السبب الذي جعل الشريرة تحمل سيفاً

السبب الذي جعل الشريرة تحمل سيفاً

الفصل 1

..."يا سيدي الماركيز! لقد تعرضت القافلة لهجومٍ من الوحوش!"...

...سقطت الصحيفة من يد الماركيز ليسيروس عندما سمع كلمات رِيان وهو يقتحم الباب بقوة....

...'القافلة تعرضت للهجوم؟!'...

...شحب وجهه من الصدمة. فقد كانت ابنته إيلين ترافق القافلة في رحلتها....

..."إيلين؟ هل إيلين بخير؟"...

...سأل لويد، فتنفس رِيان بصعوبة وعبس جبينه....

...وفي تلك الأثناء، مرت في رأس الماركيز ليسيروس مشاهد عديدة، ثم اختفت....

...ابنته الضعيفة والجميلة، إياين ليسيروس، التي تشبه والدتها الراحلة تمامًا....

...منذ وقتٍ ليس ببعيد، تسببت إيلين في إصابة بعض الخادمات بجروحٍ خطيرة بسبب ضربها المفرط لهن....

...وحين سمع الماركيز بالأمر، كان ينوي كعادته تجاهلها والتظاهر بعدم المعرفة....

...إلا أن ما جعله يغيّر رأيه كان رجاء زوجته كورليا المُلِحّ....

...زوجة الماركيز توسلت إليه أن يُصلح سلوك إيلين، من أجل مصلحتها قبل كل شيء....

...قلق الماركيز من أن تتأذى مشاعر إيلين، لكنه لم يستطع إلا أن يستجيب لرجاء زوجته....

...حقًا، تصرفات إيلين قد تجاوزت الحدود....

..."إن انتشر هذا الأمر بين الناس، فمكانة إيلين ستتضاءل أكثر."...

...وفي النهاية، قرر الماركيز، بناءً على نصيحة كورليا، أن ترافق إيلين القافلة في رحلتها إلى الأكاديمية....

...لقد اعتادَت إيلين العودة إلى الأكاديمية برفقة عدد كبير من الفرسان والخادمات، لذا فإن هذه الرحلة كانت عقوبةً مناسبة لها، كما أنها فرصةٌ جيدة لتُظهر للناس أنها نادمةٌ على تصرفاتها....

...وعندما بدأ الماركيز يترنح من شدة الصدمة، أسرعت كورليا التي كانت بجانبه إلى دعمه بذراعها....

...ثم تحدثت بصوتٍ مرتجف،...

..."لويد، كل هذا بسببي. كنت فقط أتمنى أن تنضج قليلًا قبل الزواج....."...

...لكن الغريب أن شفتي كورليا ارتفعتا قليلًا بابتسامةٍ خفيفة وهي تنطق بتلك الكلمات....

...وكان ذلك حين لم تكن أنظار الماركيز ولا رِيان متجهةً نحوها....

...ولم يلاحظ الماركيز أي شيء، بل راح يتذكر إيلين التي اعتادت ألا ترتاح طوال اليوم إلا إن دلّكن الخادمات كتفيها وساقيها....

...لم يحدث من قبل أن رافقها في رحلتها فارسٌ واحد وخادمةٌ واحدة فقط....

...لكن، لماذا ظهرت الوحوش في هذا التوقيت بالذات؟ ...

...ازدادت حالته سوءًا. و حينها، التقط رِيان أنفاسه مجددًا، وتابع الحديث. و كان وجهه مشوّهًا كما لو أنه لا يستطيع استيعاب ما رآه....

..."الآنسة قد....."...

..."أنا، أنا ما كان علي فعل ذلك! هل أصيبت بجراحٍ بالغة؟ أم......"...

...عندما افترض الماركيز أسوأ الاحتمالات، هز رِيان رأسه بسرعةٍ نافياً، لكنه مع ذلك تردد في فتح فمه....

...فما سمعه كان لا يُصدق....

..."يقال أن الآنسة قضت على جميع الوحوش وأنقذت القافلة!"...

..."ماذا؟"...

...لم يتمكن الماركيز ولا كورليا من فهم ما قاله رِيان....

...إيلين قضت على قطيع الوحوش.....؟...

...صحيح أن لا وجود لوحوشٍ قوية في تلك المنطقة. و الماركيز نفسه كان يعلم ذلك، ولهذا وافق على أن ترافق ابنته القافلة....

...بل وأرسل معها أيضًا الفارس راكن، الذي يثق به كثيرًا، لذلك لم يكن يعتقد أن شيئًا سيئًا قد يحدث....

..."لابد أن الناس أساؤوا فهم ما فعله السيد راكن."...

...عندما يتعرض الإنسان لصدمةٍ شديدة، يميل إلى تبرير الأمور لنفسه، وهذا ما فعله الماركيز كذلك....

...كيف لابنته الضعيفة أن تقضي على قطيعٍ من الوحوش؟ ...

...حتى وإن كان من بينها وحشٌ عالي المستوى، لما استطاع فارسٌ واحد مجابهته....

..."إذًا السيد راكن هو من قضى عليهم، أليس كذلك؟ كم أنا محظوظٌ لأنني أرسلته معها. على أية حال، إيلين بخير، أليس كذلك؟"...

..."نعم، الآنسة بخير.....لكن من قضى على الوحوش لم يكن السيد راكن...."...

...حاول ِيان أن يشرح الحقيقة للماركيز ليسيروس لكنه توقف. فحتى هو نفسه لم يستطع تصديق ما سمعه من المُرسَل....

...'ما الذي يحدث بالضبط؟'...

...وفي النهاية، قرر رِيان التوقف عن محاولة إقناع الماركيز الذي لم يكن يستمع إليه أصلًا....

...***...

...كان راكن يحدّق بدهشة في إيلين التي تقف أمامه....

..."آنستي.....يمكنكِ تناول طعامكِ براحة داخل العربة."...

...لماذا تجلس نبيلةٌ وتأكل مع التجّار؟ هذا أمرٌ مقبول فقط بالنسبة لفارسٍ عادي مثله....

...لو كانت إيلين قد اختارت أن تسير على درب الفرسان خلف والدها الماركيز ليسيروس، لكان ما يراه الآن مفهومًا....

...لكنها لم تكن تملك أي نيةٍ لتصبح فارسةً من الأساس....

...كان هدف إيلين هو إيجاد زوجٍ مناسب والزواج منه، وبالفعل كانت قد اقتربت من تحقيق ذلك الهدف إلى حدٍّ ما....

...ولهذا، لم تكن أبدًا من النوع الذي يبيت على جانب الطريق مع الآخرين....

..."وأنا في هذه الحالة، كيف يمكنني أن آكل وحدي داخل العربة؟"...

...قالت إيلين ذلك، ويدها ملفوفة بضماد....

...وكان واضحًا أن الخادمة سينا، التي كانت بجوارها، تشعر بالقلق الشديد بسبب الدم المتسرب من الضماد....

...تحدثت سينا بصوت باكٍ،...

..."جرح في يد الآنسة الجميلة.....هذا مؤلمٌ جدًا....."...

...'هذا ليس المهم الآن، أليس كذلك؟'...

...هكذا ما فكّر به راكن وهو يتفحّص إيلين بعينيه....

...رغم كل شيء، فإن الشخص الواقف أمامه هي بالفعل إيلين ليسيروس التي يعرفها....

...إذًا، ما الذي حدث بالأمس؟...

...حين استيقظ، ظن راكن أن ما جرى لم يكن سوى حلم....

...لكن الجرح على يد إيلين كان دليلًا قاطعًا على أن ما حدث لم يكن حلمًا....

...'هل كانت تتعلم فنون السيف سرًّا طوال هذا الوقت؟'...

...لكن راكن هز رأسه نافيًا على الفور. فلم يكن من المنطقي أن تتعلم السيف سرًا دون أن يعلم أحد....

...صحيح أن عائلة ليسيروس معروفةٌ بفنون السيف، لكن إيلين كانت بعيدةً كل البعد عن ذلك....

...ترف، لهو، كسل.....كانت تُوصَف دائمًا بأوصاف سلبية كهذه....

...ولو أنها كانت تتدرب على السيف، لما خفي عليه الأمر....

...فهو، بصفته فارسًا من الدرجة العليا، يستطيع بسهولة تمييز مستوى من هم دونه....

...لو كانت إيلين قد بدأت تتدرّب على السيف منذ طفولتها، لكان راكن قد لاحظ ذلك بلا شك....

...'لكن من غير الممكن أن تكون الآنسة إيلين أقوى مني، أليس كذلك؟'...

...راكن كان أكثر الفرسان قربًا من الماركيز ليسيروس، وقد تخرّج من قسم فنون السيف في أكاديمية أتينس بمرتبة الشرف الثانية، وكان يُعد من أكثر الفرسان الواعدين....

...'إذًا، ما ذلك الأسلوب القتالي الذي رأيته؟'...

...حين هاجمت الوحوش القافلة بالأمس، كان راكن مستعدًا لأن يفقد ذراعه على الأقل....

...رغم أن عدد الحراس على القافلة لم يكن قليلاً، إلا إن عدد الوحوش كان هائلًا....

...وكان من بينهم وحوشٌ من المستوى المتوسط، ولو اضطر لقتالهم وحده، لوقع الكثير من الضحايا بلا شك....

...في البداية، كان الوضع تحت السيطرة، لكن سرعان ما أصبح القتال مرهقًا جدًا....

...'لا شك أن تلك الوحوش كانت قويةً إلى ذلك الحد.'...

...وحوش كهذه لا يمكن لشخصٍ مثل إيلين، التي تتعب من مجرد المشي، أو لأي إنسان عادي، أن يواجهها....

...لكنها فعلت ما بدا مستحيلًا....

..."آنستي، من أين تعلمتِ فنون السيف؟"...

...عندما طرح راكن سؤاله، غرقت إياين في صمتٍ يشبه التفكير. و حتى ردّة فعلها الهادئة بدت غريبةً في نظره، وكأن شخصًا آخر قد حلّ داخل جسدها....

...وإن لم يكن ذلك، فهل يمكن للإنسان أن يتغير بهذا الشكل في لحظة؟...

..."تعلمتُ السيف بمراقبة كارون وهو يتدرب."...

..."بمجرد المشاهدة فقط؟"...

..."......."...

..."لا، كيف يمكن لشيءٍ كهذا أن......"...

...تصلّب وجه إيلين قليلًا بسبب ردّة فعل راكن، ثم نهضت فجأةً وأزاحت طبق الحساء جانبًا....

...'متى أنهته؟'...

...كان الطبق مملوءًا بكميةٍ كبيرة من الحساء، وكان راكن يعتقد أنها سترميه كما تفعل دائمًا، فهي لم تكن تأكل إلا بقدر طعام طائر....

..."سأذهب الآن. ربما ما زلت متعبةً بسبب ما حدث أمس."...

...رغم أن وجهها لم يبدُ عليه أي أثرٍ للإرهاق، لم يستطع راكن قول أي شيء. فقد وجد نفسه بلا وعي منساقًا خلف هالة إيلين القوية....

...***...

...كانت عربة إيلين مزينةً بجواهر فاخرة، ولم تكن تتناسب إطلاقًا مع موكب القافلة....

...رغم أن الماركيز قال إنه سيعاقب إيلين، إلا أنه جهّز لها عربةً خاصة لأنّه ظن أن ابنته ستنزعج من عربات القافلة العادية....

...لكن حين تفكر في الأمر مجددًا، فإن هذا التصرف لم يساعد كثيرًا في تحسين سمعة إيلين....

...نظرت إيلين إلى الجواهر المزيّنة على العربة، وقطّبت حاجبيها كما لو أنّ رأسها بدأ يؤلمها، لكنها رغم ذلك أخذت تفكر مليًّا في حياتها....

...لقد عادت إلى الحياة بعد أن خاضت تجربتي موتٍ متتاليتين....

...أمسكت يدها المرتجفة بيدها الأخرى وضغطت عليها بقوة....

...وعلى عكس ما كان يظنه راكن، فهي بالفعل إيلين ليسيروس....

..."إيلين ليسيروس."...

...تمتمت بالاسم ببطء وكأنها تتذوقه....

...الفتاة التي اشتهرت بأنها واحدةٌ من أعظم الشريرات، رمز الطغيان والترف....

...لكن الحقيقة أنها لم تكن كذلك أبدًا....

...رفعت إيلين طرف تنورتها قليلًا....

...فبانت كدمةٌ لم تلتئم بعد على ساقها، كانت إحدى آثار "العقاب" الذي أنزلته بها زوجة والدها، كورليا....

...'لا بد أن هناك كدماتٍ أخرى لم تُشفى بعد.'...

...منذ اللحظة التي تزوج فيها والدها بكورليا بعد تدخل الإمبراطور، لم تعرف إيلين طعم الراحة لا جسديًا ولا نفسيًا....

..."إيلين، أنتِ حقًا فتاةٌ عديمة الفائدة. ماذا سيحدث لو علم والدكِ بذلك؟"...

...كان ذلك نوعًا من التعذيب الخفي الذي لم يعلم به أحد....

...منذ طفولتها، كانت تلك الكلمات القاسية تُلقى عليها باستمرار، حتى بدأت تفتك بعقلها رويدًا رويدًا....

...وكأنها خضعت لغسل دماغ، كانت تخشى أن تُخيّب أمل والدها، لذا لم تجرؤ يومًا على إخباره بشيء....

...كانت تعيش حياةً لا تُطاق، مجرد بقاءٍ بلا روح....

...عاشت كدميةٍ في يد زوجة والدها، تخضع لها دون أي مقاومة....

...وفي النهاية، قُتلت إيلين على يد تلك المرأة....

...'لم أكن أظن أنني سأعود الحياة بعد موتي.'...

...ثم وُلدتُ من جديد في عالمٍ آخر....

...______________________...

...اووووه يعني هي إيلين بس راحت ورجعت ...

...وناسه احسن عشان ماتقعد تقول هذا مب لي وهذا مايخصني...

...المهم شخباركم شعلومكم ذي روايه وحده حلوه عطتني اياها ان شاء الله تعجبكم🤏🏻...

...الروايه قصيره بس 121 فصل وفيه 5 فصول جانبيه ...

...اغلفة الروايه هي الي جابت راسي فوق ذاه البطله فارسه✨✨✨✨✨...

...وسلامتكم ذي حساباتي اذا تبون تغمزون ولاش...

...انستا: Dan_48i توتر : Dana_48i...

...Dana...

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon