٤ | فندق نيرافانا (١)

...كان المشي في الظلام حيث لم أتمكن من رؤية أبعد من أنفي مرعبًا ، ومما زاد الطين بلة ، أن الظلام كان يخطف الأنفاس وأصابني بالقشعريرة حتى عظامي ، والموجات القوية كانت تضرب جسدي باستمرار ، ولا داعي للقول ، لقد كنت أعاني ....

... من بعيد ، كان البحر في الليل ينعم بالهدوء والسكينة ، ولكن التواجد في المحيط كان مختلفًا ، عندما تواجه البحر الهائج ، كنت تعتقد أنك في جحيم حقيقي ....

... أصطدام ...!...

... جاءت موجة أخرى وأصطدمت بي ، وشعرت أن جسدي ينقلب رأسًا على عقب عندما كنت أتقلب في الماء ، بعد أن غرقت في الماء ، أغمضت عيني وعدت إلى الماضي ....

... هل هذا ما يقصدونه بالحياة تومض أمام عينيك ؟...

... رأيت في ذهني وجه أخي الأكبر ، لقد كنت بلا أب في سن مبكرة ، وكان أخي هو الأسرة الوحيدة والدعم الذي كنت أحتاجه ، حتى عندما فشلت في امتحان الخدمة المدنية خمس مرات ، كان قد شجعني بهدوء ، ولكنني لم أرد لطفه ولو مرة واحدة ، الشيء الوحيد الذي فعلته هو تخييب أمله ....

... لقد كان فرد العائلة الوحيد الذي استطعت زيارته أثناء الاستراحة ......

... نجت القوة من جسدي ، وذهبت أعرج مثل قناديل البحر وتركت الأمواج تتغلب علي ، ولكن بعد ذلك ، في اللحظة التي كنت على وشك التخلي عن كل شيء ، سمعت صوتًا ....

... أيها الطفل ، سيطر على نفسك ....

...(هو قال كيدو بدل كيد والصراحة بيني وبينكم كنت بترجمها يا بزر لانه اخ البطل قالها بطريقة غير رسمية ولكن الحمدلله استخرت)...

... لقد كان أخي ....

... كلما امتد اليأس ، كان أخي يربت على ظهري ويبتسم ....

... ضرب !...

... وضربني شيء قوي على ظهري ، تلاشى ذهني الضبابي ، واستيقظت على الفور ، كنت أتدلى بالأمواج بلا هدف عندما اصطدم ظهري بكتلة خرسانية خشنة ، وكانت صخور حاجز الأمواج متراكمةً في جدار بحري بجوار الميناء ....

... سووش ....

... عندما انحسرت الأمواج ، عُدت إلى المحيط ....

... سبلاش !...

... بعد فترة وجيزة ، دفعني البحر مرة أخرى نحو الكتل الخرسانية المكدسة بجوار الميناء ....

... " آآآآآآه !"...

... إذا ضربت الخرسانة مرة أخرى ، سأموت ، لحسن الحظ ، كنت قد ضربت ظهري بخفة في وقت سابق ، لكن إذا ضربت رأسي أولاً ، سأموت على الفور ....

... في الأفلام والقصص المصورة ، عندما يخرج شخص ما من الظلام في البحر ، يستيقظ بأمان على الشاطئ على شاطئ رملي ......

... الآن بعد أن كنت أختبرها بشكل مباشر ، أدركت أنها كانت مجرد حفنة من الهراء ، إذا سقط أي شخص في المحيط وفقد وعيه وجرفته المياه إلى الشاطئ ، فمن المحتمل أن تتحطم أجسادهم على الصخر الغارق أو تتكشط على صخرة مرصعة بالصدف ....

... أصطدام !...

... كان الحظ سيحالفني -لقد كانت حقًا ضربة حظ- لقد تمكنت بأمان من مسك حاجز الأمواج الخشن الذي كان ضخم ، بالطبع ، كان ذقني مخدوشًا بالكامل وكان صدري مصابًا بكدمات شديدة ، لكن ... حسنًا ، كان ذلك أفضل من تلبية نهايتي ....

... سووش ....

...تركتني الموجات معلقًا على حافة حاجز الأمواج قبل أن أتحرك ، وكانت ملابسي تكاد أن تتمزق بسبب حاجز الأمواج ، لكن الموجات عادت بقوة لتضرب ظهري ، وشعر جسدي بالهشاشة عندما زحفت بشدة فوق حاجز الأمواج ....

... بين حاجز الأمواج كان هناك عدد لا يحصى من الشقوق التي تحاول جذري إلى الهاوية المظلمة ....

... أصطدام !...

... كان القارب الذي سرقته من قبل قد أصطدم بحاجز الأمواج وتحطم إلى أشلاء ، لو لم أكن محظوظًا ، لكنت أنا من تعرضت للدمار ، في غضون ذلك ، لم يكن السيد كيم في أي مكان ، هل سقط بين شقوق حاجز الأمواج ؟، أم أنه غرق في أعماق المحيط ؟...

... صعدت نحو الميناء خوفًا من تمزيق ملابسي بسبب السطح لحاجز الأمواج ، كان رصيف الميناء مكونًا من مزيج من الحصى والأسمنت ، وفي اللحظة التي استلقيت فيها على الأرض المسطحة ، بدأت الدموع تنهمر بشكل لا يمكن السيطرة عليه ، لقد وطأت قدماي أخيرا على الأرض ....

... أوه ... من الناحية الفنية ، جزيرة بيكجوك هي مجرد جزيرة أخرى ....

... ومع ذلك ، كان من المريح للغاية الهروب من الجزيرة الصغيرة التي كنت فيها والوصول إلى جزيرة كانت أكثر كثافة سكانية ، كان هناك مركز شرطة صغير ومركز إطفاء أيضًا ، وسأكون قادرًا على العثور على المساعدة هنا ....

... بالنسبة للسيد كيم والسيد بارك .. ما فعلته سيعتبر دفاعًا عن النفس ، أليس كذلك ؟، بالإضافة إلى ذلك ، لا يزال السيد بارك في جزيرة جولديوك ، وهذا يجب أن يكون بمثابة دليل كاف ...

... عندما يأتي الصباح ، سأذهب بسرعة إلى الشرطة المحلية وأقدم بلاغًا ....

... سوااا ....

... كان المطر لا يزال يتناثر من سماء الليل ....

... سبلاش !...

... استمرت الأمواج في الارتفاع إلى رصيف الميناء ، واستمرت في إظهار جوعها لي ، وبدا لي أن البحر لا يزال يشتاق لي واستمر في محاولة دفع جسدي إلى الجانب الآخر ....

... شعرت بثقل جسدي مثل الرصاص ، وأجبرت نفسي على النهوض وبدأت أمشي ، في كل مكان كنت أتألم وكانت جسدي يخفق بسبب الألم ، وكنت قد ابتلعت الكثير من الماء المالح وشعرت الآن وكأنني أجف ، ارتجف جسدي كما لو كان مغموسًا في دلو من الجليد ، مع العلم أن نسيم البحر البارد كان كافياً لقتلي من انخفاض حرارة الجسم ، بحثت في جميع الأنحاء عن مكان لأحتمي به ....

... المكان الأول الذي لاحظته كان مطعم للمأكولات البحرية بجوار رصيف الميناء ، كان يُطلق على المطعم اسم ' حساء يوجين الحار للأسماك وحساء السمك ' كان المفضل لدي لأنه كان اسمي عليه ....

... لكن المالك بالكاد يدير المطعم عندما تتعدى أوقات العمل ، ومن الواضح أنه مغلق في الليل ....

... نظرًا لأن المالك كان يعيش خارج المدينة ، كان المطعم مغلقًا دائمًا تقريبًا هذه الأيام ، وربما كانت مطاعم المأكولات البحرية الأخرى القريبة هي نفسها ، كنت أعرف الحي جيدًا ، لذا استدرت ، وأنا أعلم أنه لن يحالفني الحظ ....

... بررر ، أنا سأتجمد ......

... مشيت في الظلام الحالك لفترة طويلة ، كان الجو باردًا جدًا لدرجة أنني بالكاد شعرت بالهواء الذي لمس جسدي ، لكن قبل أن أتجمد حتى الموت ، ظهر مبنى أمام عيني ، تعرفت على المكان ، كان فندقًا بارتفاع خمسة طوابق ، في الواقع ، كان رثًا جدًا بحيث لا يمكن تسميته فندقًا ، وكان أشبه بنزل حقا ....

...نيرافانا ♨️...

...(ترا الإيموجي من الراو الكوري نفسه😂)...

...كان الجو شديد البرودة لدرجة أن رؤية رمز الينابيع الساخنة على اللافتات كان كافياً لتدفئة قلبي ، وتومض أضواء النيون الحمراء بشكل خافت ، كان هذا المكان أيضًا أحد الأماكن المفضلة لدي ، كان مالك هذا الفندق هو رئيس القرية ، وكنا قريبين جدًا ....

... لم أضيع الوقت وتوجهت إلى المبنى ، وتم إطفاء جميع الأضواء فوق السياج ، لكن مرة أخرى ، كانت تعمل بالطاقة الشمسية ، وكانت العاصفة الممطرة مستمرة منذ أيام ، وكان مجرد الاقتراب من المبنى كافياً لجعلني أشعر ببرودة أقل قليلاً ، وساعد السياج على منع بعض المطر والرياح من صفعي ....

... عدلت السجادة الأرضية الصغيرة المتجعدة التي كانت على الأرض وسرت داخل ساحة انتظار السيارات ، ولدهشتي ، كانت هناك عدة سيارات فاخرة متوقفة في الداخل ، حسنًا ، لقد كانت الجزيرة نقطة جذب سياحي ، علاوة على ذلك ، كانت نقطة ساخنة للخيانة الزوجية ، من حين لآخر ، زار الناس حتى خلال الموسم البطيء* ، تقول الشائعات أن أي زوجين في منتصف العمر يسيران بمودة بذراعهما كانا على علاقة جسدية بنسبة ١٠٠%....

... أخيرًا ، وصلت إلى مدخل النزل ، وحاولت فتح الباب ، على الرغم من أن رؤيتي كانت ضبابية ، إلا أنني رأيت شيئًا غريبًا ، لقد كان الباب مقفلاً ، لكن هذا لم يكن كل شيء ....

... أدركت " إنه مغلق من الداخل "...

... لقد ضيقت عيني وحاولت رؤية ما وراء الباب الزجاجي ، على الجانب الآخر من الباب المعتم كان هناك سلك ملفوف حول مقبض الباب ، وعلى جانبي الباب ، كان هناك عدد لا يحصى من الخدوش الغامضة على السطح الزجاجي ، الزجاج كان مخدوش كما لو كان أحدهم يرغب بتمزيقه ، وأسفله كان هناك بعض البودرة البيضاء ، وكانت هناك حتى سوائل بنية جافة على الجدران والأرضية ، إنها ليست بقع دماء ، أليس كذلك ؟...

... " يا إلهي ... ما حدث هنا بحق خالق السماء ؟"...

... تراجعت عن الباب ، وعندما أدرت رأسي ، رأيت العداد إلى الجانب ، لقد تم إغلاق نافذة العداد بإحكام ، وأيضًا تم خدشها وتغطيتها بمسحوق أبيض ....

... " أهذا هو الحجر الجيري* ؟" أملت رأسي بحيرة ....

...(الحجر الجيري أو الحجر الكلسي هو حجر رسوبي ناشئ من رواسب أحياء مائية متكلسة كالمرجان والمنخربات والرخويات وكذلك على أحبار وقواقع بحرية:)...

...

...

... لكن ما كان المسحوق لم يكن مهمًا ، لقد كنت مرهقًا ومصاب أيضًا ، وكان جسدي المبلل يرتجف بعنف ، وامتلأ حذائي بالرمال ، وكل خطوة كنت أقوم بها تؤلمني كما لو أن قدمي تتمزق ، كانت المباني في هذه الجزيرة بعيدة عن بعضها البعض ، ولم أستطع تحمل تكاليف البحث عن مكان آخر للاحتماء به ....

... " بالإضافة إلى ... يمكن مقاضاتي بتهمة التعدي على ممتلكات الغير إذا دخلت مبنى عشوائي ، لكن رئيس القرية سيفهم ،" فكرت ....

... غادرت المدخل الرئيسي وسرت إلى الجزء الخلفي من المبنى ، وكان مليئ بالزجاج المكسورة وأواني الزهور المقلوبة والنباتات البرية ، وفي وسط كل ذلك كان هناك درج قديم إلى الطابق الثاني ، قمت ببسط ذراعي تحت المبرد التبخيري المتسخ ....

... " وجدته "...

... أخرجت المفتاح ، كان هذا هو المفتاح الرئيسي الذي يمكن أن يفتح جميع الأبواب في الفندق ، بما في ذلك مخرج الطوارئ السري الذي لم يكن قيد الاستخدام حاليًا ، وكانت مجموعة السلالم أمامي هي درج الطوارئ الذي يؤدي إلى الطابق الثاني من الفندق ، لكن رئيس القرية ، صاحب النزل ، كان شديد الحذر ، وقام بتكديس الأجهزة القديمة الغير صالحة للاستعمال وما شابه ذلك أمام المخرج ، مما يجعل المسار السري غير مرئي تمامًا من داخل المبنى ....

... كان شخص ما قد عقد سلكًا حول باب المدخل ، لكن كانت هناك احتمالات ، أنا سأكون قادرًا على فتح هذا الباب السري طالما كان لدي المفتاح الرئيسي ....

... " يقولون عندما يغلق باب ، باب آخر يفتح " ابتسمت ....

... الحمدلله أن رئيس القرية أخبرني عن المكان الذي احتفظ فيه بالمفتاح الرئيسي عندما ثملنا مع بعضنا البعض ، ويقولون أن المعرفة قوة ....

... " سامحني أيها الرئيس ، أعدك بأنني لن أحدث فوضى وسأرد لك المال في المرة القادمة "...

... ضغطت على المفتاح الرئيسي بباب الفندق وصعدت السلم ....

... صرير ... صرير ... صرير ......

... صرخت السلالم القديمة من وزني ، وزحفتُ عمليًا صعودًا السلم ووصلت أخيرًا إلى مقبض الباب الصدئ ....

... كليك ....

... جيد ، تنهدت بارتياح عندما فتح الباب ، كما توقعت ، أنقذ المفتاح الرئيسي اليوم ....

... صرير ....

... عندما ضغطت على الباب المفتوح ، قاومت الأحمال الثقيلة المكدسة خلفه ، كالعادة ، لابد أن رئيس القرية جمع كل أنواع الأشياء خلف الباب ....

... " إذا كان هناك حريق في أي وقت ، كل شيء سوف يشتعل "...

... بينما كنت أتمتم ، أستندت على الباب وضغطت بجسدي البائس لأدخل من الفتحة الضيقة ....

... سواا ....

... كانت العاصفة المطيرة لا تزال مستعرة بالخارج ، وتركت الطبيعة الأم القاسية ورائي ورحبت بالحضارة التي أمامي ، كان الدخول إلى الفندق المتهالك كافيًا ليجعلني أشعر أنني قد حققت الخلاص ....

... أولاً ... دعنا نذهب لإيجاد غرفة ، ولأدفئ نفسي ، وأخذ قسطًا من النوم ......

...هذا كان كل ما يمكنني التفكير فيه في تلك اللحظة ....

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon