٩

الفصــ 9 ــل  .

“ ما هو شعورك اتجاهها ؟"

" ماذا تقصد ."

سأل لوكاس سؤاله بهدوء  لإستين ، الذي كان جالسًـا و متكئً على ظهره بذالك الـكرسي قديم الطراز ، و مستند ذقنه على أصابع يديه واضعًـا ذراعه على مسند الكرسي الذي كان على شكل نسر منقوش على الكرسي و كان يفكر في شيء مـا .

أحدث هذا السؤال بمثل تموجات حـجرًا أُلــقي في بحيرة هادئة .

إستين ، الذي فهم سؤال لوكاس له لكن على الرغم من فهمه لهذا السؤال لم يجبه ، و من ثم أغمض عينيه للحظة .

لقد شعر بذلك أيضًا عندما أخذها من دار الأيتام ، لكن هذه الطفله لاتزال صغيرة وخفيفة جدّاً .

كانت أقدام هذه الصغيرة التي وقفت على الأرض مذهلة ، لدرجة أنني تساءلت كيف يمكنها الوقوف على ساقيها وهي تبدو وكأنها سوف تنكسر إذ حاولت لمسها  .

عندما شاهدت أبنائـي الثلاثة وهم يكبرون أمام عينيّ ، كنت فخورًا بهم عندما أظهروا لي أنهم يستحقون أسم عائلة كونِلر ، ولكن هل كان هناك وقت شعرت فيه بالفخر لمجرد رؤيتهم واقفين أمامي ؟

جلب هذه الطفله ، التي ترفرف مثل بتلة الزهور الصغيرة ، هي سوف تجلب اضطرابات أكثر مما كنت أتوقع إلى قصر .

" ربما لأنها مازالت طفـلة  صغيرة جدًّا ."

بدأ تعبير إيستين الشحاب ، الذي كان يفكر مطولًا ، قد هدئ للحـظة ، لكنه بدأ بعد ذلك وجهه يتصلب بهدوء ولكن بسرعة .

بدأ مثل حجر أُلــقي في بحيرة هادئة .

' لكن لماذا … .’

عندما إلتقت رموشه السوداء الطويلة بظلال بعضها البعض حول عينيه ، قد عاد ذالك الجوء الشرير  .

لوكاس ، الذي لم يلاحظ هذا الجو بينما كان يستعد لأستكمال حديثه مع إستين وهو بالخلف ، حتى استأنف المحادثة بشكل هزلي .

" أوه ، هل تتجنب الإجابة على سؤالي ؟"

" ليس لدي أي فكرة عما تسألني عنه ."

إجابهَ إستين لكلمات لوكاس المرحه بصوت يبدو بأنه لا يحوي على أي عاطفة .

" الآنسة ماري ."

" في الواقع ، كانت لطيفه ."

" هاه ؟"

" في بعض الأحيان عندما اقابلها ، أرى حواف يديها و عينيها الحادة ، تبدو وكأنها قطة صغيرة حقيقية ."

إستين الذي باشر بالتفكير بشكل ماري اللطيف عند كلمات لوكاس ، وقف ونظر إلى لوكاس بتعبير غاضب مما جعل لوكاس يرتجف .

لقد كان من العار تقريبًا أن ماري لم تتمكن من إظهار جانب قطتها الضالة و  المتمردة أمام إستين .

" كان من الممتع رؤيتها  تشعر بالحرج عندما رأت الدوق  ."

حسناً ، لقد كانت محرجه بما فيه الكفاية  .

بالتفكير في اللقاء بين الأب وابنته سابقًا ، ابتسم لوكاس مرة أخرى .

لقد كان حقًا أجمل وأظرف لقاء على الإطلاق .

اقترب لوكاس من إستين ، الذي كان يتظاهر بعدم ملاحظة ذلك ، وقال له أكثر مما يريد أن يسمع .

" اوه للااا ، لقد ربت على رأسي ."

" إذا كُـنت ستتحدث عن الهراء فقط ، فما عليك سوى إبقاء فمك مُـغلقًا ."

إستين ، الذي أدرك أن لوكاس كان يحاول أن يسخر منه ، شدد تعبيره الذي استرخى للحظات .

وذلك لأنه بمجرد عودة سماع إستين للوكاس ، قال لوكاس شيئًا ما وهو يبلغ عن حالة ماري الحالـية .

" الآنسة ماري تتعامل حاليًا بشكل جيد في القصر ."

ربما لأن بونيتا تعتني بها جيدّاً ، فقد أشرقت تعبيرها كثيرًا هذه الأيام .

لا تزال تبدو وكأنها قطة حذرة ، لكن هذه الأيام ، لا تقول أي شيء عندما أربّت على رأسها لأنه أصبحت أقرب إليّ قليلاً .

" في مثل هذه الأوقات ، أشعر حقًا وكأنني مالك لـقطة لطيـفه !"

إذا كنا سوف نسميه تقريرًا ، فهو مليئ بالتباهي بمدى قربه من ماري .

قالت ماري إنها لا تحب أن يلمسها أحد باستثناء بونيتا التي اعتنت بها جيدًا .

كانت هناك إشاعة تدور في قصر كونِلر مفادها أن ماري مثل قطة تشعر بالحرج عند يلمسها أحد سراً .

لذا لوكاس ، الذي سمحت له ماري بالتربيت على رأسها ، يُـصبح فخورًا بأنه يكون بجوار بونيتا عندما يتعلق الأمر بماري .

" أعتقدت أنك سوف تصبح متحمس جدًّا ؟"

لم يُجب إستين على سؤال لوكاس ، لكن قد عبسَ بـحاجبه الأيسر كما لو أنه سمع شيئًا من الهراء .

ترك إستين لوكاس المُبتسم ووقف أمام النافذة الضخمة .

وقبل أن يعلم ، كانت الطفلت التي خرجت سابقًا موجودة في الحديقة ، تحمل كرة سوداء و ترميها بمفردها .

مشهدها وهي ترمي الكرة على الأرض و تركض خلفها كان أمر رائع تمامًا … لقد كان مضحكًا .

إذا كان هناك أي نفاد صبر خلال الوقت الذي أمضيتها في محاولة العثور على هذه الطفله ، فلم يكن ذلك بسبب عدم إمكانيتي للعثور عليها ، كان سبب غضبي من عدم مقدرة عائلة كونِلر من إجادها  .

ولكن بعد سماعي لتلك الطفله وهي تسألني لماذا أتت الآن  .

منذ أن رأيت بأم عينيّ أن هناك طفله مرميه في ذلك المكان  .

وبعد أن رأيت الطفله تتحرك  بـ صعوبة بجسمها الصغير والخفيف .

حتى أتاني قليل من الشعور سخيف يجعلني ألوم نفسي ، كان ينتشر في عقلي ، تساءلت ماذا لو لم أتمكن من العثور على طفلتي عاجلاً .

إذا تأخرت قليلاً فقط ، فماذا سوف يحدث لطفلتي ؟

هذا القليل من الشعور لسوف يقودني إلى الجنون حقًا .

" هل مازلتم تبحثون عن مدير دار الأيتام ؟"

" أجل ، ولكن لا أحد يعرف عن وجود دار الأيتام  . كان السكان المحليون فقط يعرفون بوجود دار للأيتام ، لكنهم لم يعرفوا تفاصيل وضعهم الداخلي ."

"ويبدو أن الأشخاص الذين تحدثوا مع المدير هم أشخاص قاموا بالمقامرة معه في القرية الموجودة أسفل الجبل ، لكنهم لم يعرفوا حتى أصغر التفاصيل ".

" على أية حال ، هم رفاق مقامرة ."

" لأن المال هو كل شيء بالنسبة لهم ."

" الم تعرف شيئًا عن من يقوم بتمويل المال إلى دار الأيتام ؟"

" لا أعتقد أنه موجود داخل إمبراطورية بريطانيا ، لذلك أنا أبحث حاليًا في إمبراطورية لارفيان أيضًا ."

أصبح وجه لوكاس المُـشرق دائما ، يـعمه الصمت الهادئ .

تشوه تعبير إستين المريح أيضًا في لحظة ، وأصبح غضبه سريعًـا على وجهه .

يجب أن نجد ذلك المدير .

لدي الكثير من الأشياء التي انا بحاجة لطرحها على هذا اللقيط .

وخططت لإرجاع الألم الذي عانت منه طفلتي ألف مرة .

***

بينما كنت أغادر مكتب الدوق إستين وأعود إلى غرفتي ، أومأت برأسي موافقه على اقتراح بونيتا بأنه بما أن الطقس يبدو لطيفًـا ، فيجب أن أستمتع باللعب في الخارج لفترة من الوقت .

بدت بونيتا قلقة بعض الشيء ، لكنني طمأنتها بالتلويح بذراعيّ .

لدي القدرة على التحمل لتسلق الجبل والنزول منه ، فما المُخيف في اللعب بالخارج قليلاً ؟

أحضرت بونيتا كرة سوداء ناعمة المنظر ، اخبرتني ان شقيقي الأصغر كان يلعب بها وأعطتني إياها .

كان من الصعب اللعب بمثل هذه الألعاب الفاخرة في دار الأيتام .

وبما أنه لم تكن هناك ألعاب ، فربما لعبت بجسدي أكثر .

من المؤسف أن الأمر كان ينتهي بقتال .

وعندما قذفت الكرة الخفيفة قليلاً عن الأرض ، ارتفعت إلى أعلى أكثر مما توقعت .

" كما هو متوقع ، هذه لعبة أغنياء  … .’

" انســتي ! "

" لا تذهبي بعـيدًا !"

كانت بونيتا ، التي قالت إنها المرة الأولى التي تعتني فيها بـ " فـتاة " في عائلة كونِلر ، مفرطة في حمايتي بشكل خاص .

حسنًا ، بالطبع ، لا أستطيع التغلب على اللياقة البدنية لصبيان في هذه العائلة ، لكن حتى بالنظر إليها ، لقد اذقتهم بما يسمى بـ " بوووم " في دار الأيتام .

لقد كانت قبضتي النارية لدار الأيتام  … .

نظرت إلى يدي التي وضعتني في الذكريات للحظة .

ذكريات الماضي .

ولهذا السبب أظهرت قبضتي لبونيتا وأخبرتها ألا تقلق ، لكنها لم تستطع التخلص من قلقها ، ربما لانني أُحضرت إليها  وانا فاقدة للوعي .

على الرغم من أن بونيتا ضحكت وقالت إن قبضة الانسه صغيرة جدًا .

كان لوكاس خائفًا جدًا مني لدرجة أنه حاول وضع قبضتي في فمه وسحبتها .

ليس الأمر وكأنني لا أفهم مخاوف بونيتا على الإطلاق ، لذلك أومأت برأسي وركضت إلى حيث تدحرجت الكرة .

" لقد ذهبت إلى أبعد مما كنت أتوقع ."

وبينما كنت أشق طريقي عبر أغصان الأشجار ، رأيت الكرة ملقاة حول الشجيرات .

حاولت بسرعة الحصول على الكرة ، لكنني لم أتمكن من التحرك كما لو كانت ساقاي اصبحتا متجمدتين .

وبجانب الكرة يوجد شيء مشابه لتلك الكرة …  لأن له أربعة أرجل مغطاة بالفراء الأسود .

' كلب ؟'

رفعت عينيّ قليلاً إلى الأعلى فرأيت شيئاً كبيراً على شكل كلب أسود .

لو كنت في حياتي السابقه كنت سوف اسميه كلب … لكن سوف يبدو الأمر صغيرًا عليه .

عندما وقف ، كان كبيرًا مثل رجل بالغ .

" هل يجب أن أعود وأخبر بونيتا ؟"

تساءلت عما إذا كان كلبًا نشأ في قصر كونِلر ، ولكن بعد ذلك تبادرت كلمات لوكاس في عقلي بشأن عدم تربية الحيوانات هنا على الإطلاق .

ثم فكرت أنني يجب أن أخبرهم عن شكل الحياة الموجود بهذه الغابة .

إلا أن ساقايّ ، التي بدت أنها تجمدت منذ لحظات ، لم تتحركا ، ولم أتمكن من النظر بعيدًا عن الكلب الضخم .

لم ينظر الكلب الضخم بعيدًا عني وظل يحدق بي .

مرت اللحظات ببطء .

كم من الوقت مضى ؟

فجأة ، بدأ ذيل الكلب الضخم بالدوران .

' مالـ ــ ذي يفعله … "

" الا يعبر هذا عن سعادته  ؟"

شيء ما يجعلني  … أشعر وكأنه ودود هل يمكنني أن أقترب قليلاً ؟

لقد قام بتدوير ذيله بقوة لدرجة أن الذيل الدوار قد يتسبب في دوران كرتي لأعلى قليلاً .

عند إلقاء بعض النظرات إليه  ، لا يبدو أنه حيوان خطير … .

فجأة. ، كما لو أنني قد تحررت من تمثال الثلج ، تفكك جسدي المتجمد وحاولت الاقتراب من الكلب .

" مــاري !"

في اللحظة التي نظرت فيها بعيدًا متفاجأة لسماع صوت بونيتا ، اختفى الكلب كما لو كان خيـالًا .

مشيت مجتهده إلى المكان الذي كان يقف فيه الكلب والتقطت الكرة التي سقطت .

وبينما كنت أمسك الكرة وأنظر نحو المكان الذي كان الكلب فيه ، جاءت بونيتا وهي تركض نحوي .

" اخبرتك ألا تذهبي بعيدًا! "

"  اوه اوهه فقط ."

استدار جسدي عندنا تم جرّي من يدي من قِبل بونيتا .

لسبب ما ، شعرت أنه لا ينبغي لي أن أُحدث بونيتا بشأن الكلب الأسود ، وعندما سألتني بونيتا عن سبب مجيئي إلى هنا ، أبقيت فمي مغلق وهززت رأسي .

" ما كان ذلك الكلب ؟"

لا أستطيع أن أشرح ذلك لنفسي حتى ، أنا التي عشت  طوال حياتي كـحمقاء  … شعرت أنني لا أستطيع معرفة ماهو ولما هو هناك .

عمــل عــلى الفصــل :    𝒻𝑒𝒻𝑒

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon