الفصل 04

^^^الفصل 04^^^

^^^منذُ أن بدأتُ أناديه الشبح المتذمر، بدأ أن علاقتنا أصبحت أقرب بطريقة غير مرئية.^^^

^^^طلب مني أن أشتري خيطًا من أجراس الرياح. في كل مرة يأتي أو يغادر، كانت الأجراس ترنّ. أخبرني أن أتوقف عن الاختباء تحت الأغطية أثناء تغيير ملابسي.^^^

^^^احمرّ وجهي من الإحراج؛ لم أتوقع أن يعرف عن هذا السر الصغير.^^^

^^^عالم الأحياء كان واضحًا، أما عالم الأشباح فكان يملؤني بالفضول.^^^

^^^سألته إن كانت كل الرماد هنا قد تحول إلى أشباح، وإن كانوا جميعهم أحرارًا في الذهاب والإياب مثله. سألته أيضًا إن كان لدى الأشباح الآخرين آراء حول عزفي اليومي على البيانو.^^^

^^^قال، "الرماد هو الرماد، والأشباح هي الأشباح."^^^

^^^أخبرني أنه الشبح الوحيد الذي يمكنه دخول غرفتي والخروج منها، لكنه لم يفسر السبب.^^^

^^^أمرني بألا أسأل كثيرًا عن أمور الأشباح، وأن أركز على تدريبي على البيانو.^^^

^^^لم يكن يحب الحديث عن نفسه، لكنه كان مهتمًا بشكلٍ خاص بتجربتي لأداء فرقة مسرح الأحلام. في البداية، قدم ليّ بعض التوجيهات البسيطة، لكنه لاحقًا أنخرط في التخطيط والتصميم ليّ، وفي النهاية، قرر تغيير المقطوعة الموسيقية التي اخترتها بنفسه.^^^

^^^قال، "ما الذي كان يفكر فيه معلمكِ؟ هذه المقطوعة لا تظهر قدراتكِ على الإطلاق."^^^

^^^ثم أختار ليّ مقطوعة صعبة للغاية وأدّاها بنفسه.^^^

^^^كان أداؤه لا يُعلى عليه، لدرجة أنني قلتُ ذات مرة، "هذا البيانو المستعمل لا يليق بك، لا أستطيع حتى أن أتخيل مدى روعتك على بيانو شتاينواي."^^^

^^^أجاب بضحكته الباردة المعتادة وسؤاله الاستنكاري المألوف، "هل تعتقدين أن البيانو أهم من العازف؟"^^^

^^^"أمم، أليس لإنهما يكملان بعضهما البعض؟"^^^

^^^تمتمتُ بتلك العبارة.^^^

^^^صمت للحظة ثم قال، "أول بيانو ليّ كان من مكبّ نفايات."^^^

^^^"مكبّ نفايات؟"^^^

^^^هذه المرة، جاء دوري للدهشة، ناظرةً بإتجاه صوته بذهول.^^^

^^^شياو لانغ الذي أعرفه أتى من عائلة عريقة في الموسيقى، وُلِد كموهبة حقيقية.^^^

^^^كيف يمكن أن يكون حصل على بيانو من مكبّ نفايات؟^^^

^^^لكن قبل أن أتمكن من طرح المزيد من الأسئلة، عاد إلى طبيعته المتذمرة.^^^

^^^"هذا ليس من شأنكِ. حاليًا، الأمر الأهم هو أن تعزفي بأفضل ما لديكِ على هذا البيانو. عودي للتدريب!"^^^

^^^تحت إرشاده، أحرزتُ تقدمًا سريعًا. حتى معلمي كان مندهشًا وأستمر بالإشادة بي وكأنني فجأةً أكتسبتُ فهمًا عميقًا.^^^

^^^عندما أخبرتُه أنني سأغير المقطوعة المختارة، ظل صامتًا للحظة وذكّرني بأن تغيير المقطوعة قبل الاختبار بفترة قصيرة قد يكون مخاطرة.^^^

^^^لكن بعد سماع أدائي، أكتفى بقول أربع كلمات، "افعلي ما تشائين."^^^

^^^أخيرًا، كان الاختبار غدًا.^^^

^^^الشبح المتذمر رافقني في التدريب الأخير. قبل أن يغادر، ألقى غصنًا من زهرة الكيكوان على غطاء البيانو، مُتناثرًا بعض بتلاته.^^^

^^^(زهرة الكيكوان هي نوع من الزهور التي تنتمي إلى عائلة الأقحوان.)^^^

^^^"من أجلي؟"^^^

^^^"التقطته في طريقي. هناك الكثير منها حول الحي."^^^

^^^"حتى لو كان هناك الكثير، لقد خصصت هذا الغصن بالتحديد. من الواضح أنك تتمنى ليّ النجاح."^^^

^^^لم يُجاري حيلتي.^^^

^^^"هل يمكنكِ التركيز على الاختبار؟ هل أعددتِ بطاقة هويتكِ، وتذكرة الاختبار؟ ألا يُفترض أن تنامي مبكرًا قبل ليلة الاختبار؟"^^^

^^^سلسلة أخرى من الأسئلة البلاغية.^^^

^^^وراء نبرته الملحّة كان هناك شعور عميق بالاهتمام.^^^

^^^آخر مرة كان أحدهم يهتم بي بهذه الطريقة كان والدي.^^^

^^^فجأةً، شعرتُ بحرقة في أنفي. كان والدي يعمل بجد في المنزل ليتمكن من دفع تكاليف دروس البيانو. لم يكن يعرف حتى أنني أتقدم لاختبار فرقة مسرح الأحلام.^^^

^^^كنتُ خائفة من أن يُصاب بخيبة أمل، لذا خططتُ لأخبره فقط بعد أن أنجح.^^^

^^^انزلقتُ دمعة على وجهي قبل أن أتمكن من منعها، شعرتُ بلمسة باردة على خدي، كأن يدًا باردة تمسح دموعي.^^^

^^^كانت هذه أول مرة أشعر به فيها.^^^

^^^وضعتُ يديّ بسرعة على خدي، لكني لم ألمس سوى جلدي.^^^

^^^تلاشى البرد.^^^

^^^"أيها الشبح المتذمر، هل سأتمكن يومًا من رؤيتك؟"^^^

^^^همستُ.^^^

^^^رنّ جرس الرياح على غير المتوقع. كان يغادر دون كلمة كالعادة.^^^

^^^"أيها الشبح المتذمر!"^^^

^^^هرعتُ نحو الباب، لأجد شابة واقفة في الممر تنظر إليّ بدهشة.^^^

^^^كانت أنيقة وعصرية، بشعر مموّج على الطريقة الفرنسية وكعب عالٍ حاد.^^^

^^^تراجعتُ بسرعة إلى داخل الغرفة، لكنني نظرتُ من خلال ثقب الباب بدافع الفضول. راقبتها وهي تمشي برشاقة نحو باب شقة 502، أخرجت مفتاحًا وفتحته.^^^