الامبراطور الشيطاني
عنوان الرواية: ولادة الإمبراطور المظلم
الفصل الأول: سقوط الإمبراطور
في قصره المظلم، وقف الإمبراطور الشيطاني "رين زياو" فوق العرش، محدقًا في الفراغ. سجلات "الأسرار التسعة" بين يديه، الكتاب الذي قيل إنه مفتاح القوة المطلقة. كانت عيناه تتوهجان بطاقة غامضة بينما يقلب الصفحات، غير مدركٍ للعيون التي تراقبه من الظلال.
"معلمي... لقد وصلت إلى النهاية. حان وقت رحيلك." صوت مألوف اخترق الصمت.
التفت "رين زياو" ببطء، ليجد تلميذه المفضل، "جين لانغ"، يقف أمامه، وسيفه يقطر بالدماء. خلفه، عدد من كبار القادة، الذين أقسموا الولاء للإمبراطور، والآن يوجهون أسلحتهم نحوه.
"خيانة؟" تمتم بصوت خافت، مزيج من الغضب والسخرية يملأ نبرته.
"ليس خيانة، بل تطهير." قال "جين لانغ" بابتسامة باردة، "لقد حكمت بما يكفي، والآن... حان وقت الجيل الجديد."
قبل أن يتمكن "رين زياو" من الرد، اخترق سيف مسموم صدره، تبعه طعنات متعددة، حتى تحول العرش إلى بحر من الدماء. ومع آخر أنفاسه، تساقط الكتاب من يديه، بينما ابتسم بسخرية، هامسًا: "إن ظننتم أن هذا هو... نهايتي... فأنتم لا تفهمون شيئًا عني..."
ثم غرق العالم في الظلام.
---
الفصل الثاني: بداية جديدة في الظل
عندما فتح "رين زياو" عينيه مجددًا، وجد نفسه في مكان ضيق ورطب. كان جسده ضعيفًا، وأطرافه هزيلة. حاول الجلوس لكنه شعر بألم حاد في صدره.
"ماذا...؟" تمتم بصوت مبحوح.
الذكريات تدفقت في عقله، ذكريات لم تكن له. لقد تجسد في جسد "لو يي"، خادم صغير في عائلة "لو" النبيلة، والتي كانت في طريقها نحو الانهيار. ما زاد الطين بلة، أن هذا الجسد كان هدفًا للإهانة والضرب المستمر من أبناء العائلة.
قبض "رين زياو" على قبضته بإحكام، الشرر يتراقص في عينيه. "أنا، الإمبراطور الشيطاني، أعود للحياة كخادم؟" لم يكن هذا سوى إذلال.
لكن وسط الغضب، ظهرت ابتسامة باردة على وجهه. "حسنًا... يبدو أن القدر منحني فرصة أخرى... فرصة لتحطيم من خانني... وإعادة بناء إمبراطوري من العدم."
---
الفصل الثالث: أول خطوة نحو الانتقام
تسلل "رين زياو" خارج كوخه الصغير في منتصف الليل، عازمًا على فهم البيئة الجديدة التي وجد نفسه فيها. كان يعرف أن الاندفاع الأعمى نحو القوة لن يجلب له سوى الموت مجددًا، لذا قرر التصرف بحذر.
في طريقه عبر الساحة الخلفية للقصر، سمع صوت همسات بين خدم آخرين:
"هل سمعت؟ السيد الشاب لو جانغ سيقاتل غدًا في الساحة ضد أحد الفرسان المتدربين. الجميع يقول إنه سيهزم بسهولة!"
"هيه، هذا ما يستحقه! إنه مغرور وضعيف، وليس له مكان في العائلة."
عقد "رين زياو" حاجبيه. "لو جانغ... إذا لم أكن مخطئًا، فهو الابن الثالث لرئيس العائلة، والأمل الأخير لبقاء هذا الفرع من العشيرة." كان الأمر واضحًا... إن أراد البقاء، فعليه الاستفادة من هذا الموقف.
عاد إلى كوخه وجلس متربعًا، محاولًا استشعار الطاقة الروحية في جسده. رغم ضعفه، وجد نواة طاقة ضئيلة، تكاد تكون معدومة، لكنها كافية كنقطة بداية.
"سأستعيد قوتي... خطوة بخطوة... وعندما يحين الوقت، سيدفع كل من خانني الثمن غاليًا." قالها بصوت منخفض، وبدأ في استعادة تدريبه القديم، عازمًا على استعادة مجده، حتى ولو بدأ من العدم.
الصباح، وبدأت الساحة المركزية لعائلة "لو" تعج بالحركة. كان الجميع يتجمعون لمشاهدة القتال بين "لو جانغ" وأحد الفرسان المتدربين. لكن "رين زياو" لم يكن مهتمًا بالمبارزة نفسها، بل كان يراقب الأمور من زاوية أخرى.
"هذه فرصة جيدة لاختبار قوتي الجديدة." تمتم لنفسه.
وقف "لو جانغ" في وسط الساحة، يحدق بخصمه الذي بدا واثقًا من نفسه. كان الجميع يهمسون، متوقعين هزيمة "لو جانغ" الساحقة.
بدأ القتال، وبدا واضحًا أن "لو جانغ" ليس خصمًا قويًا. خلال دقائق، كان يترنح ويتلقى الضربات، وعندها، تدخل "رين زياو" فجأة.
"كفى!" صوته كان قوياً على غير المعتاد، جعل الجميع يلتفتون نحوه.
"ما الذي يفعله ذلك الخادم؟!" همس أحد المتفرجين بدهشة.
تقدم "رين زياو" بثقة، ثم نظر نحو سيده الضعيف، وقال بهدوء: "إذا كنت ستخسر بهذه السهولة، فلن يكون هناك داعٍ لوجودك هنا. اسمح لي بأن أريك كيف يكون القتال الحقيقي."
ساد الصمت في الساحة، قبل أن ينفجر الجميع في الضحك. "خادم يريد القتال؟ يا لها من مزحة!"
لكن في عيون "رين زياو"، كان هناك شيء مختلف... شيء جعل حتى أقوى المحاربين يشعرون بقشعريرة. لم يكن خادماً عادياً... كان إمبراطوراً مظلماً يستعد لاستعادة عرشه.
Comments