...عندما كانت صغيرة، كان كارون يتبعها كثيرًا. لكن منذ أن تزوج الماركيز من الماركيزة، ساءت علاقتهما بشكلٍ لا يمكن إصلاحه....
...كانت إيلين الابنة السيئة التي لا تسمع كلام زوجة الماركيز، بينما أصبح كارون ابنها العزيز....
...على أي حال، لم يعد أيٌ من ذلك مهمًا الآن....
..."سيد كارون! الأمر ليس كذلك....."...
...احتجّت سينا على كارون. و كان ذلك تصرفًا متعجرفًا بالنسبة لخادمة....
...تصلب وجه كارون. لكنه لم يتصلب بسبب سينا. فقد لاحظ متأخرًا أن الضماد الملفوف على يد إياين قد أصبح أحمر اللون....
...لقد انفجر الجرح بسبب قوته الهائلة....
...دفع يدها بعيدًا ووجهه شاحبٌ كالثّلج. كان تصرفًا لا إراديًا منه....
...نظر إليها كارون بوجهٍ تملؤه مشاعرٌ معقدة. فتنهدت إيلين وهي تنظر إلى كارون بذلك الحال....
...ثم فتح فمه مرتبكًا،...
..."أنتِ.....لماذا لم تقولي أنكِ مصابة....."...
..."إن لم يكن لديك ما تقوله، هل يمكن أن تذهب؟"...
..."ماذا؟"...
..."لقد وصلتُ للتو وأنا متعبة."...
...لم يستطع كارون الرد على كلام إيلين....
...كان الأمر غريبًا. لم يكن هذا تصرفًا معتادًا من فتاة كانت تصرخ دومًا بالرفض كلما فُتح أي موضوع....
...مرت إيلين بصمت بجوار كارون الذي تجمد في مكانه مذهولًا. ...
...كان تصرفها مختلفًا تمامًا عن المعتاد....
...***...
...عيناها الخضراوان الغامضتان. أنفها لا هو مرتفعٌ ولا منخفض. شفاهها الحمراء وكأنها عضّت على بتلة زهرة....
...شعرها بنيٌ محمر عادي، لكنه بدا منسجمًا تمامًا مع ملامحها....
...تأملت إيلين وجهها وشعرت بمشاعر مختلطة....
...كان مظهرها هشًا وضعيفًا إلى أقصى حد. و أطرافها النحيلة الممتدة بدت وكأنها لا تملك حتى القوة لتسير....
...وفي الواقع، لم تكن إيلين قادرةً على الجري أو المشي بإرادتها تحت ظل زوجة الماركيز....
...عندما كانت صغيرة، كانت تظن أن هذا هو الطبيعي....
...كانت تعتقد أن العيش مثل دميةٍ معروضة في منزل الماركيز هو قدرها....
...وحين كبرت قليلًا، حاولت أن تخرج من ذلك الوضع بكل ما أوتيت من قوة، لكن كلما حاولت، ساءت الأمور أكثر....
...في ذلك الوقت، لم تكن تعرف كيف تزيل سوء الفهم من قلوب الناس. و صرخت قائلة أن الأمر ليس كذلك، وبكت، لكنها لم تجد من يصدقها....
...بل واعتبر الناس تصرفاتها دليلاً على كونها شريرة، وابتعدوا عنها أكثر....
...لكن الآن، لن تصرخ وحدها بعد على قمة جرفٍ لا يسمعها فيه أحد....
...رتبت إيلين ملابسها وهي تنظر إلى نفسها في المرآة....
...بخلاف طلاب التخصصات الأخرى، كانت ترتدي زي قسم فنون السيف، المريح للحركة....
..."آنستي، ألا يمكن ألا تذهبي الآن أيضًا؟"...
...قالت سينا وهي ترتجف خلف إيلين من الخوف....
...اليوم هو أول يوم لإيلين في قسم فنون السيف، ويوم تقييم المهارات أيضًا....
...وكان أيضًا اليوم الذي تعرضت فيه للإهانة في حياتها السابقة....
...في قسم فنون السيف، يُجرى تقييمٌ في بداية كل فصل دراسي. ورغم أنه يُسمّى "تقييمًا"، إلا أنه كان في الحقيقة مناسبةً لاستعراض مهارات العائلات النبيلة في فنون السيف....
...كل ما كان يجب فعله هو عرض مهارات السيف التي تعلموها في العائلة أو في القسم....
...وقت لم يكن من المفترض أن يشكل صعوبةً على أي طالب عادي في قسم فنون السيف....
...لكن إيلين لم تكن طالبةً عادية....
...في الماضي، لم تستطع حتى أن تمسك السيف بشكل صحيح، فتعرّضت للإهانة....
...وفوق ذلك، كانت الكلمات الخبيثة الموجهة إليها مخيفةً لدرجة أنها هربت إلى السكن وارتجفت هناك طويلًا....
...تذكرت إيلين أن سينا حاولت منعها وقتها أيضًا....
...ربما كانت تعرف، على عكس إيلين الجاهلة آنذاك، ما الذي سيحدث في حصة اليوم....
..."أنا بخير، سينا. لذا لا تقلقي وعودي إلى قصر الماركيز، فهمتِ؟"...
...ازدادت سينا قلقًا من كلماتها....
...'سينا الطيبة.'...
...فكرت إيلين بذلك وهي تنظر إليها بنعومة....
...سينا لم تكن تعرف الوجه الحقيقي لزوجة الماركيز....
...عندما لم تستطع إيلين التحمل وطلبت النجدة وكشفت كل الحقائق، و قُتلت سينا على يد الفارس الذي أرسلته زوجة الماركيز أثناء محاولتها حماية إيلين....
..."آنستي، اهربي.....أنتِ مسكينة....."...
...رغم أنها أصبحت أكثر برودًا بعد أن خاضت تجربتي حياةٍ جديدة، إلا أن صدمة ذلك الوقت لم تُمحَ من ذاكرتها....
...ولأجل ذلك، لن تكشف الحقيقة لسينا في هذه الحياة. فكل شيء يجب أن تتحمله وحدها....
...بدأت إيلين تسير. و لم يكن في خطواتها أي تردد....
...***...
...قسم فنون السيف في أكاديمية أتينس كان آخر حصنٍ للإمبراطورية....
...مكانًا يُدرَّب فيه الفرسان الذين سيحمون الخطوط الأمامية من الوحوش المتزايدة....
...لذلك، كان طلاب هذا القسم فخورين بانتمائهم إليه....
...لم يكن يمرّ يوم دون أن يتدرّبوا فيه. وكان من الطبيعي ذلك، فالمكان لا يدخله إلا من يُعدّ من بين أصحاب المواهب النادرة في القارة....
...وكان لدى طلاب هذا القسم كبرياء كبير بمهاراتهم، وكانوا شديدي الحساسية تجاه من يقتحم مجالهم....
...توجهت أنظار بعض الطلاب في ساحة التدريب نحو نقطة معينة....
..."إنها إيلين ليسيروس."...
...وكأن هذه الكلمات كانت شرارة، حتى تركزت جميع الأنظار نحو اتجاهٍ واحد....
...كانت هناك فتاةٌ تدخل من مدخل ساحة التدريب، لا يليق شكلها بهذا المكان أبدًا....
...من بين من يمارسون فنون السيف، لا أحد لا يعرف إيلين ليسيررس....
...وليس لأنها ابنة عائلة ليسيروس الشهيرة بفنون السيف....
...بل لأنها مجنونةٌ تقدمت بطلب تحويل إلى قسم فنون السيف رغم أنها لا تملك لا فخر الفارس ولا مهاراته....
...ولهذا كان من المستحيل ألا تُعرف....
...وكان معظم طلاب قسم فنون السيف يعارضون انتقالها. لكن الطرف الآخر كان الماركيز ليسيروس....
...رئيس عائلة ليسيروس، إحدى العائلات الخمس التي تحمي الجبهة الأمامية ضد الوحوش....
...ولذلك، حتى مدير الأكاديمية لم يستطع رفض طلبه المتكرر....
...وهكذا، ولأول مرة منذ تأسيس أكاديمية أتينس، تم قبول إيلين ليسيروس — التي لا تجيد استخدام السيف — في قسم فنون السيف....
..."لقد جاءت فعلاً؟"...
..."مذهلة.....من جميع النواحي."...
..."هل يمكنها حتى حمل السيف بذلك الذراع النحيل؟"...
...كانت نظرات طلاب قسم فنون السيف نحو إيلين حادة....
...وكان هذا طبيعيًا. حتى إيلين، التي كانت فارسة في حياتها السابقة، تفهم ردود أفعالهم تمامًا....
...فما دامت تنتمي إلى قسم فنون السيف في الأكاديمية، لم تعد سيدةً نبيلة يجب حمايتها، بل أصبحت فارسةً مثلهم....
...وفوق ذلك، كانت مهارات إيلين هي الأضعف دون شك في قسم فنون السيف، لذا لم يكن عجيبًا أن ينظروا إليها بذلك الشكل. حتى لو احتقروها، لم يكن لها ما تقوله....
...أبعدت إيلين نظرها عن الطلاب الذين كانوا يحدقون بها....
...كانت معتادةً على النظرات المليئة بالاحتقار إلى درجة أنها لم تعد تبالي بها. لكن من لفت انتباهها لم يكن أولئك الأشخاص....
...توجهت عيناها إلى أحد زوايا ساحة التدريب....
...و كان هناك رجلٌ بشعر ذهبي يشبه الخيوط المذابة، وعينين زرقاوين كالبحيرة....
...أطبقت إيلين شفتيها بقوةٍ لكبح المشاعر التي اجتاحتها فجأة....
...'إنه على قيد الحياة.'...
...كان يتنفس أمام عينيها، و يتحرك، ويتحدث....
...بدأ قلبها ينبض أسرع فأسرع. و كأن العالم الرمادي من حولها بدأ يستعيد ألوانه. و حاولت جاهدة كبح دموعها....
...ذلك الرجل هو فريدين، ولي العهد الثاني للإمبراطورية وخطيب إيلين. وكان يتحدث مع أقرب مساعديه، ديريك آترن، الجالس إلى جواره....
...ما زالت لا تعرف لماذا عادت إلى الماضي. لكن لم يعد السبب مهمًا....
...كل ما يهم هو أنها أصبحت قادرةً على تغيير المستقبل....
...تلاقت عينا فريدين مع عيني إيلين....
...وعلى عكس الآخرين، كان يحدّق بها دون أي عداءٍ في عينيه....
...***...
...فريدين كان شخصًا يلفت الأنظار أينما ذهب. ولم يكن ذلك فقط لأنه أمير الإمبراطورية. بل لأنه كان يملك وسامةً بارزة، ومهاراتٍ عالية في السيف، إضافةً إلى جاذبيةٍ تشد الناس إليه....
...الأمير الأول، ديتريون، كان أيضًا مشهورًا بكونه أميرًا بارزًا،...
...لكن فريدين لم يكن أقل شأنًا منه....
...ومع ذلك، كانت الشائعات ترجّح كفة ديتريون في خلافة العرش، لأنه يحظى بمحبة الإمبراطور، في حين أن فريدين لا يحظى بذلك على الإطلاق....
...'لم أكن أطلب حتى أن يحبني.....لكن من تصرفات الإمبراطور، يبدو وكأنه يكرهني.'...
...ولهذا كان فريدين بحاجةٍ أكثر من أي وقتٍ مضى إلى دعم الدوق أسيلي. و كان ديريك مستاءً بشدة كلما فكر بالأمر....
...كيف يمكن أن يُجبر على الانفصال عن ابنة الدوق أسيلي في مثل هذا الوضع؟ ...
...كل شيءٍ انقلب رأسًا على عقب بسبب إيلين ليسيروس....
...وبينما كان يحترق من الداخل، بدا فريدين غير مهتمٍ إطلاقًا بما يجري....
..."طلب الماركيز غير معقول. لا يمكن أن توافق على خطبتكَ من إيلين ليسيروس، هذا جنون."...
..."حقًا!"...
..."......."...
..."هل سمعت ما قالته زوجة الماركيز وهي تبكي؟ قالت أن إيلين ستموت إن لم تتم خطبتكما، وهددت السيدة بذلك! حتى أنا، كشخص خارجٍ عن الأمر، شعرت بالقشعريرة، وأنت لا تشعر بشيء؟"...
...قال ديريك ذلك وملامحه مشوّهةٌ من الانزعاج....
..."أنا لا أصدق إلا ما أراه بعيني."...
...عند هذا الرد المخيب، ضرب ديريك صدره من شدة الغضب. فلم يعد قادرًا على تحمل الأمر....
...كان فريدين شخصًا باردًا في طباعه، لكنه أحيانًا يتصرف بلا منطق....
...قال إنه لا يمكن أن يُخدَع بشخصٍ خبيث، لكن ديريك لم يكن يستطيع أن يتفق معه....
...فكلما كان الشخص أكثر خبثًا، كان أبرع في إخفاء حقيقته — فكيف يمكن تمييزه إذًا؟...
..."هذا لا يهم! إيلين ليسيروس ليست سوى عائقٍ في طريقكَ."...
..."لكن هذا لا يعني أن هناك حلًا جيدًا بالأفق."...
..."ولمَ لا؟ فقط اجعلها تنفر منكَ لدرجة أنها لا تريد الزواج بك!"...
...عند كلمات ديريك، نظر إليه فريدين بملامح مستنكرة كأنما يقول: "ما أحمقك."...
...وتحت تلك النظرة، تحدث ديريك بوجهٍ جاد،...
..."إن لم تكن حذرًا، قد تموت."...
..._________________________...
...ايه بديت اشك ان زوجة الماركيز مع الامير الاول ...
...كارون كان نمنم بس الله ياخذ زوجك ابوهم نسيت اسمها ...
...تفرقين ورعاني لييييييه؟! ...
...المهم شكلي ايلين تحب فريدين؟ لأنها استانست يوم شافته🤏🏻...
...البطل هو فريدين الاشقراني الفنتاستكي✨...
...Dana...
Comments