حتى لو رجعت بنت الشرير
...هل سبق لك أن تخيلت لحظةَ حياتك الأخيرة؟...
...ليلي فعلت ذلك....
...كثيرًا جدًا....
...في خيالها، كانت ليلي دائمًا تموت بسبب الشيخوخة....
...بعد عيش حياتها بالكامل، حتى تبلغ حوالي التسعين، فتغلق عينيها بسلام....
...كانت تتخيل ذلك اليوم بينما تعزف فرقةٌ موسيقية، دعتها خصيصًا للمناسبة، موسيقى هادئة وعذبة بجانب سريرها....
...و يحيط بها أبناؤها وأحفادها الذين يحبونها ويحزنون لفراقها……...
...“آآآه!”...
...……ولكن، يا له من فرق شاسع بين الواقع والخيال....
...جلست ليلي على حافة السرير، تنظر بغضبٍ نحو باب غرفة النوم المغلق بإحكام. وبدلًا من الموسيقى، سمعت صرخاتٍ مروعة خلف الباب جعلت شعر جسدها يقف من الرعب....
...'تسعين عامًا؟ أي تسعين!'...
...كانت ليلي الآن في العشرين من عمرها فقط، بل بالكاد مرت أيام قليلة على عيد ميلادها....
...'أبناء؟ أحفاد؟'...
...كيف لي أن أملك مثل هؤلاء!...
...قبضت ليلي بشدة على مفرش السرير بيدٍ مرتجفة. ووفي تلك الأثناء، خيم الصمت خلف باب غرفة النوم. و لم تعد تسمع الصرخات التي كانت تعذب أذنيها قبل لحظات....
...'لقد ماتوا جميعًا.'...
...كانت تتوقع ذلك……لكن……...
...في اللحظة التي أظلمت فيها عيناها الخضراوان بالحزن، فُتح باب غرفة النوم....
...كان صوت فتح الباب في غاية السكون، ربما بفضل الخادمات اللاتي كن يحرصن دائمًا على دهنه بالزيت....
...لم يصدر أي صوتٍ معدني ولو بسيط عندما فُتح الباب الكبير بالكامل....
...حدقت ليلي بترقب مشوبٍ بالخوف نحو الباب....
...وعندما فُتح أخيرًا، ظهر في الغرفة رجل....
...'هل تجاوز العشرين بقليل؟'...
...بدا عمر الرجل قريبًا من عمر ليلي....
...كان طويل القامة بشكلٍ يجعل كل من يراه يضطر الى رفع رأسه للنظر إليه، ومع ذلك، كان وجهه أصغر من وجه شخصٍ بطول عادي....
...ملامح وجهه، التي بدت وكأنها محفورةٌ بعناية من قبل نحات استأجره الملك نفسه، كانت جميلةً للغاية، لدرجة أنها ملأت وجهه بالكامل دون أي فراغ....
...أما عن لون شعره وعينيه….....
...شعره كان أشقرًا أكثر لمعانًا من ضوء الشمس في منتصف النهار، وعيناه سوداء كأنهما من أفضل أنواع حجر السبج النادر....
...باختصار، كان الرجل وسيمًا. و بشكلٍ مذهل....
...لكن ما نفع كل هذا؟...
...كان هذا الرجل بمثابة ملاك الموت الذي جاء ليسلب حياتي....
...هل قيل يومًا أن المنجل الذي يحمله ملاك الموت الوسيم يسبب ألمًا أقل؟...
...لم تسمع قط بمثل هذا الكلام....
...بالنهاية، حتى لو كان الموت أقل إيلامًا، يظل الموت هو الموت....
...لم تكن ليلي تريد أن تموت....
...ليس في هذا العمر، ولا بهذه الطريقة، أبدًا....
...تقدم الرجل بخطوات ثابتة بفضل ساقيه الطويلتين—حتى ساقاه كانتا طويلتين في هذا الموقف—ووقف في منتصف غرفة النوم. ...
...ثم توقف لبرهةٍ وسألها....
...“هل أنتِ ليلي هيلدغار؟”...
...عند هذا السؤال السخيف، أطلقت ليلي ضحكةً ساخرة وأجابت....
...“لقد أتيت عند الشخص الخطأ.”...
...“لا، أظن أنني لم أخطئ.”...
...'يعرف كل شيء ومع ذلك يسأل!'...
...عضت ليلي على شفتها. ...
...بالطبع، لم تكن تتوقع حقًا أن تنجح كذبتها. فمن المستحيل أن يكون هذا الرجل قد اقتحم المكان دون أن يحفظ ملامحها عن ظهر قلب....
...شعرت ليلي بالغضب لأنها كانت موضع سخرية، لكن هذا الشعور لم يدم طويلاً....
...وبسرعة، تحدثت قبل أن يقرر الرجل أن يرفع سيفه نحوها....
...“لديّ ما أقوله.”...
...“وصيتك؟”...
...“شيء من هذا القبيل……”...
...“قولي.”...
...'إنها ليست وصية!'...
...بلعت ليلي كلماتها الغاضبة ثم فتحت فمها لتتكلم....
...“أرجوكَ……دعني أعيش.”...
...“لا أريد.”...
...“انتظر، استمع لي أكثر قليلاً!”...
...ما هذا الطبع العجول؟...
...شعرت ليلي باضطراب، وبدأت تتحدث بسرعة....
...“أقسم أنني لن أفكر أبدًا في الانتقام منك. الأشخاص الذين قتلتهم لم تكن بيني وبينهم أي علاقةٍ جيدة، بل كانت علاقاتنا سيئة للغاية.”...
...“…….”...
...“بمعنى آخر، إذا أبقيتني على قيد الحياة، فلن تواجه أي عواقب سيئة.”...
...“….…”...
...“إذاً، ألا يمكنكَ أن تبقيني حية؟”...
...“هل تريدين البقاء على قيد الحياة بشدة؟”...
...'هل سيسمح لي بالعيش؟'...
...اتسعت عينا ليلي بلهفة....
...“نعم!”...
...“إذاً، أفرغي جسدكِ تمامًا من دماء عائلة هيلدغار.”...
...“….…”...
...عادت عينا ليلي إلى حجمهما الطبيعي....
...“إذا فعلتِ ذلك، سأبقيكِ على قيد الحياة.”...
...بل أصبحتا أضيق مما كانتا عليه في أي وقت مضى....
...'أفرغ دمي؟ هذا……'...
...“هل يمكنك أن تقدم لي عرضًا توضيحيًا أولاً؟”...
...“هل انتهيتِ من وصيتك؟”...
...إذًا، كان يقصد فقط أن أموت!...
...'هل يلعب بالكلمات مع شخص يائس؟ يا له من شخص سيئ الطباع!'...
...شدت ليلي على أسنانها بغضب بشكلٍ غريزي، ثم صرخت....
...“لدي سؤالٌ متبقٍ!”...
...ظل الرجل صامتًا. فاعتبرت ليلي ذلك إذنًا بالمتابعة، فتابعت على الفور....
...“إذا……فقط إذا، كنت قبل عشر سنوات قد حاولت منع ‘ذلك الحدث’ وموتكَ……”...
...“ذلك الحدث”وموته....
...لم يكن لدى ليلي أي قوةٍ لمنع أي منهما....
...لا في الماضي، ولا في المستقبل……ولن تمتلكها أبدًا....
...لذلك، السؤال كان عن المحاولة وليس النجاح....
...“لو كنت قد حاولت، هل كنت ستتركني أعيش الآن؟”...
...“إذا كنتِ قد حاولتِ وفشلتِ في منع ذلك، إذًا لا.”...
...“فهمت……”...
...عند الإجابة القاطعة، أومأت ليلي برأسها....
...إذاً، مجرد “المحاولة” لا معنى لها....
...'كما توقعت، لا داعي حتى للمحاولة.'...
...لم تكن تنوي المحاولة من البداية، لكن سماع الإجابة جعل قرارها أكثر رسوخًا....
...بعد أن رتبت أفكارها، نظرت إلى الرجل مباشرة وتحدثت....
...“يا هذا.”...
...“……؟”...
...“أنت تعرف أن لديك شخصيةٌ سيئة، أليس كذلك؟ إذا لم تكن تعرف، فهذه فرصة لتعلَم. أنت مختلٌ اجتماعي.”...
...أن يظهر نفسه كأنه بطل ثم يطلب منها أن تفرغ جسدها من كل دمائها؟...
...'لقد كان لقاءً مزعجًا للغاية. لا أريد رؤيتهُ مرة أخرى!'...
...قبل أن يتسنى للرجل الرد على كلماتها، ابتلعت ليلي بسرعة الحجر الصغير الذي كانت تخبئه خلف لسانها....
...“كح!”...
...على الفور، أمسكت ليلي بصدرها و وقعت من السرير إلى الأرض....
...'هذا يؤلم!'...
...شعرت وكأنها ابتلعت كرةً من النار....
...فحلقها، و معدتها، و بطنها بدت وكأنها تشتعل واحدةً تلو الأخرى....
...هل من المفترض أن يكون الأمر مؤلمًا بهذا الشكل؟...
...لم أسمع أبدًا شيئًا كهذا....
...لكن إذا كان بإمكاني البقاء على قيد الحياة……...
...كانت الآلام شديدة لدرجة أن عينيها امتلأتا بالدموع....
...و من خلال رؤيتها المشوشة، شاهدت ليلي الرجل يقترب منها بسرعةٍ و هو يحمل سيفه....
...ولكن حتى مع ذلك……لقد فات الأوان بالفعل…….....
...سرعان ما خيم الظلام على رؤيتها....
...***...
...كانت ليلي ابنةٌ شريرة قاسية القلب لا تعرف الرحمة....
...ومن هذه الحقيقة فقط، نشأت كل تعاستها....
...“أبي، ما هذا؟”...
...كان ذلك في العام الذي بلغت فيه ليلي العاشرة من عمرها....
...أحضر والدها، الماركيز هيلدغار، صبيًا في مثل عمرها تقريبًا إلى القصر....
...“ليس شخصًا يستحق اهتمامكِ.”...
...لكن، كان من المستحيل تجاهله. فقد كان الصبي جميلًا جدًا ليُغفل عنه....
...على الأقل، أدركت ليلي منذ النظرة الأولى أن الصبي كان أجمل من أي دمية. و خفق قلبها، لكنها لم تتمكن من رؤيته مرة أخرى بعد اليوم الأول....
...ذلك لأن الصبي سُجن في زنزانة تحت الأرض على الفور....
...كانت ليلي تقترب يوميًا من مدخل الدرج المؤدي إلى الزنزانة تحت الأرض، لكنها كانت تتردد دائمًا وتتراجع. فقد رغبت بشدة في رؤية الصبي، لكنها لم تكن تملك الجرأة لزيارته في السجن من تلقاء نفسها....
...ثم، بعد حوالي أسبوع من وصول الصبي إلى القصر و أثناء تناول وجبة الإفطار، سمعت ليلي نبأ وفاة الصبي....
...“آنسة!”...
...فقدت ليلي وعيها فجأة، ولم تستيقظ إلا بعد ساعات....
...وفي ذلك اليوم، لم تستطع تناول أي شيء على الإطلاق....
...بعد ذلك بثماني سنوات، ضج العالم بأخبار عن ظهور بطل مقدر له أن يختم كيان الشر....
...كانت الأخبار مبهجة للجميع، لكن ليلي شعرت بقلق كبير بمجرد سماعها. ذلك لأن مظهر البطل الموصوف في الشائعات كان مطابقًا تمامًا لمظهر الصبي الذي أُحضر إلى القصر قبل ثماني سنوات وأعلن عن وفاته....
...حاولت ليلي بصعوبة أن تبوح بمخاوفها لمن حولها، لكنها لم تتلقَ سوى السخرية والضحك في المقابل....
...“شخص ميتٌ يعود للحياة؟ أي كتابٍ قرأتِه؟”...
...“هل تنامين جيدًا هذه الأيام؟”...
...“لا تخبري والدي بذلك، فهو يكره المجانين!”...
...“لكن هل كان هناك حقًا شخص في القصر يشبه ما تقولينه؟”...
...وبعد ذلك بسنتين بالضبط، تحققت مخاوف ليلي التي سخر منها الجميع واعتبروها أوهامًا....
...ظهر البطل، كما ورد في النبوءة، وختم كيان الشر وأنقذ العالم، ثم توجه إلى قصر هيلدغار....
...وهناك، وكأنه ينتقم لثأرٍ مضى عليه عشر سنوات، لم يترك أي كائن حي في القصر، حتى النمل....
...***...
...“هاه!”...
...فتحت ليلي عينيها ونهضت فجأة. ...
...كانت في غرفة نومها....
...'هل نجحت؟'...
...أسرعت نحو التقويم على الطاولة للتحقق من التاريخ، لكن ذلك لم يكن كافيًا لتطمئن. لذا بحثت عن مرآةٍ لتتأكد....
...حدقت ليلي في المرآة، تنظر إلى الفتاة الصغيرة بذهول....
...عشر سنوات....
...كان عمر الفتاة في المرآة يبدو تمامًا في هذا العمر....
...'تاريخ اليوم صحيح. لقد عدتُ. إلى الوراء، قبل عشر سنوات……'...
...ثم، لفّت ليلي جسدها على السرير وأحاطت كتفيها المرتجفتين بذراعيها....
...'لقد نجوت!'...
...حجر العودة....
...إنه كنز غامض، يُرسل الشخص الذي يبتلعه مباشرةً إلى الماضي إذا توفي الشخص الذي ابتلعه....
...ابتلعته ليلي في المستقبل. والآن، استفاقت في الماضي....
...“……من الجيد جدًا أنني أخفيته.”...
...كان حجر العودة من الغنائم التي نهبها الماركيز هيلدغار من أحد العائلات بعد تدميرها في الشتاء الماضي. لكن ليلي قامت بتبديله بآخر مزيف وسرقته في الخفاء....
...“كيف قمتُ بفعل شيء كهذا؟”...
...عندما تفكر في الأمر الآن، كانت فعلًا متهورةً للغاية....
...'على أي حال، كنتُ في حالةٍ من القلق، و كنتُ نصف مجنونة آنذاك……'...
...لمست ليلي صدرها وبطنها بلا وعي....
...الألم الشديد الذي شعرت به مباشرةً بعد ابتلاع حجر العودة اختفى وكأنّه لم يكن....
...فجأة، شعرت بالحزن. كانت أفضل سيناريوهات ليلي التي تخيلتها هي البقاء على قيد الحياة دون استخدام حجر العودة....
...كانت قد خططت لبيع الحجر وجني المال من خلاله……...
...'لكن بما أنني استخدمته بالفعل، فلا خيار آخر.'...
...هدأت جسدها المرتجف ثم نهضت من السرير....
...'وبالمناسبة، هناك الكثير من الأشياء التي يمكن بيعها هنا، لذا لا داعي للقلق!'...
...بحثت في غرفة الملابس حتى وجدت حقيبةً عادية قدر الإمكان، ثم جمعت المجوهرات الموجودة في الغرفة ووضعتها في الحقيبة. ثم أخفت الحقيبة تحت السرير وانتظرت حتى يحل الليل....
...و مع حلول المساء و ظهور القمر الخافت،...
...'وداعًا لك، أيها الشرير! و عائلتك التي بنيتها طوال حياتك! سأرحل، لذا حلوا مشاكلكم المستقبلية بأنفسكم!'...
...حملت حقيبتها وهربت في منتصف الليل....
...لم يكن الخروج من قصر الماركيز في وقتٍ متأخر من الليل صعبًا كما توقعت....
...عندما قدمت الحقيبة المزيفة إلى الجندي الذي كان يحرس الباب الخلفي، تجاهل وجود طفل صغير يرتدي قبعة وهو يمر، بعد أخذ المجوهرات المناسبة له و تظاهر بعدم ملاحظته شيئاً....
...بمجرد أن خرجت ليلي من قصر الماركيز، ركبت العربة واتجهت نحو الإقليم المجاور....
...بينما كانت في العربة، نظرت من النافذة وضحكت في نفس الوقت الذي شعرت فيه بأنفها يدمع....
...خفضت ليلي رأسها وضحكت وهي تبكي....
...'كنت يجب أن أفعل هذا من قبل.'...
...اجتاحها شعورٌ بالندم....
...'لو أنني هربتُ من البداية.'...
...كان الأمر سهلًا جدًا....
...تساءلت لماذا قاومت العيش في تلك العائلة الجهنمية، لماذا تحملت ذلك الكابوس بهذه الطريقة....
...“يا لغبائكِ!”...
...'لكن لا بأس. الآن يمكنني بدء حياة جديدة. فقد أصبحت أصغر سناً، ولدي الكثير من المال.'...
...احتضنت ليلي حقيبتها بإحكام....
...و عندما وصلت إلى الإقليم المجاور، قررت أن تقيم في نزلٍ لقضاء الليلة، بما أن الوقت كان متأخرًا....
...هل كان ذلك بسبب الحماس لحياتها الجديدة؟ عندما رتبت أمتعتها واستلقت على سرير النزل، لم تتمكن من النوم بسهولة....
...حاولت تهدئة قلبها المرتجف وأغمضت عينيها قسرًا....
...'إلى أين سأذهب؟ على أي حال، الهروب سيكون الخيار الأكثر أمانًا، أليس كذلك؟ لذا، غدًا سأذهب أولاً إلى العاصمة لصنع هويةٍ مزيفة……'...
...و في اليوم التالي، خرجت ليلي من النزل في الصباح الباكر وركبت العربة المتجهة إلى العاصمة....
...وبعد ساعة، ماتت....
...وكان السبب هو عملية سطو....
...______________________...
...ما امداها تفرح😭...
...المهم شخباركم طيبين ...
...هذي روايه لها مانهوا من زمان بدت بس بحاول الحقها واسبقها ان شاءالله 🙂↕️...
...المانهوا بنفس الاسم الانجليزي ...
...وطبعا خذيتها من روي خويتي هههععععهههه ...
...اي شي تبونه حتى لو ماعندكم شي حياكم تويتر او انستا ...
...تويتر: Dana_48i...
...انستا: dan_48i...
...Dana...
26تم تحديث
Comments
Kazoha
نحس عظيم
2025-01-20
0