الفصل 6

...إيلين ليسيروس الأصلية كانت قد فشلت في إتمام تقييم السيف، وركضت خارجه باكية....

...لكنها الآن قدّمت أداءً مثالياً في السيافة، يفوق الجميع....

...نزلت إيلين من ساحة التقييم، وما إن بدأت تتحرك حتى بدأ الآخرون، الذين كانوا يعيقون طريقها، يتنحّون جانباً ويفتحون لها الممر ببطء....

..."هذا مستحيل....."...

..."كيف فعلت ذلك؟"...

...وصلت إلى أذنيها همسات الآخرين وهم يتحدثون بأصواتٍ منخفضة....

...جسدها، الذي أصبح حساساً بسبب المانا، لم يكن قد تخلّص بعد من التوتر، فالتقط تلك الكلمات بسهولة....

...حتى فيليب كان يحدّق بها بعينين متسعتين من الدهشة....

...بدا أن أحداً لم يتمكن من فهم كيف استطاعت أن تؤدي أسلوب سيافة عائلة ليسيروس بهذا الشكل....

...كانت راحة يدها تؤلمها، وكانت عضلات جسدها المتعب تئن من الألم....

...جسدها كان يصرخ ليحصل على قسطٍ من الراحة، لكنها لم تكن تملك هذا الخيار....

...كان هناك سببٌ يجعل من الضروري أن تُظهر نفسها بصورة مختلفة في هذا التقييم. فقد كان فريدين يراقبها....

...اختنق صوتها في حلقها، فذلك الشخص الذي يضيء حتى وهو صامت، قد التقى بها........

...وكلما طالت أفكارها، كانت نهايتها دائماً واحدة....

..."لأنكِ التقيتِ به.....مات فريدين."...

...ذكرى لم تستطع نسيانها رغم أنها عاشت ثلاث حيوات....

...تجاهلت نظرات الناس التي كانت تنهال عليها، وسارت بخطى ثابتة نحو فريدين الذي كان يحدّق بها منذ لحظات....

...وقفت أمامه أخيراً، و ترددت قليلاً، ثم فتحت فمها وتكلمت....

..."سموك فريدين."...

...شعره الذهبي اللامع كان يتلألأ تحت ضوء الشمس، وعندما التقت عيناها بعينيه الزرقاوين العميقتين، شعرت إيلين وكأن أنفاسها تنقطع....

...رؤيته عن قربٍ جعلت شعور "أنه حيّ" أكثر واقعية....

...لا تزال تتذكر يوم موته بوضوح....

...في ذلك اليوم، جلست تبكي في غرفتها متمنيةً عودته سالماً، لكنها لم تتلقَّ سوى خبر وفاته....

...قالوا أن جسده لم يُعثر عليه حتى، وأنه أصبح طعاماً للوحوش، ورحل بذلك الشكل البائس....

...نهايةٌ لا تليق بأمير الإمبراطورية الثاني....

...وكان كل ذلك بسببها....

...احتاجت إيلين إلى شجاعةٍ هائلة لتفتح الحديث معه....

..."ألا تعرفين حتى الآن لماذا مات الأمير؟ كل شيءٍ حدث لأنه كان مخطوباً لكِ."...

...تذكرت الهمسة التي قالتها لها زوجة الماركيز بعد موت فريدين، وهي تهمس بها في أذنها....

...إيلين لم تكن ترغب بتلك الخطوبة، كانت تعرف جيداً مكانتها وحدودها....

...كيف يمكن لأميرٍ محبوب من الجميع، أن يُخطب لامرأةٍ مكروهة من الجميع؟...

...الناس أحبوا ولي العهد الأول ديتريون لأنه كان حاسماً وقاسياً، لكنهم أرادوا أن يصبح فريدين هو الإمبراطور، لأنه كان أكثر لطفاً واتساعاً في صدره...

..."لقد مات بسبَبِكِ.....هو، وفرسانه أيضاً. الأميرة أسيلي والدوق كانوا آخر أملٍ له.....لو لم يتم إعلان خطوبتكما، لما مات الأمير الثاني."...

...عدم تتويجه إمبراطوراً، كان كله بسببها....

...وحتى الآن، وهي واقفةٌ أمامه تتحدث إليه، شعرت وكأنها تقتله من جديد....

..."أريد التحدث إليكَ.....على انفراد. هل يمكن أن تخصّص لي ببعض الوقت؟"...

...رأت عيني ديريك، المرافق بجانب فريدين، تضيقان بارتيابٍ عند سماعه لكلماتها....

...وكانت تفهم تماماً سبب حذره. لا بد أنه سمع الشائعات التي نشرتها زوجة الماركيز في المجتمع الأرستقراطي....

...فهي كانت تبكي وتضيف الكذب فوق الكذب فقط لتشويه سمعة إيلين....

..."يقولون إن إيلين ليسيروس وقعت في حب سمو الأمير فريدين من النظرة الأولى، وبدأت تؤذي زوجة الماركيز من أجل ذلك."...

..."لقد قالت أيضاً بأنها ستنتحر إن لم يتم إعلان الخطوبة؟ يا لها من شريرةٍ لا مثيل لها!"...

...احمرّ وجه إيلين عندما تذكرت الشائعات التي تدور حولها. و كانت تخشى بما الذي قد يظنه عنها....

...'حتى لو كرهني، فلن يكون لي ما أقوله.'...

...ظنّت أنه من الطبيعي أن يرفض فريدين هذا العرض في هذه اللحظة....

...لكن بدلاً من أن يتهرّب، اقترب منها خطوةً أخرى....

..."يمكنني منحكِ كل الوقت الذي تحتاجينه. لكن قبل ذلك......"...

...بدلًا من أن يُكمل كلامه، أخرج من جيبه منديلًا ولف به يدها الملطّخة بالدماء....

...حدّقت إيلين في المنديل المربوط بإحكامٍ بشرود....

...لقد كان دومًا شخصًا عطوفًا. حتى أمام امرأةٍ شريرة تخنقه الآن، لا يزال بإمكانه أن يكون بهذه اللطف....

...ومن خلال رؤيتها له، أدركت إيلين مرة أخرى ما يجب عليها فعله....

...***...

...أكاديمية أتِينْس. في مكتب فريدين، وهو أكبر غرفةٍ من بينها، كان عدة أشخاصٍ مجتمعين....

...تنهد ديريك وهو ينظر إلى من أمامه....

...لقد أُسِّست أكاديمية أتِينْس من أجل صقل المواهب وتربية الأفراد المميزين. ...

...كان العالم يعج بالوحوش إلى حد لا يسمح بتمييز الطبقات عند التعليم. لذلك أمر الإمبراطور الأول ريكشيا بعدم الأخذ بالطبقة داخل الأكاديمية....

...لكن كان هناك استثناء، إذ سُمح لأمراء إمبراطورية ريكشيا بتشكيل فرقة فرسانهم الخاصة منذ أيام دراستهم....

...وكان ذلك انطلاقًا من مبدأ قديم مفاده أن من يرغب في أن يصبح إمبراطورًا عليه أن يكون قادرًا على استقطاب مواهب متميزة....

...الطلاب من الطبقات الدنيا الذين انضموا إلى فرق الفرسان الاحتياطية بفضل مهاراتهم كانوا يُمنحون لقب النبلاء بعد التخرج من الأكاديمية....

...الطلاب الذين يقفون الآن أمام ديريك كانوا من أولئك "البارعين". وكانوا كذلك المخلصين الذين سينضمون إلى فرقة فرسان فريدين مباشرةً بعد تخرجه....

...لكن التميز لا يعني بالضرورة حسن الخلق. فشخصياتهم كانت قويةً وفريدة لدرجة أن ديريك، وهو شخصٌ عادي تمامًا، لم يكن قادرًا على التحكم بهم....

...كل ما كان يشغل تفكيره الآن هو رغبته العارمة في مغادرة هذا المكان المليء بالأشواك....

...كان أمون هيدور، الشاب الوسيم ذو الشعر الأسود والعينين الزرقاوين، يحدّق في ديريك بنظرةٍ مليئة بالريبة....

..."إيلين ليسيروس تغيرت؟"...

...من ردّ على كلام أمون كانت ليليا، التي كانت جالسةً أمامه....

...مرّرت خصلات شعرها الذهبي الطويل خلف أذنها وابتسمت ابتسامةً فاتنة....

..."أليس من الأفضل أن نأخذ إيلين ليسيروس بدلًا من كارون في حملة القضاء على الوحوش هذه المرة؟ إن كانت بارعةً كما تقول الشائعات، فلا بأس بمنحها فرصة القضاء على وحشٍ بمفردها."...

...بمجرد أن سمع كارون، الذي كان بجانبها، هذا الكلام، تجمد وجهه بشكلٍ مخيف....

...هل فقدت عقلها؟ تعطي إيلين فرصة لمواجهة وحش بمفردها؟...

...يسمونها فرصة، لكنها في الحقيقة حكمٌ بالموت....

..."هذا مستحيل تمامًا. شقيقتي لم يمضِ وقتٌ طويل على انتقالها إلى قسم المبارزة. ما زال الوقت مبكرًا جدًا على مشاركتها في حملة القضاء على الوحوش. ثم إنكم تعرفون جيدًا أن فقط أصحاب الدرجات العليا هم من يُسمح لهم بالمشاركة."...

...كان كارون قد سمع أيضًا بأن إيلين أتقنت فنون المبارزة الخاصة بعائلة ليسيروس....

...خصوصًا بعد أن اقترب منه إدوارد وقال له شيئًا لم يصدق أذنيه حين سمعه....

..."لماذا لم تخبرني أن الآنسة إيلين قد تعلمت المبارزة؟ إن كانت وصلت إلى هذا المستوى، فلا بد أنها تدربت منذ الصغر."...

...لكن هذا مستحيل. شقيقته، إيلين، لم تتعلم المبارزة أبدًا....

...منذ الصباح وهو لا يستطيع نسيان يد إيلين المصابة، وزادت حالته سوءًا بسبب الشائعات الغريبة التي يسمعها باستمرار....

..."شقيقتي لم تمسك بسيفٍ من قبل. لا يمكن أن تأخذوها في مهمة القضاء على الوحوش."...

..."هممم.....أليس هذا غريبًا؟ شخص لم يتعلم المبارزة قط يتمكن من أداء تقنيات عائلة ليسيروس بشكلٍ مثالي؟ ألا ترى أنكَ تبالغ في حمايتك لشقيقتك؟"...

...قالت ليليا ذلك وهي ترمق كارون بنظرةٍ جانبية....

..."يا لها من أخوّة تُثير الغيرة. كنت أمتلك أخًا مثله أيضًا، لكن بفضل شخص ما، لن أراه مجددًا أبدًا."...

..."كفى، ليليا."...

...كارون عضّ على أسنانه من شدّة الغيظ أمام هذا الوضع غير المفهوم....

...لم يكن يعرف لماذا تنتشر مثل هذه الشائعات، لكنه كان ينوي الذهاب إلى إيلين فور انتهاء هذا الاجتماع ليسألها بنفسه....

...لأنه إن انتهى بها الأمر إلى المشاركة في حملة القضاء على الوحوش بسبب هذه التفاهات، فلن تكون الوحوش من ستؤذيها، بل ليليا التي تجلس بجانبه الآن....

...قد تدّعي أن الوحش هاجمها وتحاول قتلها بنفسها....

...مجرد الجلوس بجانب ليليا كان يشعر كارون بالغثيان....

...لكن ليليا رفعت كتفيها وكأنها تستمتع بتوتر كارون وردة فعله المفرطة....

...كارون ابتلع ريقه بصمت. و أول حقيقة أدركها بوضوح منذ وصوله إلى الأكاديمية هي أن لإيلين أعداء كُثر....

...حتى عندما كانا يعيشان في القصر، كان يعرف ما فعلته تقريبًا، لكنه لم يهتم كيف يراها الآخرون....

...بل وتجنب سماع أي إشاعاتٍ أو كلام سيئ عنها عمدًا، ظنًا منه أن الأمور ستتحسن يومًا ما....

...ولهذا لم يكن يعلم إطلاقًا أن إيلين قد قتلت شقيق ليليا، البريء، قبل ثماني سنوات....

...لم يعلم بقصة "كاي" وما جرى وقتها إلا بعد انضمامه إلى الأكاديمية بفترةٍ قصيرة....

...____________________...

...كاي؟ مدري منهو بس شلون تقتله وهي بزر تقريباً؟...

...بعدين كارون ليه ماشك ولو مره بزوجك ابوه الزفته ذي؟ يععع يععيعيعيعيعي...

...فريدين يجننن🤏🏻...

...ها قوه نشوف وش قالت ايلين لفريدين...

...Dana...

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon