الفصل 12

...“لا تُضحكيني!”...

...لقد تمرّن على السيف منذ طفولته، منذ أيامٍ لا يذكرها حتى....

...صحيح أنه كان يتكاسل أحيانًا ويتلقى التأنيب من الدوق هيدور، لكنه كان واثقًا أنه قضى سنواتٍ طويلة في صقل مهارته بالسيف أكثر من إيلين ليسروس....

...لا تزال صورة يديها الناعمتين، التي رآها سابقًا، عالقة في ذهنه....

...لم تمر سنة منذ أن تأمل يديها في إحدى الحفلات....

...حتى لو بدأت إيلين ليسروس التدريب على السيف منذ ذلك الحين، فلا يمكن أبدًا أن تكون أقوى منه....

...تبع آمون مسار السيف الذي لوّحت به إيلين....

...ورغم هجماته العنيفة، لم ترتبك إطلاقًا، بل صدّت ضرباته القاتلة وكأنها مياهٌ تتدفق بسلاسة....

...لم تكن تلك مهارة شخصٍ يفتقر إلى أي خبرة في القتال الحقيقي، فقد كانت هادئة بشكل لا يُصدق....

...والطعنات التي كانت توجهها أحيانًا كانت مفاجئةً بمدى خطورتها....

...وبدافعٍ غريزي، أدرك آمون أنه لو كانت تنوي قتله، لكان مات مرارًا بالفعل....

...تسلّل عرقٌ بارد إلى ظهره دون أن يشعر....

...لقد كان يُعد عبقريًا، وكان الجميع يقول إنه سيصبح فارسًا عظيمًا....

...فمن تكون إذًا إيلين ليسروس، التي بالكاد مضى عام على إمساكها للسيف؟...

...للمرة الأولى في حياته، شعر آمون بالعجز التام....

...'هذا أمرٌ مستحيل…..سيفٌ قضيتُ أكثر من عشر سنوات أتقنه…..وفي أقل من عام…..'...

...مرّ سيف إيلين قاطعًا خصلات من شعره....

...لو كان هذا قتالًا حقيقيًا، لكان قد فقد حياته بتلك الضربة قبل لحظات....

...سيف آمون، الذي كان يضغط على إيلين في البداية، بدأ يفقد قوته شيئًا فشيئًا....

...وفي النهاية، توقف سيفها أمام وجهه مباشرة....

...لم يكن هناك مجال لأي تبرير هذه المرة. ...

...عينا آمون كانتا محتقنتين بالغضب والدماء. و لم يستطع تصديق هذه النتيجة. ...

...لكن،السيف الذي أمام عينيه كان يعلن الحقيقة بوضوح....

...أنه خسر....

...وأنه هُزِم على يد إيلين ليسِيروس....

...***...

...“انتهت المبارزة على ما يبدو.”...

...قالت الآنسة أسيلي ذلك بهدوء وهي تستوعب الموقف. و لم تبدُ عليها أي علامات للدهشة، وكأنها كانت تتوقع هذه النتيجة من البداية....

...ظلّ آمون واقفًا في مكانه لفترةٍ طويلة بعد أن أنهت الآنسة حديثها، غير قادر على الحركة....

...حتى إيلين رأت بوضوح ارتجاف يده الخفيف....

...كان واضحًا أنه تلقى صدمةً كبيرة....

...كان أمرًا مؤسفًا، لكنه أيضًا شيءٌ لا بد أن يواجهه يومًا ما....

...أعادت إيلين سيفها إلى غمده، وقد قررت مغادرة المكان....

...لم تكن ترغب برؤية شخصٍ مصدومٍ على ذلك النحو، كما أنها بحاجة إلى الراحة استعدادًا لهجوم الوحوش المتوقع خلال الأيام القادمة....

...حتى جسدها، الذي لا يزال ضعيفًا للغاية، بدأ يشعر بالإرهاق من ذلك القتال القصير....

...'عليّ أن أتعافى بسرعة.'...

...مواجهة أسراب الوحوش ليست بالأمر السهل....

...حتى وإن كان آمون قد استفزّها، لم يكن من الحكمة أن تستجيب له، بالنظر إلى حالتها البدنية....

...'ربما أردتُ فقط تلقينه درسًا.'...

...اعترفت بأنها تصرّفت بدافع من الاندفاع....

...لكن ما إن همّت بالعودة إلى موقع فرقة الصيد، حتى اقترب منها آمون....

...قبضته المشدودة كانت حمراء من شدة الضغط.وقد فهمت إيلين تمامًا مشاعره. فالإنسان يصبح عاجزًا أمام قوةٍ لا يستطيع مجاراتها....

...بعض الناس يستسلمون لليأس ولا يفعلون شيئًا. لكن آمون الذي رأته إيلين لم يكن من هذا النوع....

...كان من النوع الذي يزداد قوةً حين يغضب، لا من ينهار....

...غالبًا، فكرة أن امرأةً شريرة لا تعرف حتى معنى الشرف أقوى منه، ستشعل نيرانًا أكبر بداخله. فهو كان دائمًا كذلك....

...لكنها الآن ليست إيلين ليسِيروس القديمة....

...نظر آمون إلى إيلين بصوتٍ مرتجف وسألها،...

...“كيف…..كيف يكون هذا ممكنًا؟”...

...“لل أفهم عمّ تتحدث.”...

...“لم يمضِ وقتٌ طويل منذ بدأتِ استخدام السيف. أذكر ما رأيت في الحفلة…..يداكِ كانت..…”...

...فكيف تكونين أقوى مني؟...

...كان وجه آمون الشاحب يحمل أثر صدمة خفيفة....

...تذكّرت إيلين اللحظة التي كان يتحدث عنها....

...عندما كانت واقفةً في زاوية قاعة الحفل، عاجزة، تنتظر مرور الوقت....

...تلك اللحظة هي آخر ما يتذكره آمون عن إيلين....

...لكن لم يكن بإمكانها أن تشرح له سبب قوتها المفاجئة....

...فمن المستحيل أن يصدق أنها ماتت وعادت إلى الحياة ثلاث مرات....

...“اتضح أنني أقوى مما كنتُ أظن.”...

...“ماذا؟”...

...تجهم وجه آمون عند كلماتها. يبدو أنه ظنّ أنها تسخر منه. لكن ما قالته كان صحيحًا أيضًا. حتى في الماضي، كانت بالفعل عبقريةً تتجاوز آمون. ولو أنها تعلمت فنون السيف بطريقة طبيعية، لما كانت النتيجة مختلفة....

...رأت وجه آمون يحمر من الإهانة. صم زمّ شفتيه وتحدث إليها،...

...“صحيح. كنتِ دائمًا هكذا. لم أكن أتوقع شيئًا منكِ.”...

...“….…”...

...“لا أفهم كيف يمتلك شخصٌ مثلكِ مثل هذه الموهبة. حتى الحظ بلا رحمة. كيف يراعي من لا تعرف حتى معنى الشرف؟..…”...

...حدّق في إيلين وهو يواصل حديثه بصعوبة،...

...“لقد خسرت. لا أنكر ذلك. افعلي ما تشائين.”...

...قال كلماته ثم أغلق عينيه....

...كانت ملامحه تقول: اقتليني إن أردتِ، أو اتركيني، الأمر لكِ....

...حينها فقط، شعرت إيلين بشيءٍ مريب. فقد كان ارتجاج الأرض يتغير....

...***...

...حتى آمون شعر بأن هناك شيئًا غريبًا في هذا الاهتزاز المفاجئ....

...لا يُفترض أن يحدث مثل هذا الاهتزاز في هذه المنطقة….....

...فتح آمون عينيه بسرعة، وقد أغلقهما بقوة من قبل، فرأى إيلين ليسِيروس تقف أمامه وقد اقتربت منه....

...كانت تمسك بياقة ملابسه بيدٍ واحدة وتعانقه. حدث ذلك قبل أن يتمكن من الرد أو الاستيعاب....

...هل فقدت إيلين ليسِيروس صوابها؟ لماذا تعانقه فجأة؟...

...“لقد أصبح أسرع من المتوقع..…”...

...تمتمت إيلين بكلماتٍ لم يتمكن من فهمها. فشعر آمون بالارتباك....

...كانت رائحة دماء حادة تفوح من مكانٍ ما. لكن خلال قتالهم، لم يُصب أحد منهما بجرحٍ دامٍ....

...انحنى آمون برأسه لينظر إلى الفتاة الأقصر منه....

...كان ظهر إيلين ممزقًا بشيءٍ ما بشكلٍ طولي. ثم رفع آمون نظره للأمام بوجهٍ متجمّد، فرأى وحشًا يبدو على الأقل من الدرجة المتوسطة....

...لكن ما أربكه أكثر من ظهور الوحش، هو ما رآه خلف الثوب الممزق لإيرين. كان جسدها مليئًا بآثار طعنات وجروحٍ قديمة، كما لو كانت ضُربت مرارًا بسلاحٍ حاد....

...لم تكن تلك من جراح الوحش الذي هاجمها الآن، بل كانت آثار تعذيبٍ قديم....

...علاماتٌ حديثة الشفاء على ظهرها الأبيض لم تغب عن عينيه....

...كانت تلك آثار خدوش، وتمزقات، وطعنات تخلّلت جسدها. ...

...مجرد تخيّل الطريقة التي تشكلت بها تلك الجروح كان أمرًا مرعبًا….....

...آثارٌ لا تنتمي إلى جسد فتاة نشأت كابنةٍ للماركيز....

...كان آمون قد رأى من قبل شخصًا يحمل مثل هذه الندوب. ...

...في أحد الأيام، عندما رافق والده إلى سجنٍ تحت الأرض، رأى سجينًا لا يُعرف إن كان حيًا أو ميتًا. وكانت آثار الجروح على جسد ذلك الرجل تشبه كثيرًا ما رآه على ظهر إيلين....

...'هؤلاء نالوا ما يستحقونه لأنهم اقترفوا ذنوبًا.'...

...هذا ما قاله الدوق هيدور بينما غطّى عيني آمون. فقد كان المشهد فظيعًا للغاية على طفلٍ صغير....

...تذكّر آمون تلك الذكرى، وبلا وعيٍ منه، تمسّك بإيلين التي كانت تعانقه....

...فقد كانت هناك، على جسدها، أدلةٌ قاطعة على أنها تعرضت للتعذيب....

...“لماذا توجد مثل هذه الندوب على جسد إيلين ليسِيروس؟”...

...حتى وهو يراها بعينيه، لم يستطع آمون تصديقها....

...فقد كانت قصة حب الماركيز ليسِيروس لابنته معروفةً للجميع....

...مهما فعلت، كان يُعرف عنه أنه يبرّر أخطاءها ويدافع عنها بلا تردد....

...حتى أن ذلك الحب العلني والمفرط كان يثير استياء الناس ويجعلهم يعبسون....

...فتاةٌ تعيش كما تشاء، محاطة بالجواهر الفاخرة والفساتين الجميلة — هكذا كانت تُعرف إيلين ليسِيروس في أعين الناس....

...لكن الآن، بدأ آمون يشك....

...هل الفتاة التي بين ذراعيه حقًا هي تلك الشريرة التي تحدثت عنها الشائعات؟...

...وإن كانت كل تلك الشائعات صحيحة، فكيف يمكن أن يحمل جسدها مثل هذه الندوب؟...

...هل يعلم كارون ليسِيروس بهذا؟ وماذا عن الماركيز ليسِيروس؟...

...لا، من الذي استطاع أن يُحدث بها مثل هذه الجراح؟...

...هل كانت إيلين ليسيروس حقًا من قتلت كاي في الماضي..…؟...

...شعر آمون وكأنه رأى سرًا لم يكن ينبغي له أن يراه....

...“أنتِ…..”...

...“السيد آمون، هذا ليس وقت التوقف.”...

...بكلماتها تلك، أعادت إيلين له تركيزه....

...كانت قد أُصيبت وهي تحميه، وهذا ما لم يستطع فهمه هو الآخر....

...“لكن لماذا..…؟”...

...لم تُجبه إيلين. و ظهر على وجهها أثر انزعاجٍ طفيف من الألم في ظهرها، لكنها سرعان ما قبضت على سيفها المعلّق عند خصرها....

...كييييييك–!...

...صرخ المخلوق الغريب صرخةً شنيعة، وردّت إيبين بتلويحةٍ من سيفها نحوه....

...لقتل وحش من المستوى المتوسط، لا بد أن يكون السيف مشبعًا بالمانا، ولا يمكن ذلك إلا لمن بلغ رتبة فارس متقدّم....

...وهي مرتبة لم يصل إليها آمون بعد....

...ومع ذلك، كانت إيلين تملأ سيفها بالمانا بسهولة وتستخدم فنون السيف بكل سلاسة....

...'إيلين ليسِيروس فارسةٌ متقدّمة؟'...

...كانت حركتها طبيعيةً لدرجة بدت وكأنها متّحدة تمامًا مع المانا، ولم يستطع آمون أن يبعد نظره عنها....

...__________________...

...خلصت بسرعه وللحين انا مصدومه مع آمون هذا وش متى خدشها الوحش وش صاير استووووب...

...المهم ترا سرد الروايه شوي غريب وطول الوقت وانا احاول اركب الجُمل فإذا لقيتوا شي مب واضح علموني يمدي اعدل 🫂...

...Dana...

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon