياتي ليس خيارًا، بل هو نعمة…

وغيابك مؤلم، لكنه لا يُنقص من حبي لك لحظة واحدة.

رجوعك هو أمنيتي، وحديثي عنك لا ينتهي، وكلّ ما أتمناه أن يأتي اليوم الذي أراك فيه وأرتمي في حضنك،

فأنا ببساطة… أختك التي تحبك أكثر مما تتخيلين،

أنا… أمينة التي لا تكتمل إلا بوجودك يا أمونتي.

فيا أماني، يا أختي التي تسكنني،

اعلمي أن البعد لا يُطفئ نار الشوق، بل يزيدها اشتعالًا، وأن المسافات لا تفرّق بين قلبين ربط بينهما الله بالمحبة، وامتزجت روحيهما منذ الصغر بعقدٍ لا يُحلّ… عقد الأخوّة التي لا تعرف خيانة، ولا جفاء، ولا نسيان.

غيابك امتحانٌ للروح، وحنيني إليك دعاءٌ لا ينقطع.

أشتاق لكِ ليس لأنك فقط أختي، بل لأنك النور حين تظلم أيامي، والدفء حين يبرد قلبي، والعزاء حين تضيق الدنيا.

كل يومٍ من دونك أتعلم شيئًا جديدًا عن الألم، وأكتشف أن الحياة من دون من نحب ناقصة…

ناقصة طعمًا، ناقصة دفئًا، ناقصة لونًا.

لقد تركتِ بصمتك في كل لحظة من أيامي، في ضحكتي التي كانت أجمل وأنتِ بقربي، في حزني الذي كنتِ تمسحين دموعه بكلمة أو حضن، في تلك التفاصيل الصغيرة التي لا يشعر بها أحد سواك.

وكم هو مؤلم أن أعيشها اليوم وحدي.

لكنني، رغم هذا الشوق الكبير، لا أحملكِ عبء الحنين وحدك…

بل أبعث لكِ طمأنينتي مع كل دعاء، وألف سلام مع كل نسمة،

وأقول لنفسي دائمًا: "ستعود أماني، ستعود تلك التي إن غابت بجسدها، فحبها لا يغيب أبدًا".

أعدك أن أبقى على العهد… أن أبقى الأخت التي تحبك مهما فرّقتنا المسافات، أن أبقى حارسة ذكرياتنا، وناشرة حبنا في كل حرف أكتبه لك.

وسأنتظر عودتك مهما طال الغياب، لأن أختي لا تُنسى، بل تُخبأ في القلب… وتُروى بالدعاء.

عودي وقتما أردتِ… وسأكون أنا هنا، حيث كنا دومًا…

أحبك أبدًا، يا من سميتك "أمونتي" لأنها ببساطة… أنتِ: حبيبتي، صديقتي، أختي، ونصفي الآخر الذي لا يعوّض.

وإلى أن تكتمل الصورة من جديد،

سأكتفي بأن أكتب لك…

وأن أحبك بصمت…

وأن أراك في دعائي كل ليلة.

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon