هل يجلب الخلاص المال؟
...'هذا العالم القذر.'...
...حتى اليوم، وأنا في طريقي إلى العمل، كنت أتمتم بالشتائم في داخلي....
...أن أتفوّه بمثل هذا الكلام العدواني في صباحٍ مشرق تغمره أشعة الشمس المفعمة بالأمل، كان أمرًا طبيعيًا وبسيطًا جدًا....
...لأنني كنت شحاذةً لا أملك فلسًا واحدًا....
...“واو……فعلاً لم يتبقَ لدي شيء.”...
...جلست على طاولة الاستقبال في النزل الذي أعمل فيه، وزفرت تنهيدةً عميقة....
...كيس النقود الذي كان من المفترض أن يكون ممتلئًا بعد حصولي على أجر يومي، لم يخرج منه سوى الغبار مهما هززته....
...وكان هناك سببٌ واضح لهذا....
...'لأني أُسرق بالكامل من شخص لا أعرف حتى من يكون!.'...
...ولشرح كيف وصلت إلى هذا الوضع التعيس، يجب أن أعود بالزمن عشر سنواتٍ إلى الوراء، قبل أن أتجسد في هذا العالم....
...كانت هناك لعبة افتراضية تدعى <عالم الفانتازيا>، يحكي فيها البطل الساذج رحلته في لقاء رفاقه، ونموه المستمر، وهزيمته للأشرار، وإنقاذه للعالم مرارًا وتكرارًا....
...كنت من أشد المعجبين بهذه اللعبة. و كنت أول من يسجل الدخول عند نزول أي تحديثٍ للقصة الرئيسية في <عالم الفانتازيا>، وشاركت في كل فعالية بلا استثناء....
...بل إنني قضيت أيامًا وليالي متواصلة ألعب دون انقطاع....
...ولم أكتفِ بذلك، بل كنت أدرّب شخصيتي داخل اللعبة بجدٍ كي أتمكن من القضاء على الوحوش بسهولة داخل الزنزانات والغارات....
...ولتحقيق نمو أسرع للشخصية الرئيسية، صنعت حتى شخصيةً فرعية لتدعمها. و قمت بضبط إعدادات اللعبة بحيث يتم تحويل كل الموارد التي تجمعها الشخصية الفرعية إلى الشخصية الرئيسية، وبهذا أصبحت اللعبة أسهل بأضعاف مما كانت عليه....
...نعم، وهذه بالضبط كانت المشكلة....
...'…..ما كنت أتصور أبدًا أنني سأتجسد في تلك الشخصية الفرعية.'...
...بسبب ذلك، كنت أُسلب كل ما أملكه لصالح الشخصية الرئيسية كل منتصف ليل. منذ أن كنت طفلةً في هذا الجسد الذي تجسدت فيه، وحتى الآن....
...وللتقليل من الخسائر بأي شكل، حاولت أن أجد وظيفةً في نزل يوفر الطعام والمأوى بالإضافة إلى الأجر اليومي….....
...'لكن ما الفائدة، كل ما أجنيه ينفذ لمجرد أنني أضطر لشراء الضروريات من جديدٍ كل يوم.' ...
...حتى لو تجاهلت باقي الأمور، لا بد أنني احتاج ملابس أرتديها عند الذهاب إلى العمل. ...
...وهكذا أبدأ كل صباح بكيس نقودٍ فارغ تمامًا....
...حاولت البحث عن طريقةٍ للعودة إلى عالمي الأصلي، لكن بعد مرور عشر سنوات، لم أعد أملك الرغبة في ذلك أصلًا....
...أظن أنني توقفت عن المحاولة بعد حوالي سبع سنوات....
...وللأسف، يبدو أن مشكلةً ما حدثت أثناء التجسد، فلم أعد أتذكر لا اسم الشخصية الرئيسية ولا جنسها....
...الشيء الوحيد الذي يمكنني معرفته هو موقعها التقريبي الظاهر في نافذة النظام....
...دينغ-!...
...<الموقع الحالي للشخصية الرئيسية،...
...أوفولين (عاصمة إمبراطورية فيدوس)>...
...أن يعيش في أوفولين، أغلى مدينة من حيث أسعار السكن في إمبراطورية فيدوس، منذ عشر سنوات؟...
...بينما أنا لا أملك حتى أجرة العربة التي ستأخذني إلى العاصمة....
...…..حقًا، إنه عالمٌ قذر....
...أغلقت نافذة النظام وزفرت تنهيدةً أخرى، ثم خرجت صاحبة النزل، آنا، من المطبخ وهي تنقر لسانها باستياء. و نظرت مباشرةً إلى كيس النقود الذي كنت أحمله....
...“ريكا، هل أنفقت كل المال مرة أخرى؟ رجاءً، حاولي أن تدّخر قليلاً. كيف ستعيشين في هذا العالم إن واصلت التبذير بهذا الشكل؟”...
...“لا، الأمر ليس كذلك..…”...
...“ماهو الذي ليس كذلك؟ أتظنين أنني لا أعرف أنكِ دائمًا تملكين كيسًا مليئًا بالغبار فقط؟ ما فائدة أنكِ تتخلين عن عطلتك وتعملين لساعاتٍ إضافية؟ و تنفقين كل شيء فورًا. كوني أكثر توفيرًا، ريكا. أنا أقول هذا فقط لأنكِ مثل ابنتي.”...
...…..هذا ظلم....
...'حقًا، ظلمٌ فادح!'...
...لم أستطع قول شيء سوى شد شعري الفضي بيأس....
...قلة قليلة تعرف أن هذا العالم يتأثر بلعبة <عالم الفانتازيا>. ولا أعلم السبب، لكنني كنت أعرف ذلك لأن النظام أرشدني إليه....
...وبحسب ما رأيته في النظام، فعدد من يعرفون هذه الحقيقة في هذا العالم—بخلافي—هم ثلاثة فقط. وجميعهم شخصيات غير قابلة للعب (NPC)، بل إن أحدهم لم يعد موجودًا في هذا العالم أصلًا....
...وهذا يعني أنه حتى لو أخبرت آنا بالحقيقة، فلن أُعامل إلا كمجنونة....
...“يكفي. دعيكِ من ذلك.”...
...تخليت عن محاولة التبرير، وأسندت وجهي على طاولة الاستقبال دون قوة. فلم يكن لدي لا المال ولا الطاقة لأشرح وضعي لأي أحد....
...آنا، التي كانت تهز رأسها وهي تنظر إليّ ممددةً بذلك الشكل، أطلقت فجأةً صوتًا صغيرًا وكأنها تذكرت شيئًا....
...“بالمناسبة، ريكا، هل سمعتِ ذلك الخبر؟”...
...“أي خبر؟ هل هناك من يوزع نقودًا؟”...
...“آه، يا هذه. لا تفكرين سوى في المال وأنتِ ما زلت صغيرة. لا، ليس هذا. أقصد أن كاهن المعبد قال شيئاً جديداً بالأمس.”...
...“آه، نعم…..شيءٌ من هذا القبيل.”...
...أجبتها بوجهٍ خالٍ من الحماس....
...أظن أنني سمعت شيئًا عن ذلك عرضًا. لقد قال أمراً هز المعبد بالأمس....
...لكن مسألتهم تلك لم تكن تعني لي شيئًا ذا قيمة. لأن المعيد في هذا العالم لا يحمل أي دلالةٍ عميقة. بل كان مجرد إعلان جديد في لعبة <عالم الفانتازيا>....
...كما كان الحال دومًا، سيكون مجرد تحديث بسيط، ربما اكتشاف قارةٍ جديدة، أو منطقة صعبة، أو ظهور زنزانة يصعب اجتيازها....
...هكذا كان من المفترض أن يكون....
...“لكن، يُقال أن من لم يتلقَّ وصية المعبد سيختفي بعد عامٍ من الآن. على وجه التحديد، أولئك الذين مضى على تجاهلهم أكثر من خمس سنوات.”...
...همم، إذًا الحسابات التي مرّ على تحويلها إلى حالة الخمول أكثر من أربع سنوات سيتم حذفها. بما أنها لعبةٌ قديمة، فمن الطبيعي أن يقوموا بتنظيف البيانات يومًا ما....
...لم يكن أمرًا مفاجئًا. لكنني بدأت أتصبب عرقًا بارداً، وأطبقت قبضتي بكل ما أملك من قوة....
...“يبدو أنه لا يوجد الكثير من الناس في هذا الوضع، لذا لا أحد يشعر بالقلق…..لكن لا أدري، أشعر أن الأمر مؤلم قليلًا. أليس من القسوة أن يتجاهلهم المعبد هكذا؟ هم يعانون نفسيًا أصلًا لأنهم لم يتلقوا الوصية..…”...
...“صاحبة النزل.”...
...“هم؟”...
...“أنا…..سأستقيل!”...
...نعم، لم يكن أمرًا يدعو للدهشة. ما عدا الحقيقة المرعبة، وهي أنني أنا المعنية بهذا القرار....
...لو كنت أعلم أن الأمر سيصل إلى هذا الحد، لما أهملت إدارة الشخصية الفرعية حتى مع ازدياد انشغالاتي. ...
...تبًا لهذا كلّه....
...***...
...منذ أن تجسدت في هذا العالم، كان لدي حلمٌ واحد فقط. رغبة يحملها كل إنسان في داخله....
...الجلوس على عرش من المال!...
...أو لنقل بشكل أدق، أن أعيش حياةً هادئة ومريحة داخل مكان أملكه رسميًا باسمي، دون أن يتدخل أحدٌ في شؤوني، وأنا أفكر بهدوء، في أي شيء سأُنفق كل هذا المال؟...
...صحيح أنني الآن أُسرق كل منتصف ليل من قِبل شخصٍ لا أعرف من يكون، لكنني كنت أؤمن أن ذلك الحلم لا يزال ممكن التحقيق يومًا ما....
...فالأمر معقول، من يدري متى سيتم تحديث نظام الشخصيات الفرعية في اللعبة؟ ولو حدث ذلك، فمن المؤكد أن هذا العالم سيتأثر به أيضًا....
...كما لم يكن أحد في هذا العالم يعلم أن قارةً جديدة ستظهر فجأة في البحر الغربي، أو أن أحد العناصر النادرة سيتحوّل فجأةً إلى سلعة رخيصة بسبب الإمدادات الهائلة التي وفّرتها الشركة المطورة للعبة....
...لهذا السبب كنتُ أعيش يوميًّا بيومي، أعمل لأعيش، وأعيش لأعمل. كنت أظن أن لدي متسعًا من الوقت....
...'ولم أكن أعلم أنني سأصبح مهددةً بفترة زمنية محدودة!'...
...قدمت استقالتي فورًا وغادرت النزل. ولأنني لا أملك شيئًا سوى الملابس التي أرتديها، لم يكن هناك ما أحتاج لحزمه أو أخذه معي....
...بحثت فورًا عن عربةٍ تسافر لمسافات طويلة....
...وكان لدي ما يكفي من المال. لأن آنا، عندما سمعت مني أنني أريد أن “أقضي ما تبقى من حياتي في رحلة حرة لأنني المعنية بكلام المعبد”، أجهشت بالبكاء وقدمت لي مكافأةَ نهاية خدمة سخية....
...ولماذا استعجلت في البحث عن عربة؟...
...'لأني يجب أن أرى من تكون الشخصية الرئيسية قبل أن أموت.'...
...لا أستطيع حتى عدّ كم من المال سلبتني إياه تلك الشخصية حتى الآن....
...كنت أعمل بجد لدرجة أنني كنت أتخلى عن عطلتي، ولم أحصل لا على أجر إضافي ولا حتى على حق الاحتفاظ بثيابي أو أحذيتي….....
...لقد تم نهبي باستمرار، حتى أنني في إحدى المرات أرفقت مع المال المسروق ورقةً كتبت فيها عنوان مكاني، وطلبت فيها رجاءً أن يعيد لي شيئًا مما أخذ....
...لكن لم يأتِ أحد، ولم يصلني أي طرد. و وقتها فقط، أدركت أنني كنت أرى العالم بمنتهى السذاجة، وأوهم نفسي بأن ما يحدث ربما ليس بقصدٍ من الطرف الآخر....
...من المؤكد أن ذلك النذل يستمتع بسرقة أموالي. وبما أنه “الشخصية الرئيسية”، فلا بد أنه يعيش في ظروفٍ أفضل بكثير مني، وهذا ما يجعلني واثقةً من الأمر....
...'لا يمكنني أن أموت وأنا أشعر بكل هذا الظلم.'...
...حتى لو متّ، فعلى الأقل يجب أن ألكمه في وجهه مرة قبل أن أرحل. لا، أي مرة؟ يجب أن أضربه عشر مرات على الأقل....
...“سأفتش كل أرجاء أوفولين حتى أجدكَ.”...
...ركبت العربة متّجهةً نحو أوفولين وأنا ممتلئةٌ بالغضب. ...
...الطريق طويل، لكن بما أن الوقت لا يزال صباحًا، فسأصل ليلًا على الأرجح. ...
...و بمجرد وصولي، سأحجز في نزل قبل حلول منتصف الليل، وسأصرف كل ما أملك من مال للبقاء هناك لفترة طويلة، ثم أبدأ بتفتيش المنطقة المحيطة بيتًا بيتًا....
...وماذا عن الملابس؟...
...لنفكر في ذلك لاحقًا. الآن ليس وقت الانشغال بتفاهاتٍ من هذا النوع....
...'هل يوجد طريقةٌ سهلة لأجد الشخصية الرئيسية؟'...
...ربما أحمل معي شيئًا ضخمًا ومزعجًا وقت منتصف الليل—كصخرة عملاقة تملأ البيت، أو فضلات حيوانات ذات رائحة كريهة....
...عندما تنتقل هذه الأشياء إلى الشخصية الرئيسية، لا بد أن يحدث ضجيج أو يُثار بعض الفضول من حوله....
...“فكرة ليست سيئة.”...
...تخيلت ذلك اللص يتلقى القمامة فجأة ويقف حائرًا، فأحسست ببعض الراحة في صدري. ...
...حقًا، لا يمكن للإنسان أن يعيش مظلومًا إلى الأبد....
...لطالما كنت عاجزةً عن الذهاب إلى أوفولين، لذا لم أكن أتخيل حتى فكرة الردّ عليه، لكن لو كنت أعلم أن الأمور ستصل إلى هذا الحد، لاقترضت المال من أجل هذه المهمة منذ زمنٍ بعيد....
...“انتظرني فقط، أيها اللص.”...
...سأصفعكَ، وسأجعلها صفعةً لا تُنسى....
...____________________...
...تراااا تراااااا ...
...ارحبوا شخباركم ذي روايه البطلة ريكا وتجنن تضحك😘...
...الروايه تو كا اكتملت فما اعرف كم فصل لها بس حياكم ...
...المهم ذي حساباتي للاحتطاطات ...
...انستا: Dan_48i توتر: Dana_48i...
...استمتعوا😘...
...Dana...
Comments