^^^انطلقت رحلة أليكس وإيلا، وهما يحملان خريطة الكنوز الخمس، ومثقلين بعبء مصير الجزيرة. كانت وجهتهما الأولى معبد العواصف، صرح مهجور يعلو قمة شاهقة، حيث تتعانق الرعود والبروق في رقصة أبدية.^^^
^^^صعدا الجبل المنيع، وهما يتحديان الرياح الهوجاء والأمطار الغزيرة. كان الدرب وعرًا، حافلًا بالصخور المتهاوية والمنحدرات السحيقة، وكأنه اختبار عسير لصلابة عزيمتهما. كانت الرياح تزمجر كوحوش غاضبة، والأمطار تتساقط كسهام جليدية، تحاول إعاقة تقدمهما. كانت الصواعق تضيء المكان للحظات، تكشف عن نقوش غريبة على الجدران الصخرية، نقوش تحكي قصصًا عن حراس قدماء، وعن قوى سحرية عظيمة.^^^
^^^"هل أنتِ بخير يا إيلا؟" سأل أليكس، وهو يشد على يدها بينما يتسلقان جرفًا شديد الانحدار. كانت يده ترتجف من البرد، لكنه كان مصممًا على إظهار قوته.^^^
^^^"أجل، لا بأس بي"، أجابت إيلا، وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة. كان وجهها شاحبًا، وشعرها يلتصق بجبينها المبلل. "لكن هذه الأعاصير تشتد ضراوة، وكأنها تحاول صدنا عن المعبد".^^^
^^^"لن نستسلم"، قال أليكس، بنبرة حازمة. "سنبلغ المعبد، وسنسترد القطعة الأثرية. مصير الجزيرة يعتمد علينا".^^^
^^^أخيرًا، وبعد ساعات من التسلق المضني، وصلا إلى قمة الجبل، حيث يشمخ معبد حجري عتيق، تتلاطم الصواعق على جدرانه المتصدعة. كان المكان موحشًا، لكنه يضج بطاقة غامضة، وكأنه ينتظر عودة قاطنيه. كانت الصواعق تضيء المكان للحظات، تكشف عن نقوش غريبة على جدران المعبد، نقوش تحكي قصصًا عن حراس قدماء، وعن قوى سحرية عظيمة.^^^
^^^دخلا المعبد، ليجدا قاعة فسيحة، تزين جدرانها نقوش أثيرية، وتتوهج ثريا بلورية ضخمة في سقفها المقوس. كانت القاعة مظلمة، باستثناء ضوء خافت ينبعث من ثريا الكريستال، وضوء أزرق خافت ينبعث من صندوق خشبي صغير يرتفع فوق مذبح صخري في وسط القاعة.^^^
^^^"هنا ترقد القطعة الأثرية"، همست إيلا، وهي تقترب من المذبح بحذر. كانت تشعر بطاقة غريبة تنبعث من الصندوق، طاقة تشبه طاقة العواصف، لكنها أكثر هدوءًا وسكينة.^^^
^^^"لكن يبدو أن هناك حارسًا يتربص بنا"، قال أليكس، وهو يشير إلى تمثال صخري عملاق، يقف بجانب المذبح. كان التمثال يبدو وكأنه جزء من الجدار، لكن عيناه كانتا تشتعلان بنيران زرقاء، وكأنه يراقب كل تحركاتهما.^^^
^^^فجأة، انتفض التمثال الصخري، وكأنه يستعيد وعيه بعد سبات طويل. تألقت عيناه بلهب أزرق، ورفع مطرقة هائلة، تطلق شرارات رعدية. كانت المطرقة تزن أطنانًا، لكن التمثال كان يحملها بسهولة، وكأنها ريشة.^^^
^^^"أنتما دخيلان لا تستحقان هذه الأمانة"، زأر التمثال بصوت مدوٍ، هز أركان المعبد. "سأسحقكما".^^^
^^^اندلعت معركة طاحنة، كان التمثال يرسل صواعق مدمرة، وكان أليكس وإيلا يتفاديانها برشاقة، مستخدمين مهاراتهما وقواهما الخفية. كانت الصواعق تضرب الأرض من حولهما، تخلف وراءها حفرًا عميقة، وتثير غبارًا كثيفًا، يحجب الرؤية.^^^
^^^خلال القتال، أدركت إيلا أن التمثال ليس شريرًا بالفطرة، بل هو حارس أمين، يؤدي واجبه بحرص. كان يحمي القطعة الأثرية من أي دخيل، وكان مستعدًا للتضحية بنفسه من أجلها.^^^
^^^"يمكننا العمل معًا"، هتفت إيلا، وهي تتفادى ضربة مطرقة. "لسنا أعداء، نريد فقط استعادة القطعة الأثرية لحماية الجزيرة".^^^
^^^توقف التمثال عن الهجوم، ونظر إلى إيلا بعيون متفحصة. "كيف؟" سأل.^^^
^^^"هناك قوة ظلامية تهدد الجزيرة"، أجابت إيلا. "قوة الفراغ، تسعى لابتلاع الوجود بأسره. ونحن نسعى لجمع القطع الأثرية لإغلاق بوابتها، وإنقاذ عالمنا".^^^
^^^"أفهم"، قال التمثال. "لكن يجب أن تختبرا جدارتكما، يجب أن تثبتا أنكما أهل لهذه المهمة".^^^
^^^"كيف؟" سأل أليكس.^^^
^^^"عليك اجتياز محنة العواصف"، أجاب التمثال. "محنة ستكشف عن مدى قدرتكما على مواجهة أهوالكما، والتحكم في قواكما".^^^
^^^فجأة، اشتدت العواصف الرعدية، وتجسدت أمامهما زوابع رعدية هائلة، تحاول ابتلاعهما. كانت الزوابع تدور بسرعة جنونية، وتطلق صواعق قوية، تكاد تفقدهما الوعي. كان عليهما تسخير قواهما الخفية لترويض هذه الزوابع، وتجاوزها بأمان.^^^
^^^كانت المحنة قاسية، لكن أليكس وإيلا قاتلا ببسالة وتصميم. كانا يتعاونان بتناغم، مستخدمين مهاراتهما وقواهما الخفية لتذليل الصعاب. كانت إيلا تستخدم قواها للتحكم في الرياح، وتوجيهها بعيدًا عن الزوابع، بينما كان أليكس يستخدم سيفه لصد الصواعق، وتشتيت طاقة الزوابع.^^^
^^^أخيرًا، وبعد صراع طويل ومرهق، تمكنا من ترويض العواصف، وتجاوز الزوابع، وأثبتا للتمثال أنهما جديران بالقطعة الأثرية.^^^
^^^"لقد انتصرتما"، قال التمثال، وهو يبتسم بود. "أنتما تستحقان هذه الأمانة، خذاها، واستخدماها في نصرة الجزيرة".^^^
^^^فتح التمثال الصندوق الخشبي، وأخرج منه قطعة أثرية صغيرة، تتلألأ بنور أزرق سماوي. كانت القطعة تنبض بطاقة الحياة، وكأنها نبض قلب الجزيرة.^^^
^^^"شكرًا لك أيها الحارس الأمين"، قال أليكس، وهو يتناول القطعة الأثرية بعناية.^^^
^^^"أتمنى لكما التوفيق"، قال التمثال. "لكن تذكرا، قوة الفراغ لا ترحم، ولها أعوان في كل مكان".^^^
^^^تلاشى التمثال، وانطلق أليكس وإيلا في رحلتهما، وهما يحملان القطعة الأثرية الأولى، وقلبيهما يفيضان بالأمل والخوف. كانا يعلمان أن الطريق أمامهما طويل وشاق، وأن أهوالًا أعظم تنتظرهما. لكنهما كانا مصممين على المضي قدمًا، وعلى إنقاذ الجزيرة من براثن الفراغ..^^^
Comments