الفصل الثامن

بعد أن أنهى استعداداته ودخل إلى غرفته، بدأ "كاليان" في البحث عن الخمر. وكما طلب من الخادم، كانت زجاجة النبيذ جاهزة على الطاولة.

كان هناك بعض المقبلات الخفيفة مرتبة بجانب النبيذ، ولكن "كاليان" لم يلتفت إليها، بل حتى تجاهل الكأس الموضوعة بجوار الزجاجة. أمسك بزجاجة النبيذ ووضع فوهتها مباشرة على شفتيه.

مر النبيذ عبر حلقه، لتنتشر حرارة دافئة في داخله، ولكن بالرغم من ذلك، كان يشعر بغليان داخلي لا يتوقف. وصل النبيذ إلى صدره، لكنه فقد حرارته بسرعة كأنها لم تكن، وكأن تلك الحرارة لم تكن قادرة على تهدئة النار المشتعلة بداخله.

حتى بعد أن شرب عدة جرعات أخرى، لم يتغير شيء. غليان صدره لم يكن شيئًا يمكن للكحول تهدئته.

تنهد "كاليان" تنهيدة ثقيلة خرجت من بين شفتيه المبللتين بالنبيذ، مترافقة مع شعور بالإرهاق.

"أنجيلا بيلتون."

كانت هي السبب. كل شيء كان بسببها. كلما تعلق الأمر بـ"أنجيلا"، كانت مشاعره تخرج عن السيطرة. كانت تستهلك منه الكثير من العواطف بلا طائل. في الأمور المتعلقة بها، كان "كاليان" دائمًا يتصرف بطرق لم يكن ليتصرف بها في الأحوال العادية. كان يفقد توازنه وهدوءه المعتاد.

حتى أول مرة قابل فيها "أنجيلا بيلتون"، رغم أن الظروف كانت مختلفة تمامًا، شعر "كاليان" بنفس الاضطراب. كانت المرة الأولى التي ينبت فيها شعور لم يعرفه من قبل، شعور أربكه، وكأنه قد أُشعلت نار في صدره لدرجة أنها كادت تحرقه.

في ذلك الوقت، كان "كاليان" لا يتجاوز الثانية عشرة من عمره. طفل صغير يعيش فقط ليبقى على قيد الحياة.

منذ أن فتح عينيه على هذا العالم، كان عضوًا في فرقة من المرتزقة، يجبرونه على دخول ساحات المعارك بلا إرادة منه. لم يكن أمامه خيار سوى القتل كي ينجو. مقابل كل شخص يقتله، كان يحصل على فرصة ليعيش يومًا إضافيًا.

وسط أيامه الصعبة تلك، قابل "أنجيلا". وفي اللحظة التي التقت فيها عيناه بعينيها، ظن "كاليان" أن ملاكًا قد ظهر أمامه.

اعتقد لوهلة أن وجوده في قصر "بيلتون" الشهير كان مجرد حلم، وأنه قد مات في ساحة المعركة، وأن هذا القصر ما هو إلا الجنة.

كانت تلك الفتاة الصغيرة تبدو وكأنها قادرة على إقناع أي شخص بهذه الفكرة. جمالها كان مذهلاً لدرجة أنه أسَر "كاليان" تمامًا. لم يستطع أن يشيح بنظره عنها.

لم يكن جمالها فقط ما جعله يعتقد أنها ملاك، بل أيضًا لطفها غير المبرر. كانت تعامل "كاليان" بلطف عجيب لم يعهده من قبل.

"كاليان"، الذي كان قد نشأ في بيئة قاسية بين المرتزقة، كان جاهلًا تمامًا بالعالم الجديد الذي انتقل إليه فجأة.

كل ما تعلمه حتى سن الثانية عشرة كان كيف ينجو من الموت في المعارك. كانت تلك المعرفة كافية للبقاء على قيد الحياة.

ولكن "أنجيلا" علّمته أشياء أخرى. بدأت بالأمور الصغيرة مثل التحية المناسبة والآداب العامة على المائدة، وصولاً إلى تعليم القراءة والكتابة.

لم تكن تنزعج من تلعثمه أو تردده عندما يواجه شيئًا جديدًا. كانت دائمًا تمنحه ابتسامة دافئة، وكأنها ملاك حقيقي.

"شكرًا لكِ، أنجيلا."

كان هذا ما يردده "كاليان" باستمرار في ذلك الوقت.

لاحقًا، أدرك أن من غير اللائق مخاطبة من هم أعلى مكانة باسمه دون ألقاب، ولكنه لاحظ أن "أنجيلا" لم تصحح له الأمر.

كان يشعر بالامتنان لأنها سمحت له بمناداتها باسمها. كانت اللحظات التي تناديه فيها بلطف باسمه "كاليان" هي الأغلى على قلبه. لأول مرة في حياته، كان يرى العالم مكانًا مشرقًا.

ولكنه لم يستغرق وقتًا طويلًا ليكتشف الحقيقة وراء قناع "أنجيلا" الجميل.

"أنجيلا"، التي بدت وكأنها ملاك في نظره، كانت بالنسبة للآخرين تجسيدًا للشيطان. كانت تتحكم بكل شيء من حولها وتفرض سيطرتها بلا رحمة. وأي شخص يتجاوز الحدود التي وضعتها، كانت تعاقبه دون شفقة.

رأى بنفسه كيف كانت تستدعي أختها غير الشقيقة الصغيرة "بياتريس" لتعاقبها بلا سبب واضح. كان ذلك المشهد يذكره بالجنود الأعداء في ساحة المعركة الذين كانوا يمزقون الجثث بلا داعٍ.

في يوم من الأيام، بعد أن جعلت "بياتريس" تركع لساعات، فقدت الفتاة الصغيرة توازنها وأسقطت إحدى أواني السيراميك الثمينة. حينها، قامت "أنجيلا" بمعاقبة والدتها "إيفون" أمامها باستخدام عصا غليظة، وكأنها تؤكد للجميع أن لا أحد يفلت من قبضتها.

"لأنكِ أفسدتِ شيئًا عزيزًا عليّ، فمن العدل أن أفسد ما تقدرينه بنفس الطريقة. لا تشعري بالظلم؛ أنتِ لا تملكين شيئًا سوى تلك الأم المميزة، أليس كذلك؟"

كانت هذه كلمات قاسية للغاية، يصعب تصديق أنها خرجت من فم طفلة صغيرة. ولكن بالنسبة لـ"أنجيلا"، كانت هذه الكلمات مجرد نمط اعتيادي من حديثها. كلمات مليئة بالشر والعنف، قادرة على إضعاف الروح وتدمير النفس.

خدم قصر "بيلتون" كانوا يتجنبون "أنجيلا"، إما خوفًا منها أو كراهيةً لها. لكنها لم تكن تشعر بأي خجل أو انكماش، بل على العكس، كانت تستغل هذا النفور لتتوسع في تصرفاتها المستبدة. لم يكن هناك أحد يمكنه أن يوقفها.

حتى دوق "بيلتون"، الذي كان يمتلك السلطة ليفعل ذلك، كان يغض الطرف عنها. ربما لأن "أنجيلا" كانت تمتلك المؤهلات التي تضمن لها الاعتراف الرسمي بكونها الوريثة الشرعية. وكان ذلك كافيًا لجعل الدوق يتجاهل أفعالها.

بفضل هذا الإهمال، نمت "أنجيلا" بلا قيود أو حدود. إلى درجة أن "كاليان"، الذي طالما تحمل تصرفاتها، قرر في النهاية أن يبتعد عنها تمامًا.

"إذا ناديتني مرة أخرى باسم ’أنجيلا‘ دون اللقب المناسب، فسوف تجد نفسك في السجن."

"أتحزن على ’بياتريس‘ لأنها تتعرض للإيذاء؟ إذن، ربما يجب أن أقتلع عينيك كي لا ترى هذا المشهد المحزن مرة أخرى."

"إذا تجاهلت دعوتي بحجة التدريب، فسأطلب من قائد التدريب أن يتحمل المسؤولية، هل هذا واضح؟"

كلما ابتعد "كاليان" عن "أنجيلا"، أصبح يرى شرورها بوضوح أكبر. ومع ذلك، قراره بالارتباط بها كان أشبه بتحدٍّ.

في يوم تلقى فيه خبر وفاة "غريس بيلتون"، نطق "كاليان" باسم "أنجيلا" دون أي ألقاب لأول مرة منذ زمن طويل. كان الاسم يتناثر في الهواء سريعًا، حتى أن رسول عائلة "بيلتون" الذي جلب الخبر لم يسمع صوته.

لكن "كاليان" نفسه أدرك حقيقة مشاعره. رغم محاولاته دفعها بعيدًا عن قلبه، ورغم كل الإهانات والعنف، كانت هناك عاطفة خفية تجاه "أنجيلا" ما زالت تعيش داخله.

مهما قال الآخرون، كانت "أنجيلا" أول حب في حياة "كاليان". كانت أول شخص يزرع شعورًا بالغنى العاطفي في قلبه الذي لم يعرف إلا القسوة والفراغ.

عندما أدرك ذلك، قرر "كاليان" حضور جنازة "غريس بيلتون". هناك، شاهد "أنجيلا" واقفة بثبات أمام نعش والدتها. لم يكن على وجهها أي أثر للحزن، ما دفع الناس إلى الهمس بأنها تبدو كدمية بلا مشاعر.

ولكن، لم يكن أحد يرى ما رآه "كاليان". لاحظ كيف كانت أكتافها ترتعش قليلاً كلما نظرت إلى النعش. كانت تقف بوجه شاحب وكأنها قد تُبتلع داخل ثوبها الأسود.

في تلك اللحظة، قرر "كاليان" أن يكون جزءًا من مستقبل "أنجيلا". بغض النظر عن النهاية، كانت "أنجيلا" هي من اعتنت بأيامه الغبية والمشوشة. وكان يعتقد أن هناك مشاعر إنسانية مدفونة بداخلها لم يستطع أحد رؤيتها سواه.

ولكن، يبدو أن كل ذلك كان خطأً فادحًا.

"كاليان" انتظر طويلاً أن تعود "أنجيلا" التي كانت تبتسم له في صغره، تلك التي كانت تتغاضى عن أخطائه. لكن الوقت لم يغير شيئًا.

بينما جسدها لم ينضج كثيرًا، كان شرها يكبر ويتوحش يومًا بعد يوم، لدرجة أن "كاليان" نفسه لم يعد قادرًا على احتمالها.

في الليلة الماضية، عندما رآها تستمتع بإيذاء "إيفون" مرة أخرى، قرر أن يلقي ورقة الانفصال كتهديد. كان يعلم أن "أنجيلا"، التي كانت تطمع فيه بشدة، لن تتركه بسهولة. كان يأمل فقط أن تتراجع وتعتذر.

كل ما كان يحتاجه هو كلمة واحدة: "لن أفعل ذلك مجددًا." لكنه لم يكن يتوقع أبدًا أن تظهر وسط الحشد مرتدية ذلك الحُلي السخيف وكأنها تتحدى الجميع.

"تبًا!"

بينما كانت قطرات الماء لا تزال تتساقط من شعره المبلل، تذكر كالين مشهد إنجيلا وهي تقف في أحد أركان قاعة الاحتفال، مرتدية زينة رخيصة للشعر، وواثقة من نفسها بشكل مثير للاستفزاز. عبث بشعره في غضب، ثم تناول جرعة كبيرة من الشراب، لكنه لم يستطع نسيان تلك اللحظة التي التقت فيها أعينهما.

تسلل شعور بالارتباك إلى أعماقه، وهو إحساس لم يكن معتادًا عليه. في تلك اللحظة، أراد أن يضمها إليه بعيدًا عن أعين الناس، أن يخفيها عن الأنظار. ولكن ذلك الإحساس القوي كان عليه أن يكبته. فقد كان يعلم أن إنجيلا بيلتون من النوع الذي يرفض الانحناء، حتى لو كان ذلك يعني أن تتحطم.

لطالما استفزته إنجيلا بطرق لا يمكن التنبؤ بها. لقد جعلته دائمًا على حافة التوتر. لم تكن هناك لحظة واحدة معها يمكن وصفها بالراحة أو الاستقرار.

كانت حقًا...

امرأة لا يستطيع أن يبعد عينيه عنها.

مأزق مديرة الخدم

بعد أن أصبحت "إيفون"، المربية السابقة لإنجيلا، سيدة المنزل، وجدت مديرة الخدم "مارشا" نفسها في مأزق صعب. السؤال كان: من الذي سيتولى مسؤولية إنجيلا الآن؟

لم يكن هناك أحد يعرف كيف يتعامل مع مزاج إنجيلا الحاد سوى إيفون، التي كانت تعتني بها منذ صغرها. حتى مارشا نفسها، على الرغم من خبرتها الطويلة، فكرت في الاستقالة لو طُلب منها القيام بهذه المهمة.

بدأت مارشا بالتفكير مليًا. فجمعت الخادمات اللواتي يعملن في المنزل منذ فترة طويلة وسألت عمن يرغب في تولي المهمة. ولكن، كما توقعت، لم ترفع أي منهن يدها.

حتى عندما عرضت مارشا زيادة مجزية في الرواتب، لم يتحرك أحد. بدأ الخدم يتجنبون حتى النظر إلى عينيها خوفًا من أن يُجبروا على المهمة.

كخطوة أخيرة، عرضت مارشا مضاعفة الرواتب، لكنها لم تلقَ استجابة. وعندما أعلنت أنها ستلجأ إلى القرعة، بدأت الخادمات يتوسلن إليها وكأنهن أمام حكم بالإعدام.

"كيف يمكنك أن تفعلي هذا بنا؟ نحن لم نرتكب أي خطأ سوى أننا عملنا بجد في هذا المنزل!"

"هذه ليست عقوبة، بل مهمة."

"هل يمكنك أنتِ أن تتحملي هذا؟ إنها إنجيلا، وليس أي شخص آخر!"

"لكن الرواتب..."

"أفضل أن أغادر المنزل على أن أعيش مع هذا العبء. فقط أرجوكِ، لا تجعلينا نعاني!"

وقفت مارشا عاجزة عن الكلام. كان الخدم على وشك الركوع توسلاً، وكأن الركوع يمكن أن ينقذهم.

وبينما كانت تفكر في حل وسط، اقترحت إحدى الخادمات فكرة:

"لماذا لا نكلف الخادمة الجديدة؟ إنها ذكية وسريعة التعلم، وقد لاحظت أنها تؤدي عملها بشكل جيد."

ترددت مارشا قليلاً، ثم هزت رأسها بعدم اقتناع:

"إنجيلا شديدة التدقيق. إن لم تجد كل شيء على هواها، ستكون العواقب وخيمة، ولا يمكن أن نجازف بإرسال خادمة جديدة."

ردت الخادمة بحماس:

"ولكن، حتى نحن لسنا محصنين من انتقادات إنجيلا! الفرق الوحيد هو أن الجديدة ربما تجد طريقة أفضل للتعامل معها."

مارشا ظلت مترددة، لكنها كانت تعلم أن أي قرار لن يكون سهلاً.

كان في كلماتهم نوع من الإقناع الغريب، مما جعل "مارشا" تفكر مرة أخرى بجدية.

السيدة الصغيرة التي تخدمها كانت معروفة بتقلباتها المزاجية التي يصعب التنبؤ بها: متى، وأين، وكيف قد تنفجر غضبًا. بناءً على ذلك، بدا كلام الخادمات منطقيًا إلى حد ما؛ لا فرق بين خادمة جديدة أو قديمة في مواجهة مزاجها العصيب.

بعد تفكير عميق، أدركت "مارشا" أنه لا يوجد حل آخر، فقررت الموافقة على فكرتهم، وهي تهز رأسها بإذعان.

"حسنًا، دعونا نجرب ذلك."

وجوه الخادمات أضاءت فجأة بالسعادة، وكأنهن حصلن على إجازة شهر كامل. لكن "مارشا" وضعت شرطًا واضحًا قبل الموافقة:

"إذا لم تعجب الآنسة ’أنجيلا‘ بالخادمة الجديدة، فسأختار واحدة منكن لتحل محلها، وهذا أمر مفروغ منه."

السعادة التي غمرت الخادمات قبل لحظات اختفت كما لو أنها سقطت من السماء. وأجبن بنبرة باهتة وممتدة: "نعم، حاضر."

واحدة منهن، وكأنها استسلمت بالفعل لقدرها، رفعت مئزرها ومسحت دموعًا وهمية من عينيها، وكأنها ستُرسل فورًا إلى جحيم "أنجيلا".

ومع ذلك، كانت فكرة تجنب مواجهة "أنجيلا" الآن كافية ليشعرن بشيء من الراحة. وبينما كن يواسين بعضهن البعض، أدركن أنهن على الأقل نجحن في تأجيل الكابوس مؤقتًا.

---

"يجب عليكِ أن تكوني دائمًا حذرة حتى لا تُغضبي السيدة."

قالت "مارشا" بنبرة جادة، وهي تسير في ممر القصر الواسع، برفقة الخادمة الصغيرة الجديدة "ميري"، التي لم يكن طولها حتى يصل إلى كتفيها.

"نعم، يا رئيسة الخدم!"

ردت "ميري" بصوت عالٍ وواضح، وهي تمشي بخفة خلف "مارشا"، بخطوات مليئة بالحيوية. بالنسبة لها، كان من البديهي أن تلتزم الخادمة بعدم إثارة غضب السيدة، لذلك كان ردها مليئًا بالثقة.

لكن الكلمات التي تلتها "مارشا" حملت معنى أعمق، ربما أكبر من أن تستوعبه "ميري" الصغيرة بسهولة.

"إنها مثل الطقس."

"الطقس؟"

عيون "ميري" البنية الكبيرة دارت بفضول، وهي تنظر إلى "مارشا" وكأنها تواجه أعقد لغز في حياتها.

لطالما سمعت أن "أنجيلا" مثل الملاك، فكيف يُشبهها أحد بالطقس؟

رفعت "ميري" بصرها إلى جانب وجه "مارشا"، تبحث عن تفسير.

"أعني أن مزاجها لا يمكن التنبؤ به. لا تعرفين متى ستمطر، أو متى ستثلج، أو حتى متى ستتساقط حجارة البَرَد. لذا عليكِ دائمًا أن تكوني مستعدة للبلل، هل تفهمين؟"

قالت "مارشا" ذلك بجدية تامة، وعيناها مثبتتان على الأمام. بدا وجهها وكأنه يحمل عبء سنوات من العمل الشاق، كما لو أنها للتو انتهت من يوم طويل ومتعب.

لكن "ميري"، التي لم تستوعب تمامًا هذا القلق، ردت بحماس وابتسامة بريئة، وكأنها تمزح:

"إذًا، لماذا لا نحمل مظلة معنا دائمًا؟"

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon