...“هل ناديتَني بأختي؟”...
...“ماذا؟”...
...ابتسمت إيلين ابتسامةً خفيفة....
...كارون نسي تمامًا ما كان يتحدث عنه حتى تلك اللحظة بسبب تلك الابتسامة. و كل ما كان يمكنه فعله هو الجلوس والتحديق بشرود في ابتسامة إيلين....
...في تلك اللحظة، تذكّر ما قالته له زوجة الماركيز....
...“لا تصدق ما تقوله إيلين، تلك الفتاة فاسدةٌ للغاية.”...
...ولكن كيف له ألا يصدقها وهي تنظر إليه بذلك اليقين في عينيها؟...
...“على أي حال، ما حدث كان سيحدث عاجلًا أم آجلًا حتى لو بقيتُ ساكنة، وما دام الأمر خاطئًا، فلا بد من تصحيحه”...
...قالت إيلين ذلك وهي تحدق مباشرةً في عيني كارون....
...***...
...“يجب تصحيح ما هو خاطئ.”...
...كان ذلك ما تردده دائمًا زوجة الماركيز على مسامع إيلين....
...كانت تستمتع بعقابها وهي تكرر تلك العبارة....
...ورغم أن إيلين كانت تبغض تلك المرأة، إلا أنها كانت تتفق مع كلامها....
...'يجب تصحيح ما هو خاطئ.'...
...انطلاق فرقة إبادة الوحوش سيكون بعد شهر....
...لن يكون الوقت كافيًا للوصول إلى الكمال، لكنه يكفي لتوليد نواة المانا....
...نظرت إيلين إلى المكان الذي غادره كارون، فرأت كوب الحليب الفارغ تمامًا....
...في ذلك المكان، سيفقد شقيقها ذراعه، وستموت الآنسة أسيلي....
...لكنها أمورٌ لن تحدث في هذه الحياة....
...***...
...خلال شهرٍ واحد، تأقلمت إيلين بسرعة مع قسم فنون السيف، وكان ذلك أمرًا غريبًا بالفعل....
...لكن أجواء القسم كانت أفضل مما توقعت، و أدركت إيلين كم يمكن لتصرفٍ بسيط أن يغيّر المستقبل....
...أولًا، قدم لها فيليب اعتذاره، قال إنه آسف حقًا لأنه حاول إهانتها علنًا بناءً على شائعاتٍ فقط....
...ولسببٍ تجهله، قال ذلك وهو محمر الوجه....
...“لقد كنتِ أكثر فروسيةً من أي أحد. في الواقع، من لم يكن فارسًا بحق هو أنا. أردت أن أعتذر…..ولن ألومكُ إلم تسامحيني. أنا آسف.”...
..."……."...
...“لقد كنت أسيرًا لتحاملٍ تافه جعل رؤيتي محدودة. لم أدرك إلا مؤخرًا كم أن الشائعات لا معنى لها. من يحب السيف ويجتهد، يملك الحق في أن يصبح فارسًا..…”...
...عندما قال فيليب ذلك، لم تستطع إيلين إلا أن تشعر بشيءٍ غريب. ففي الماضي، كان فيليب من أشد من انتقدها. وكانت حياتها في قسم فنون السيف أشد صعوبةً بسببه...
...لكن هذه المرة كانت مختلفة....
...لقد اعتذر منها، واعترف بها كزميلة فارس تحت التدريب. وتمكّنت إيلين من الاندماج بسلاسة في القسم....
...كان ذلك يعود جزئيًا إلى تصرفات فيليب الودية....
...ومن خلاله، أدركت أن الإنسان يمكن أن يحمل بداخله وجوهًا عديدة....
...فمن كان يعاملها بقسوةٍ في الماضي، أصبح الآن يقدم لها العون....
...وخطر لها أنه لو لم تلتقِ بفيليب في القسم في تلك الحياة الماضية، لربما أصبحا صديقين جيدين....
...وهنا تساءلت، هل يمكن أن تكون زوجة الماركيز شخصًا عزيزًا بالنسبة لأحدهم؟...
...لكنها قررت ألا تذهب بفكرها إلى ذلك الحد. ...
...على أي حال، كون فيليب ودودًا تجاهها كان إشارةً جيدة....
...ففي الماضي، كان فيليب أحد الفرسان الذين وقفوا في صف ولي العهد الأول بسببها....
...وبالتالي، يمكن اعتبار أن أحد الأعداء قد أصبح أقل خطرًا. ...
...لكن هناك أمرٌ لم يتغير، وهو أن إيلين ستشارك في حملة إبادة الوحوش....
...تذكّرت ما قالته عندما استدعت فريدين....
...“على أي حال، سأشارك في حملة إبادة الوحوش.”...
...وتذكرت أيضًا كيف تجهم وجه فريدين عند سماعه لذلك....
...ومن المحتمل أنه في هذه اللحظة قد تلقى أمرًا من العائلة الإمبراطورية بإشراك إيلين ليسيروس في الحملة....
...“لا داعي لأن تقول شيئًا عن ذلك الأمر. أريد الذهاب في هذه المهمة، يا سموك فريدين. ولا داعي لأن تفعل شيئًا لأجلي.”...
...كان هذا من الكلام الذي تمنّت قوله في حياتها السابقة....
...إيلين لا تزال تتذكر نهاية كل من حاول حمايتها دون استثناء، جميعهم لقوا نهاياتٍ مروعة بطرق مختلفة....
...وغالبًا ما تتساءل حتى الآن، لو أن فريدين كان قد ابتعد عنها، أو عاملها كشريرةٍ مثيرة للاشمئزاز واحتقرها، كيف كان سيختلف مستقبله؟...
...كان شقيق ليليا، كاي، من الأشخاص الذين ينطبق عليهم الأمر ذاته....
...أغمضت إيلين عينيها بقوةٍ وهي تتذكره....
...هناك أناس لا يمكن نسيانهم مهما مرّت حيواتٌ عديدة، وكاي كان أحدهم....
...لو أنها استيقظت في الماضي في وقتٍ أبكر، لما تركت كاي يرحل بتلك الطريقة أبدًا، فهو أول من أدرك الجانب القبيح لزوجة الماركيز....
...“آنستي، يجب أن تخبري الماركيز بذلك.”...
...لكن إيلين في ذلك الوقت كانت صغيرةً وخائفة. فوالدها، وحتى كارون، كانوا جميعًا يحبون زوجة أبيها....
...“ماذا لو أخبرته بالأمر، وفكّر والدي كما قالت زوجة أبي، أنني فتاةٌ عديمة الفائدة؟ ماذا لو لم يتغير شيء؟”...
...“لن يحدث ذلك. الماركيز يحبكِ كثيرًا، آنستي.”...
...كان كاي هو من منحها الشجاعة، ولو قليلًا....
...ولكنه…..قد مات....
...تُرى، هل كانت تلك ضريبة شجاعتها؟...
...ألم يكن يجوز لها أن تحمل حتى قلبًا صغيرًا من الأمل؟...
...في تلك اللحظة، ماتت شجاعة إيلين الصغيرة معه أيضًا....
...فتحت عينيها اللتين كانتا مغمضتين، وقد بدأ الفجر يشرق دون أن تشعر....
...***...
...ما إن بزغ الصباح الباكر، حتى بدأت إيلين تستعد للخروج....
...وكما توقعت، تم قبول مشاركتها في حملة إبادة الوحوش دون عوائق....
...كان ذلك بسبب الأمر الصادر من العائلة الإمبراطورية....
...“بما أن عائلة ليسيروس كانت تصرّ على نقل ابنتهم إلى قسم فنون السيف، فلا بد أن لديها قدرًا من المهارة. اجعلوا إيلين ليسيروس تنضم إلى فرقة الإبادة.”...
...في الماضي، كان فريدين قد خالف أمر العائلة الإمبراطورية، مما أغضب الإمبراطور....
...ر لم يثر غضب الإمبراطور فحسب، بل أثار استياء الفرسان الذين أيدوا كلامه أيضًا....
...تذكّرت أولئك الذين كانوا يقولون أنه من غير اللائق الانضمام إلى قسم فنون السيف دون الاستعداد للتضحية....
...في ذلك الوقت، كانت مجرد رؤية الوحوش أمرًا مخيفًا لها، وكل ما فعلته هو التسبب في المتاعب....
...ولم يتوقف الأمر عند ذلك....
...“كانت الوحوش أقوى مما توقعنا، بل وظهرت وحوشٌ قويةٌ بأعداد كبيرة.”...
...حتى الفرسان من الرتب العليا بالكاد تمكنوا من الصمود، وفي النهاية، مات العديد من الفرسان المتدربين الذين كانوا سيصبحون دعامةً للإمبراطورية وهم يقاتلون لصد تلك الوحوش....
...كما تكبّدت فرقة الفرسان المتدربين التابعة لفريدين خسائر فادحة....
...وفي لحظة الهروب، وُضع فردين أمام خيارٍ مصيري....
...وسط فوضى الوحوش التي كانت تهاجم بلا توقف، كان عليه أن يختار بين إنقاذ حياة إيلين أو حياة الآنسة أسيلي....
...وفي تلك اللحظة، اختار إيلين....
...غضب الدوق أسيلي حين علم بذلك و كان مرعبًا....
...ولأول مرة، رأت شخصًا كان دومًا محافظًا على هدوئه ينهار بتلك الطريقة....
...وبعد موت الآنسة، بدأ الدوق بمحاولة تدمير كل ما يخص فريدين....
...“طالما أنهم طلبوا مني أن أُظهر مهاراتي، فلا بد أن أفعل ذلك.”...
...قالت إيلين ذلك وهي تبتسم بابتسامةً مائلة، بينما تجهز سيفها....
...الآن، جاء دورها لتحمي الآخرين....
...***...
...هذا التشكيل يبدو غريبًا للغاية....
...كان ذلك هو التفكير الوحيد الذي يدور في ذهن ديريك في تلك اللحظة....
...أدار نظره ببطءٍ نحو فريدين وإيلين، ثم تذكّر الآنسة أسيلي التي من المفترض أنها داخل العربة بجانبهما....
...كان من الغريب أن يتواجد ثلاثتهم، أبطال أكبر فضيحةٍ في أكاديمية أتيني، في مكانٍ واحد....
...تابع ديريك تفكيره وهو يراقبهم بعينيه بحذر....
...“مهما كان السبب، فمشاركة جميع أبناء عائلة الماركيز ليسيروس في حملة إبادة الوحوش لا بد أنها أنباءٌ سارّة للماركيز.”...
...ويبدو أن ديريك لم يكن الوحيد الذي يفكر بهذا الشكل، فبعض الفرسان الآخرين أيضًا كانوا يلقون نظراتٍ خاطفة نحو إيلين....
...في فرقة الإبادة، لم يكن المشاركون من الطلاب فقط، بل كان هناك عددٌ كبير من الفرسان أيضًا....
...وكانت حملة إبادة الوحوش واحدةً من أهم الفعاليات التي توليها كلية فنون السيف أهميةً بالغة....
...ولحماية الطلاب أثناء اكتسابهم الخبرة وتوسيع مهاراتهم، كان من الطبيعي أن يرافقهم فرسانٌ...
...ومع ذلك، كان أغلب هؤلاء الفرسان يرمقون إيلين بنظراتٍ عدائية....
...ومن وجهة نظر ديريك، كان ذلك متوقعًا....
...فالفرسان، على عكس طلاب قسم فنون السيف، لم يسبق لهم أن شاهدوا مهارات إيلين في القتال....
...'لكن على ما يبدو، هي نفسها لا تهتم لذلك أصلًا.'...
...وبينما كان ديريك يراقب، لمح كارون وهو يقترب من إيلين....
...“ألستِ متعبة؟ لا بد أن ركوب الخيل لفترةٍ طويلة أرهقكِ…..لا، ومتى تعلمتِ ركوب الخيل أصلاً؟ هاه؟ ماذا كنتِ تفعلين من وراء ظهري دون أن تخبريني؟”...
...".……"...
...“هل تربطين الضماد على يدكِ كما ينبغي؟ لماذا لم تُشفَ بعد رغم مرور شهر؟”...
...طوال طريق حملة الإبادة، كان وجه كارون مملوءًا بالقلق والتذمّر. ومع ذلك، لم يفكر للحظة في الابتعاد عن جانب إيلين....
...ولأول مرة، أدرك ديريك أن كارون شخصٌ كثير الكلام....
...'هل كانا دومًا مقربين بهذا الشكل؟'...
...كان كارون يتصرف وكأن إيلين قد تختفي فجأةً إن غفل عنها للحظة....
...ورغم أن ملاحظاته لم تنقطع وكان من الطبيعي أن تنزعج، إلا أن إيلين كانت تستمع إلى كلماته كلها بهدوءٍ...
...بل بدا وكأنها تبتسم من حينٍ لآخر....
...وكان هناك شخص يراقبهما بنظراتٍ مشتعلة....
..._________________...
...من ليليا؟ ودي اشرح لها بدل ايلين الي يمكن تشرح لها في آخر فصل😭...
...المهم تونا في البدايه بس ليه البطل كذا مهمش عسا ماشر 😂...
...قصة كاي تحزن😔...
...Dana...
Comments