يتبع

"رغد ... أخبريني ماذا حدث ؟ هل رأيت حلما مزعجا ؟؟"

اندفعت و هي تقول كلماتها هذه بشكل مبعثر و مضطرب .... و بمرارة و حزن عميقين

"لماذا ليس لدي أم ؟

لماذا مات أبي ؟

هل الله لا يحبني لذلك لم يعطني أما و لا أبا ؟

هل صحيح أن هذا ليس بيتي ؟

أين بيتي إذن فأنا أريد أن يصبح لدي غرفة كبيرة و جميلة مثل غرفة أسماء "

طوقت الصغيرة بذراعي و جعلت أمسح رأسها و دموعها و أهدئ من حالتها

لم أكن أتخيل أن مثل هذه التساؤلات تدور في رأس طفلة صغيرة في السادسة من العمر ...

بل إنها لم تذكر لي شيئا كهذا من قبل رغم ثرثرتها التي لا تكاد تنتهي حين تبدأ ...

صغيرتي رغد ! ما هذا الكلام ! من قال لك ذلك ؟"

" أسماء دائما تقول هذا ... هي لا تحبني لا أحد يحبني"

شعرت بالغيظ من أختي الشقية ، في الغد سوف أوبخها بعنف . قلت محاولا تهدئة الصغيرة المهمومة

"رغد يا حلوتي . دعك من أسماءفهي لا تعرف ما تقول ، سوف أوقفها عند حدها أبي وأمي هما

أبوك وأمك "

قاطعتني

"غير صحيح ! لا أم ولا أب لدي و لا أحد يحبني"

"ماذا عني أنا وليد ؟ ألا أحبك ؟ اعتبريني أمك و أباك و كل شيء"

توقفت رغد عن البكاء و نظرت إلي قليلا ثم قالت:

" و لكن ليس لديك شارب" !

ضحكت ! فأفكار هذه الصغيرة غاية في البساطة و العفوية ! أما هي فقد ابتسمت و مسحت دموعها

قلت:

" حين أكبر قليلا بعد فسيصبح لدي شاربان طويلان كما رسمت ! أنسيت !؟ "

ابتسمت أكثر و قالت:

" و هل ستشتري لي بيتا كبيرا فيه غرفة كبيرة و جميلة تخصني ؟"

ضحكت مجددا ... و قلت:

"نعم بالتأكيد ! و تصبحين أنت سيدة المنزل" !

(رغد ) ابتسمت برضا و عانقتني بسرور

"أنا أحبك كثيرا يا وليد ! و حين أكبر سآخذك معي إلى بيتي الجديد" !

اللعب هو هواية الأطفال المفضلة على الإطلاق ، و لأنني ( وليد الكبير ) و لأن أسماء هي ( الطرف

المعادي ) فإن رغد لم تجد من تلعب معه في بيتنا هذا غير سامر !

كثيرا ما كانا يقضيان الساعات الطوال باللهو معا ، ربما كان هذا متنفسا جيدا للصغيرة.

عندما كانت رغد تسكن غرفتي كانت كلما بقيت في الغرفة لسبب أو لآخر ، أنت هي الأخرى و

عكفت علی دفتر تلوينها بسكون.....

كنت أستذكر دروسي و ألقي عليها نظرة من حين لآخر ... و كان ذلك يسعدني...

بعد أن استقلت في غرفتها ، لم أعد أراها معي

كانت كثيرا ما تقضي الوقت الآن مع سامر في اللعب!

وفي أحد الأيام ، عدت من المدرسة ، وحين دخلت البيت وجدت( رغد ) تشاهد التلفاز

" رغد ! لقد عدت " !

وفتحت ذراعي ، فهس معتادة أن تأتي لحضني كلما عدت من المدرسة ، كأنها تعبد عن شوقها و افتقادها لي ...

ابتسمت. ( رغد ) ثم قفزت قاصدة الحضور إلي ، وفي نفس اللحظة دخل شقيقي سامر الى نفس الغرفة وهو يقول : اصلحته يا رغد ! هيا بنا "

وبشكل فاجأني ولم أتوقعه ، استدارت رغد  الى سامر وركضت نحوه ، وغادرا الغرفه سويا ....

ذراعاي كانتا لا تزالان معلقتين في الهواء .... بانتظار الصغيره رغد ......

...نظرت من حولي أتاكد من أن أحدا لم ير هذا ... قد يكون موقفا عاديا لكنني شعرت بغيظ وغيرة وخيبة لحظتها ... ما الذي يشغل ( رغد ) عني ؟؟...

...لحقت بالاثنين ، فرايتهما يركبان دراجة سامر التي يبدو ان خللا كان في أصابها مؤخرا وأصلحه سامر قبل قليل ......

...كانت( رغد ) في غاية السرور وهي تجلس على مقعد خلفي ، وسانر ينطلق بدراجته الهوائية مسرعاا ........

...ذهبت إلى غرفتي واستلقيت على سريري واخذت أفكر .......

...مؤخرا ، ظهرت أمور عدة تشغل رغد ... كا لمدرسه والواجبات المدرسية وصديقاتها الجدد ... وفاتر تلوينها الكثيرة .... واللعب مع سامر !...

...طردت الأفكار التي استتفهتها فورا من رأسي وانصرفت إلى أمور أخرى ......

...إنها السنه الأخيرة لي في المدرسة الإعدادية و والدتي تعمدت إبعاد (رغد) عني قدر الإمكان لأتفرغ لدراستي ....

...رغد ... رغد ... رغذ !...

...لماذا لا استطيع طردها الآن من رأسي ؟؟ إنها طفله مزعجه لا تخب غير اللعب والعناية بها كانت مسؤولية كبيرة ومضجرة ألقيت على عاتقي وها أنا حر أخيرا !...

...في الواقع ، ظل التفكير بهذه الصغيرة يشغلني طوال ذلك اليوم ... لم أستطع التركيز في الدراسة ،...

...وقبيل غروب الشمس قررت القيام بجولة في الشارع على الأقدام ، علني أطرد رغد من دماغي ......

... كان لطيفا ونساماته عليلة وقد استمتعت بنزهتي الصغيرة ......

الجديد

Comments

𓅋➴𓆩𝔍𝕆ـᬼ⑅⃝🇾🇪𝕂𝔼ℛ𓆪🖤

𓅋➴𓆩𝔍𝕆ـᬼ⑅⃝🇾🇪𝕂𝔼ℛ𓆪🖤

شكرا على دعمك. اختي

2025-01-23

1

꧁♡ᵗ𝘢ˢ𝘯ⁱ𝘮♡꧂

꧁♡ᵗ𝘢ˢ𝘯ⁱ𝘮♡꧂

حلو 👍🏻استمر يا اخي القصه إبداااااع ✨️✨️✨️

2025-01-23

6

الكل

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon