الفصل 14

...عندما كانت صغيرة، بعد أن ينتهي تأديب زوجة الماركيز، كانت إيلين دائمًا تغرق في خيالها....

...كانت تتخيل أنه إذا انتظرت في قمة القلعة، سيأتي أميرٌ على حصان أبيض ليخلصها....

...'حينها سينتهي هذا الألم، وسأكون سعيدة.'...

...لذلك استمرت في الانتظار. كانت ممتلئةً بالأمل أن هناك شخصًا ما سينقذها إذا انتظرت....

...لكن ذلك كان مجرد خيال....

...الواقع كان دائمًا أكثر قسوة، ولم يتغير شيءٌ بمجرد الانتظار....

...لم تكن هي البطلة التي تحظى بحب الجميع كما في القصص التي قرأتها في الروايات....

...الفتاة التي كانت تتمنى أن تصبح بطلةً من خلال الانتظار والصبر، كانت قد تحولت إلى شريرةْ دون أن تدري. و منذ فترة، بدأ الناس يطلقون عليها لقب الشريرة ويشيرون إليها بأصابعهم، لكنها لم تنطق بكلمة واحدة....

...ومع ذلك، كانت دائمًا تتمنى أن يلاحظها أحد. كانت ترجو أن يراها أحدٌ كما هي حقاً....

...'أنا…..لست شريرة.'...

...لكن، حتى مع ذلك، لم يتغير شيء....

...لم أكن أعلم حينها أنه بدلًا من انتظار الخلاص من أحد، كان يجب أن أقاتل للحصول عليه بنفسي....

...فكرت إيلين بذلك وهي تحدق في عيني آمون الصافيتين. و تتذكر جيدًا كيف مات في الماضي....

...كان ذلك حين مات فريدين، وحين حاولت زوجة الماركيز القضاء عليها. لكن آمون هيدور حاول حمايتها حتى النهاية بطلبٍ من فريدين....

...“تبًا لكِ…..إيلين ليسيروس، وجودكِ هنا لا يجلب سوى المتاعب، اهربي!”...

...حتى النهاية، لم يكن قادرًا على قول كلماتٍ لطيفة....

...ولكن، ذلك الشخص نفسه، الآن يخاطبها بلطفٍ شديد. ...

...وكانت إيلين تشعر بمدى الجهد الذي يبذله....

...ولهذا السبب بالتحديد، لا يجب أن تنخدع بهذه المودة. ألم تتجرع ألم عاقبة ذلك في حياتها السابقة؟...

...تلويث يديها بالدماء، كان واجبًا يقع على عاتقها وحدها....

...“سيد آمون، لا تشغل بالك بأمورٍ لا طائل منها.”...

...نهضت إيلين من مكانها. فتاهت يد آمون في الهواء، لا تعرف إلى أين تتجه....

...“تقولين أنه لا فائدة…..أنتِ..…!”...

...“عد إلى الفرقة مع الآنسة أسيلي أولاً.”...

...“ماذا؟”...

...“سأكسب لكما الوقت الكافي للهرب.”...

...لم يصدق أذنيه. لم يفهم ما كانت إيلين تحاول قوله....

...“وأنتِ؟”...

...“حالة الآنسة ليست جيدة. كانت غريبةً منذ قليل، ويبدو أن الأمر يزداد سوءًا.”...

...“إذًا اهربي أنتِ معها، وسأتولى أنا إلهاءهم!”...

...“لا يمكنني الركض بسرعة وأحمل الآنسة كما تفعل أنت يا سيد آمون.”...

...قالت إيلين ذلك وهي تلوّح بذراعيها مرتين. وكأنها تقول له: انظر إلى معصمي النحيفين....

...شعر آمون بالذهول. أليست هذه الذراعان من صدتا سيفه بسهولة وتغلبت عليه؟...

...ادعاؤها لم يكن مقنعًا....

...“سأتولى أمر الوحوش.”...

...قالت إيلين ذلك واقتربت من الآنسة، واضعةً يدها على جبينها....

...في وقتٍ ما، ظنت إيلين أنه إن كانت هي الشريرة في الرواية، فلا بد أن تكون البطلة هي الآنسة....

...فالآنسة أسيلي، كما رأتها بعينيها، كانت دائمًا محبوبة من الجميع. رغم أنها فقدت اسمها بعد أن أصبحت قديسة، وكانت دائمًا مريضة، إلا أن إيلين كانت تظنّ بغطرسة أنها لا بد أن تكون أكثر سعادةً منها....

...لكن في هذه الحياة، لم تكن إيلين تنوي تركها تموت مهما حصل....

...وإن عادت الآنسة حيّة، فكانت إيلين تنوي أن تختفي، حتى تنعم بالسعادة مع فريدين....

...في اللحظة التي فكّرت فيها بذلك، شعرت بشيءٍ حاد يشق صدرها وكأنّه يمزق قلبها....

...'لماذا؟ كل شيءٍ يسير كما يجب.'...

...منذ أن فتحت عينيها في هذا المكان، وكل شيء كان يمضي وفق ما خططت له، لتعيد كل شيءٍ إلى نصابه....

...الآنسة، وفريدين، سيتمكنان من أن ينعما بالسعادة....

...'وأنا…..'...

...في تلك اللحظة، انفتحت عينا الآنسة أسيلي ببطء. ثم نظرت إلى إيلين بعينين واهنتين، وكان مشهدها يشبه ما كانت عليه إيلين في الماضي....

...فأمسكت إيلين بيديها، وهمست بصوتٍ خافت،...

...“سأحميكِ. لا تقلقي.”...

...كانت تلك الكلمات، أكثر ما تمنّت سماعه في ماضيها....

...وحين قالتها، حولت إيلين نظرها إلى آمون....

...كان الوقت قد حان لترد عليه نفس الكلمات التي قالها في حياتها السابقة....

...“وجودكَ هنا لا يجلب سوى المتاعب، اهرب.”...

...***...

...ركض آمون. ومن على ظهره، سمع صوت تنفّس الآنسة أسيلي....

...رغم قوله بأنه لا يمكنه أن يترك إيلين ليسيروس وحدها، إلا أنها كانت حاسمة....

...“أنا لا أملك القوة لحمل الآنسة، وإن لم تتركني، فماذا سيحدث لها؟”...

...كانت مصمّمة تمامًا على ألّا تحمل الآنسة بنفسها....

...بل وبنبرةٍ صارمة، وكأنها تؤنّبه، اتهمته بأنه ينوي التخلي عن الآنسة....

...كان عليه أن يختار....

...هل يموت هناك معها، أم يترك إيلين ليسيروس خلفه لينقذ حياة القديسة؟...

...أيًّا يكن خياره، فسيكون قد خان شرف الفارس وتخلى عن واجبه....

...لكن، ما قالته إيلين بعدها جعله مضطرًا إلى التحرك....

...“حتى الشرف، لا يمكن حمايته إن لم تكن على قيد الحياة. لا تضحِ بالآنسة من أجل شرفكَ. وقبل كل شيء، أنا…..لن أموت.”...

...كلماتها الأخيرة، “لن أموت الآن”، كانت تحمل معنًى عميقًا....

...كانوا على وشك الوصول إلى مكان وجود فرقة المطاردة. فقد بدأت أصوات الناس تلوح في الأفق تدريجيًا....

...من المؤكد أن فريدين أرسل الفرسان للبحث عنهم بعد أن غاب خبرهم طويلًا....

...“تباً، أسرع!”...

...كان يكره قدميه اللتين لم تتحركا كما يريد. فشعر آمون بالندم لأنه تهاون في تدريبات اللياقة البدنية في الماضي....

...لو أنه اجتهد أكثر…..لربما كان بإمكانه الركض أسرع....

...ولربما استطاع مجاراة إيلين ليسيروس في القتال بشكلٍ أفضل....

...ارتجف طرفا عيني آمون وهو يركض....

...ماذا لو تأخر؟...

...ماذا لو تأخر في الوصول، فانتهى الأمر بإيلين التي كانت تواجه الوحوش وحدها أن تنهار قواها وتموت؟...

...تذكّر في ذهنه السيف الذي كانت تلوّح به....

...رغم أنها لم تترك له فرصةً لالتقاط أنفاسه، إلا أن أسلوبها القتالي كان في منتهى البساطة والفعالية....

...لم تكن حركاتها كما يعرفها من القتال التقليدي، بل شيء آخر تمامًا....

...طعنة، ثم ضربة، ثم صدّ....

...تلك الحركات البسيطة المتتالية اجتمعت لتكوّن سيفًا واحدًا متكاملًا....

...لم تستطع صورة مسار سيفها أن تغادر ذهنه. و حتى وهو يركض بكل ما أوتي من قوة، لا تزال صورة سيف إيلين وهي تقاتل تتكرر في رأسه مرارًا....

...هل كانت إيلين ليسيروس فعلًا هي الشريرة التي عرفها من الشائعات؟...

...تلك اللحظة التي اصطدمت فيها سيوفهما، وذلك الجمال الذي تخلل جراح الظهر وصوت احتكاك الحديد…..إن لم يرَ ذلك السيف مرة أخرى….....

...انقطع تفكيره فجأة. فقد ظهر أمامه كارون ليسيروس، يحمل سيفًا ويحدّق فيه بوجه قاسٍ....

...“آمون هيدور!”...

...وكان إلى جانبه فريدين، وديريك، وليليا....

...هرعت ليليا إليه مباشرة، وبسطت عباءتها التي كانت معلّقة على ظهرها فوق الأرض. فأنزل آمون القديسة من على ظهره ووضعها بلطف فوق العباءة....

...بدأت ليليا فورًا باستخدام السحر لعلاجها. وفي تلك اللحظة، أمسك كارون بكتف آمون....

...وكانت نظراته التي انقضت عليه عاصفةً وقاسية....

...“لماذا…..لماذا أنتما فقط، أنت وسمو القديسة؟”...

...“……..”...

...“أين إيلين؟!”...

...دفع آمون يده بعيدًا، فلم يكن هناك وقت ليتجادل معه الآن. ...

...تزداد قوة الوحوش تحت ضوء القمر، وكان عليه أن يسرع قبل أن تقع إيلين ليسيروس ضحيةً لتلك الوحوش التي ازدادت شراسة....

...توجه آمون إلى فريدين،...

...“نحتاج إلى الدعم.”...

...“….…”...

...“إيلين ليسيروس تواجه الوحوش وحدها.”...

...ما إن أنهى كلماته حتى شحب وجه كارون. ولم يكن حال الآخرين مختلفًا....

...تجمد وجه فريدين في تعبير قاسٍ، بينما بدت الصدمة واضحةً على ليليا. أما ديريك، فلم يصدق ما سمع، وبدأ يطرق أذنه مرارًا. لكن ما لبث أن استوعب الحقيقة، ففتح فمه بذهول....

..."إيلين ليسيروس تواجه جيشاً الوحوش وحدها…؟"...

...تحدثت ليليا بوجهٍ مشوّه من القلق،...

...“هذا غير معقول. ما تقوله يبدو لي وكأنها ذهبت لتنتحر. تلك المرأة…..لا ينبغي أن تموت بتلك السهولة..…”...

...“ليليا، لا تتكلمي بتلك الطريقة.”...

...سكتت ليليا أمام تحذير فريدين. كانت نظراته حادّة، وهو المعروف عنه أنه لا يغضب بسهولة....

...اندفع كارون نحو آمون وأمسك بتلابيبه....

...“لا تقل لي…..أنكَ تركت أختي هناك لتنقذ نفسك؟! وتزعم أنك فارس؟! عديم الشرف، لا تعرف حتى ما معنى الشرف!”...

...في تلك اللحظة، تذكّر آمون الكلمات التي قالها لإيلين....

...عديمة الشرف....

...لكن، هل كانت إيلين ليسيروس حقًا شخصًا يستحق أن يُقال له ذلك؟...

...لم يعد آمون واثقًا من أي شيءٍ بعد الآن....

...______________________...

...بسرعه مافيه وقت هوشه روحو جلدي جلدي ...

...ليليا ماتبيها تفطس لأنها مابعد انتقمت😭😭😭...

...بعدين آمون ياشيخ مب اني قايلة لك علم كارون ؟ رح بس...

...Dana...

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon