...كان وجه الأميرة شاحبًا وهي تنظر إلى إيلين....
...بدت وكأنها تريد قول شيء، لكنها أغلقت فمها دون أن تنطق....
...كان هناك أمرٌ غريب بالتأكيد، لكن قبل أن تدرك إيلين ما هو، تحدثت الأميرة إلى آمون....
...“سيد آمون، حين أفكر في الأمر…..ربما لا بأس بذلك.”...
...“عفوًا؟”...
...“لكن، هل يمكن أن أكون أنا وحدي المُراقبة للمبارزة؟”...
...ردّ فعل كلٍ من فريدين وكارون كان واضحًا فورًا....
...كانا على وشك الاعتراض وفتحا فميهما للكلام، لكن حركة إيلين التالية جعلتهما يتوقفان....
...“إن كانت هذه رغبة السيدة، فلا مانع لدي.”...
...ساد الصمت في المكان بعد كلمات إيلين....
...رأي الفارسين كان متوافقًا، والقديسة قبلت أن تكون الشاهدة الوحيدة....
...وبهذا، أصبحت المبارزة بين إيلين وآمون أمرًا لا رجعة فيه....
...***...
...لم يفهم آمون أبدًا ما الذي تفكر فيه الآنسة أسيلي....
...فهي، وكذلك فريدين، كانا أحيانًا يتصرفان بما يتجاوز حدود المنطق بالنسبة له....
...لو كانت الآنسة أسيلي المعتادة، لكانت حاولت منعه بكلماتٍ تقليدية مملة. فطيبتها كانت مشهورة، وكان واضحًا ما ستكون عليه حال إيلين ليسيروس إن تبارز معها....
...لكنها لم تفعل ذلك، بل على العكس، جعلت الأمور لا رجعة فيها بقولها أنها ستشهد المبارزة....
...هل يعني ذلك أنه حتى القديسة الرحيمة أسيلي لا تستطيع مسامحة من سرق حبيبها؟...
...لنفترض أن القديسة يمكنها ذلك، فما الذي كان يدور في ذهن إيلين ليسروس لتقبل المبارزة معه؟...
...أفكارٌ كثيرة ازدحمت في رأسه، فصار ذهنه مشوشًا، و...
...بوجهٍ متصلب، تذكّر ما حدث قبل قليل....
...كان كارون على وشك أن يثير جلبةً بعينين مشبعتين بالغضب، لكن إيلين أوقفته. و بمجرد أن همست له بشيء في أذنه، هدأ ذلك الشقي كأن شيئًا لم يكن....
...آمون نظر إلى إيلين التي تمشي أمامه بعينين ضيقتين....
...كان من الواضح أن الجميع قد فقدوا صوابهم. ...
...نعم، في الحقيقة، كما قالت إيلين، لن يستطيع قتلها....
...فبعد خطبة إيلين وفريدين، انضم كارون ليسروس إلى فرسانهم الاحتياطيين. ولم يكتفِ بذلك، بل بدا أن فريدين يحمل مشاعر غريبة تجاه إيلين ليسروس....
...وفي ظل تلك الظروف، لم يكن بإمكانه أن يقتلها أثناء المبارزة....
...'ذلك الفريدين، هو في الأصل شخصٌ بارد، فما الذي جرى له بحق؟'...
...مع أنه لم يكن يهتم كثيرًا بما يدور حوله، إلا أنه كان يعلم جيدًا كم أن تصرفات فريدين الآن غبية....
...لُطف فريدين تجاه إيلين ليسروس لم يكن سوى خنقٍ لنفسه بيديه....
...فكّر آمون بذلك وهو يحدق بإيلين، كان عليه أن يلقّن إيلين ليسروس درسًا اليوم، حتى لأجل فريدين....
...“أظن أن هذا المكان مناسب”...
...بمجرد أن أنهت القديسة كلماتها، توقف آمون وإيلين عن السير....
...رغم أن الطريق لم يكن طويلًا، بدت القديسة وكأنها تتنفس بصعوبه قليلًا، و وضعت يدها على صدرها وأخذت أنفاسها لبعض الوقت....
...“سنُجريها بصورة خفيفة.”...
...قالت ذلك وهي تجمع يديها معًا بهدوء....
...أخذ آمون وضعية الاستعداد، وامتدت شفرته نحو إيليم بنعومة، كان سيفه المستقيم يعكس شخصيته المستقيمة....
...فارسٌ لا يتحمل رؤية الظلم، هذا هو آمون هيدور،...
...وإيلين تعرف جيدًا كم هو شخصٌ عادل....
...قد يبدو غير مبالٍ وكسولًا في أغلب الأمور، لكنه كان يندفع كالنار إذا رأى شريرًا. ولذلك فهو واقفٌ هنا الآن، فبالنسبة له، كانت إيلين أقرب إلى الأشرار من أي شخصٍ آخر....
...إضافة إلى ذلك، فقد جذب آمون الأنظار منذ صغره بعبقريته....
...في لحظاتٍ قصيرة، قامت إيلين بتفحص جسد آمون،...
...جسده كان مخصصًا ومهيأً لفنون السيف....
...والده، الدوق هيدور، لم يكن سيّد سيف، لكنه كان فارسًا بارعًا، وكان يحلم بأن يجعل ابنه سيدًا للسيف، لذلك تلقى آمون تدريبًا منهجيًا منذ طفولته....
...إيلين تعرف كم سيكون آمون فارسًا بارزًا في المستقبل...
...فيما بعد، سيُعرف بأنه الذراع اليمنى لفريدين، وسيشتهر بعد أن يقطع رؤوس أكثر من ألف من الوحوش العليا....
...لكن في المستقبل، سيحبس آمون نفسه داخل عبقريته...
...ظنًا منه أنه لا يحتاج لبذل الجهد لأنه قوي بطبيعته، فتوقف عن الاجتهاد، وتوقف نموه عند ذلك الحد....
...ولسوء الحظ، سيموت قبل أن يصبح سيدًا للسيف....
...ربما لو كان لديه وقتٌ أكثر، أو شغفٌ أكثر بقليل، لكان أصبح سيدًا حقيقيًا بكل جدارة....
...وبعد أن شاهدت آمون يسحب سيفه، أخرجت إيلين سيفها كذلك، لكن حركتها الضعيفة جعلت ملامح وجه آمون تتشوه....
...رغم أنه كان يأمل بغير ذلك، إلا أن إيلين ليسروس كانت فعلًا إنسانة بائسة....
...نادَت القديسة باسميهما....
...“إيلين ليسروس، آمون هيدور.”...
...وبمجرد أن نطقت باسميهما، رفعت إيلين سيفها ووجّهته نحو آمون....
...ربما كان من حسن الحظ أن هذا الموقف قد حدث...
...فإيلين كانت تنوي أن تمنحه وعيًا جديدًا قبل أن يُحبَس في عبقريته....
...فمهما وُلد الإنسان عبقريًا، قد يوجد عبقريٌ آخر يتفوّق عليه....
...***...
...“أُعلن بدء المبارزة المقدسة.”...
...بمجرد أن أنهت الآنسة أسيلي كلماتها، تحرك آمون....
...لقد اعتقد أن المبارزة مع إيلين ستكون سهلة، فقد رأى إيلين ليسروس عدة مرات من قبل، معظمها في حفلات...
...وعلى عكس سمعتها السيئة، كانت هادئةً جدًا....
...كأنها غير موجودة، تقف بصمت ثم تختفي فجأة....
..."ترى تلك؟ سمعت أنها إيلين ليسروس التي عذّبت الخادمة مراتٍ عدة.”...
...“لو لم تكن ابنة الماركيز ليسروس، لكانت في السجن منذ زمن.”...
...“يُقال أن زوجة الماركيز تعاني من صداعٍ بسببها، فبطبعها الطيب لا بد أن رؤية الخدم يتألمون تؤلمها أيضًا.”...
...كان قد التفت قليلًا لكلام النبلاء الآخرين وهم يهمسون عن إيلين....
...في الحفلات، كانت دائمًا ما تُطأطئ رأسها، وكان آمون يرى ذلك المنظر مثيرًا للاشمئزاز....
...لأنه شعر أنها حتى لم تحاول التظاهر بالندم، وأنها لا تُظهر سوى الخضوع أمام الأقوياء....
...امرأةٌ شريرة لا تفعل شيئًا في الأماكن العامة مثل قاعات الحفلات، لكنها تؤذي الآخرين من وراء الستار....
...هكذا انطبعت صورة إيلين ليسروس في ذهنه....
...كانت تمارس الطغيان بيديها، لكنها تتصرف كضحيةٍ مأساوية عندما تتلقى اللوم الناتج عن أفعالها، وذلك ما كان يثير غضبه....
...ربما منذ ذلك الحين بدأ يكره إيلين ليسروس....
...وازداد كرهه لها بعد أن التقى بليليا....
...ليليا كانت أنبل ساحرةٍ رآها آمون في حياته. وأثناء عملهم معًا في فرسان فريدين الاحتياطيين، عرف أن شقيقها قُتل على يد إيلين ليسروس....
...تذكّر آمون يد إيلين التي رآها في الحفلات....
...يدٌ ناعمة بلا أي خدش، وكأنها لم تعرف يومًا معنى المعاناة....
...من المؤكد أن إيلين ليسروس قد نشأت طيلة حياتها دون أي معاناة، كابنةٍ نبيلة راقية....
...ولم يسبق لأحد أن وبّخها توبيخًا حقيقيًا، لذا أصبحت بتلك الصورة المتعجرفة والشريرة....
...كانت تمامًا من النوع الذي يكرهه آمون أكثر من أي شيء....
...نعم، كان ذلك مؤكدًا…..ولكن لماذا؟...
...أشهر آمون سيفه وضرب به، متقابلًا مع إيلين، كان يستخدم السيف الذي تدرّب عليه شخصيًا على يد الدوق هيدور....
...السيف الذي يحمل جوهر أسلوب عائلة الدوق هيدور، كان سريعًا وصادقًا....
...أسلوبه في القتال لم يكن مبهرجًا، لكنه كان أنيقًا...
...يمكن اعتباره الذروة في فن المبارزة النبيلة، وكان سيفًا قد اعترف به الدوق هيدور نفسه....
...“لقد وُلدتَ بموهبةٍ تفوقني.”...
...حتى آمون كان يعتقد ذلك، فلم يكن في جيله من يقدر على صد سيفه....
...كان هناك من يتبارى معه على قدم المساواة إلى حدٍ ما، لكن لم يكن هناك من يتفوق عليه....
...حتى كارون، الذي قيل أنه قد اختير من قبل السيف، لم يصل إلى ما وصل إليه آمون إلا بعد جهدٍ طويل....
...أما آمون، فقد حقق ذلك بقدرٍ معتدل من التدريب...
...وفي لحظة ما، أدرك أنه ينمو ويتطور باستمرار دون أن يبذل جهدًا كبيرًا....
...لكن في هذه اللحظة تحديدًا، كان آمون يواجه جبلًا شاهقًا....
...تجنبت إيلين سيفه بسهولة، بل وردّت الهجوم أيضًا....
...كان أمرًا لا يمكن تصديقه، كيف لها أن تفعل ذلك؟...
...مرت ضربة آمون بسيفه بجانب خصرها، لكنها لم تكن ضربةً مقصودة....
...لو سار كل شيء كما أراد، لما انحرف سيفه هكذا....
...اعترف آمون في داخله أنه أصبح منفعلاً....
...في الأساس، لم يكن هدفه إيذاء إيلين ليسروس، بل فقط تخويفها قليلًا ودفعها لمغادرة قسم المبارزة....
...كان يريد أن يُفهمها حجمها الحقيقي، أن يخبرها بأن هذا المكان ليس بمقدورها تحمّله، وهي التي نشأت طوال حياتها في رفاهية دون أن تعرف شيئًا....
...لكن إيلين ليسروس كانت تسخر من أفكاره، إذ كانت تتفوق عليه بشكلٍ ساحق....
...وفي تلك اللحظة، بدأت نية القتل تتسلل إلى سيف آمون...
...ومع ذلك، كان يدرك في قرارة نفسه. أنه لن يتمكن من مس شعرةٍ واحدة من جسد إيلين....
...كان ذلك مستحيلًا بكل بساطة....
...___________________...
...عطيييييه😭😭😭...
...أسيلي شكلها شافك طاقة سيد السيف في ايلين؟ بس ليه قالت ابي اشوفكم لحالي مب على كيفها والباقين بعد لازم يعرفون قوة بنتي...
...Dana...
Comments