الطبيبة اليس
...[إنَّها حالةُ طوارئ! حالةُ طوارئ!]...
...ارتدَّ صدى صوت القبطان المرتجف في أرجاء الطائرة....
...[أيُّها الرُّكَّاب، طائرتُنا الآن قد انحرفت عن مسارها الجويِّ بسبب خللٍ غيرِ معروفٍ في هيكل الطائرة!]...
...كــوووااع!~...
...في اللحظة التي قال فيها ذلك، دوّى صوتُ انفجارٍ هائلٍ من أحد جانبي الطائرة. بدا وكأنَّ شيئاً ما قد انفجر!...
...تحوَّلت طائرة الكونكورد الضخمة إلى ساحة من الفوضى خلال لحظات....
..."آآآآه!!"...
..."أنقذوني! آآه!!"...
...[أيُّها الرُّكَّاب، المُحرِّك الرئيسي قد توقَّف عن العمل. استعدُّوا فوراً للإخلاء الطارئ. أُكرِّر، استعدُّوا فوراً...]...
...تحوَّلت وجوه جميع الرُّكَّاب إلى بيضاءَ شاحبة، وكأنَّ أرواحهم قد خرجت....
...إخلاءٌ طارئ؟...
...لكن الطائرة الآن تُحلِّق فوق وسط المحيط الهادئ، على ارتفاع عشرة آلاف متر!...
...إن قفزوا من هنا، فالموتُ محقَّق....
..."آآه! أنقذوني! لا يمكنني أن أموت هكذا!"...
..."أمِّي! آآه!"...
...راح الرُّكَّاب يصرخون من شدَّة الذُّعر والخوف من الموت المُحدق....
...وفي تلك اللحظة تحديدًا......
...قبضت امرأة كوريَّة كانت جالسة في مقاعد رجال الأعمال على قبضتها بقوة....
...'إخلاءٌ طارئ؟! لا يُمكن النَّجاة من قفزةٍ كهذه من هذا المكان!'...
...ارتجف جسدُها....
...'لا! لا يمكنني أن أموت هكذا مرة أخرى! لم أذق طعم السَّعادة في هذه الحياة أيضًا! كنتُ على وشك أن أبدأ حياةً سعيدة!'...
...كانت اسْمُهَا: سُونغ تشِي هِيُون....
...جرَّاحةٌ بارعة، وأصغر أستاذة في كليَّة الطب بجامعة سيؤول. كانت عبقرية بكلِّ ما تعنيه الكلمة....
...'لقد عملتُ بجدٍّ حتى الموت! كنتُ على وشك أن أُكفِّر عن أخطاء حياتي السابقة!'...
...لقَّبها النَّاس بـ:...
..."الجراحَة المُتفوِّقة"...
..."الجراحَة العظيمة"...
..."عبقرية نادرة الوجود"....
..."وحش في هيئة إنسانة"....
...ولها من الألقاب ما لا يُحصى....
...لكن، ما الفائدة من كلِّ ذلك؟...
...إنَّها على وشك الموت الآن....
...'كنتُ أتمنَّى أن أعيش حياةً سعيدة هذه المرَّة...'...
...انهمرت الدّموع من عينيها....
...إنَّه الموت العبثيُّ الثَّاني في حياتها....
...رأت حياتيها السَّابقتين تمران أمام عينيها كأنهما فيلم قصير....
...الحياة الأولى لم تكن في هذا العالم، بل في عالمٍ آخر....
...اسْمُهَا كَانَ: إليس دِي رونالد...
...وُلِدَتْ فِي أُسْرَةٍ نبيلةٍ، ووصلت إِلَى مَقَام الإمبراطورة، لكنها عَاشتْ حياة مليئة بالجشع والغيرة، وارتكبت كُلَّ أَفْعَال الشر، حَتَّى نَالَتْ جَزَاءَها: الإِعْدَام....
...'لِمَ عشتُ بتلك الطَّريقة؟'...
...إنَّه ماضٍ مظلمٌ تكره حتى مجرد تذكُّره....
...لم تعُد تستطيع لقاءَ أولئك الذين أساءت إليهم في تلك الحياة، لكنَّ قلبها لا يزال يشعر بالأسى تجاههم....
...وخاصة عائلتها....
...أحبّاؤها الذين فقدوا حياتهم بسببها....
...لو أُتيح لها لقاؤهم مرةً واحدة فقط......
...لكنَّه حلمٌ مستحيل....
...لقد بقي الذنب في قلبها كـجرح عميق....
...ثم جاءت الحياة الثانية....
...سونغ تشي هيون....
...ورغم ذلك، تخرَّجت مُبكرًا من مدرسة العلوم، ثم التحقت بجامعة سيؤول في تخصُّص الطِّب بتفوُّق، وتخرَّجت منها، وأصبحت أفضل طبيبةٍ في تخصُّص الجراحة، وأخيرًا أصغر أستاذةٍ في كليَّة الطِّب بجامعة سيؤول!...
...بذلت كلَّ ما بوسعها لتُكفِّر عن أخطاء حياتها الأولى من خلال إنقاذ حياة النَّاس....
...وأخيرًا، كادت أن تبدأ بتحقيق أحلامها، وأن تذوق طعم السَّعادة... ولكن الموت جَاء بَغتَةً!...
...وفي تلك اللحظة!...
...كــوووااع!!~...
...دوّى انفجارٌ آخر، واهتزَّت الطائرة بقوَّة!...
..."……!"...
...رائحةُ احتراقٍ خانقة بدأت تملأ المكان....
...شعرت بأنَّ الموت بات وشيكًا....
...حتى فكرة الإخلاء الطارئ لم تَعُد ممكنة....
...أغمضت عينيها بشدَّة من شدة الرعب....
..."آآه...!"...
...لكن، في تلك اللحظة الأخيرة، لسبب ما.......
...تذكَّرت فجأة أفراد عائلتها في حياتها الأولى، حين كانت "إليس"....
...والدها الصارم....
...أخوها الأكبر، كان يبدو قاسيًا، لكنه كان يُحبُّها بصدق....
...أُولئك الذين لم تُقدرهم حين كانوا معها. اشْتَاقتْ إِلَيْهِم.......
...ربَّما بسبب الذَّنب الذي اقترفته بحقِّهم؟...
...رغم مرور ثلاثين عامًا، لا يزال الحنين إليهم كأنَّه جرحٌ عميقٌ ....
...'لو كان بإمكاني رؤيتهم مرَّة أخرى... لو أنّ ذلك كان ممكنًا فقط...'...
...وفـجـأةً......
...فــلاش!!~...
...غمرها ضوءٌ شديدٌ مع صوت الانفجار....
...كان ذلك آخرَ ما تتذكَّره سونغ شي هيون....
...وهكذا... انتهت حياتُها الثَّانية....
Comments
بشاير بيشو
طيب التكمله وين ؟
2025-04-11
0