^^^الفصل 06^^^
^^^ظننتُ دائمًا أن لقائي الأول مع جي يان شي كان عندما كنتُ في الثالثة عشرة من عمري، لكن في الحقيقة، كنا قد التقينا قبل ذلك بثلاث سنوات.^^^
^^^منذُ طفولتي، لم يكن لديّ أي أصدقاء، وكان جي يان شي أول صديق ليّ وأيضًا الوحيد.^^^
^^^على عكس الآخرين، لم يسخر مني لعدم وجود أم لديّ، ولم يصف أمي بالمجنونة.^^^
^^^كان هادئًا وجميلًا، وإن لم يكن كثير الكلام.^^^
^^^في أحد الأيام، عندما بدأت السماء تمطر، رأيتُه يقف تحت مبنى المدرسة وكأنه ينتظر توقف المطر.^^^
^^^أمسكتُ بالمظلة التي كانت في يديّ، واتجهتُ نحوه وقدمتُها له.^^^
^^^"سأعطيك مظلتي، هل يمكنك أن تكون صديقي؟"^^^
^^^نظر إليّ جي يان شي لكنه لم يأخذ المظلة ولم ينطق بكلمة.^^^
^^^شعرتُ ببعض القلق، فدفعتُ المظلة إلى ذراعيه وهربتُ تحت المطر.^^^
^^^لم يكن لديّ سوى مظلة واحدة.^^^
^^^أردتُ أستخدامها كوسيلة للحصول على صديق.^^^
^^^بما أن جي يان شي قبل مظلتي، فلا يمكنه رفضي بعد الآن، أليس كذلك؟^^^
^^^أزداد المطر غزارة، فلم يكن لديّ خيار سوى البحث عن ملجأ تحت أحد الأسطح.^^^
^^^لم أكن في عجلة من أمري، إذا تأخرتُ في العودة، سيخرج الخادم للبحث عني.^^^
^^^الأمر فقط أنني لن أتمكن من مقابلة أمي حتى وقت لاحق من اليوم.^^^
^^^عند قدمي، كانت قطة صغيرة نائمة بسلام. جلستُ بجانبها وأخذتُ أداعبها لتمضية الوقت.^^^
^^^لم أكن أعلم كيف وجدني جي يان شي، لكن عندما وقف أمامي وأمام القطة، وهو يحمل مظلتي الصغيرة المزينة بالورود، بدأ طويلًا جدًا.^^^
^^^"تشاو يان يي، ألن تعودي إلى المنزل؟"^^^
^^^لم أجب.^^^
^^^أمال المظلة باتجاهي قليلًا وقال، "هيا، سأوصلكِ إلى المنزل."^^^
^^^كنا مجرد طفلين صغيرين، وبالكاد كانت المظلة تكفينا.^^^
^^^بحلول الوقت الذي وصلنا فيه إلى منزلي، كان المطر قد خفّ كثيرًا. سألته، "هل نحن أصدقاء الآن؟"^^^
^^^نظر إليّ بنفس الطريقة، لا ببرود ولا بلطف، وقال، "هل تحتاجين حقًا إلى صديق لهذه الدرجة؟"^^^
^^^خفضتُ رأسي وقلتُ، "ليس لديّ أي أصدقاء."^^^
^^^صمت جي يان شي لبرهة، وكأنه أطلق تنهيدة.^^^
^^^"حسنًا، هذا لأنهم بلا ذوق. لا تحزني."^^^
^^^"من الآن فصاعدًا، سنكون صديقين مقربين."^^^
^^^ابتسمتُ بسعادة، ركضتُ إلى الداخل، وأحضرتُ مجموعة من الوجبات الخفيفة المفضلة لديّ، لكن عندما عدتُ، كان جي يان شي قد رحل.^^^
^^^خططتُ لإعطائها له في اليوم التالي.^^^
^^^عدتُ إلى غرفتي، استحممتُ وغيرتُ ملابسي، وصعدتُ إلى الطابق العلوي إلى تلك الغرفة المقفلة.^^^
^^^هناك كانت أمي.^^^
^^^لم أكن طفلة بلا أم. كانت أمي جميلة، لطيفة، وتحبني كثيرًا.^^^
^^^كانت تجفف شعري وتضفره أيضًا.^^^
^^^لقد كانت أمي أفضل أم في العالم.^^^
^^^عندما فتحتُ الباب، كانت أمي جالسة بجوار النافذة، تحدق في مسافة. عندما رأتني، ابتسمت.^^^
^^^أمسكت بالمنشفة التي بجانبها، ثم نزلت من عند النافذة الكبيرة، وكانت السلاسل الحديدية المثبتة على كاحلها تهتز.^^^
^^^"لماذا لم تجففي شعركِ مرة أخرى؟ يا صغيرتي، ستصابين بالبرد إذا فعلتِ ذلك."^^^
^^^كانت السلسلة المثبتة على كاحل أمي قصيرة، لا تسمح لها بالتحرك إلا ضمن حدود الغرفة. أسرعتُ نحوها، وشعرتُ بالذنب قليلًا وقلتُ، "لستُ أشعر بالبرد."^^^
^^^"أردتُ فقط رؤيتكِ في أسرع وقت."^^^
^^^احتضنتني أمي برفق وجففت شعري بالمنشفة. أخبرتُها عن الصديق الجديد الذي تعرفتُ عليه اليوم.^^^
^^^عندما أكون مع أمي، كانت قليلة الكلام، وكنتُ أنا التي تثرثر.^^^
^^^كانت تقول إنها تحب الاستماع ليّ وأنا أتحدث عن يومي، رغم أنني دائمًا ما كان لديّ الكثير لأقوله، ولم أنتهِ في الوقت المحدد.^^^
^^^لم يكن اليوم مختلفًا. بالكاد وصلتُ إلى منتصف الحديث عندما طرق الخادم على الباب، كان قد حان وقت مغادرتي.^^^
^^^كان أبي قد وضع قاعدة بألا أقضي مع أمي أكثر من نصف ساعة يوميًا.^^^
^^^كنتُ مترددة في الرحيل، لكن أمي كانت تبتسم ليّ وهي تودعني.^^^
^^^"أراكِ غدًا، يا صغيرتي."^^^
^^^نزلت بصعوبة، لكني لمحتُ كاحلها، وكان هناك جرح جديد محيط به، وقد تلطخ طرف ثوبها الطويل بالدماء.^^^
^^^لا بد أن أمي قد حاولت المقاومة مرة أخرى اليوم.^^^
^^^وضعتُ يديّ بلطف على كاحلها الشاحب النحيف.^^^
^^^"أمي، هل يؤلمكِ؟"^^^
^^^ربتت أمي على رأسي دون أن تقول شيئًا.^^^
^^^كان صوتي يرتعش بينما حاولتُ حبس دموعي.^^^
^^^"أمي، أرجوكِ لا تقاومي بعد الآن."^^^
^^^ابتسمت إبتسامة رقيقة وقالت، "حسنًا."^^^
^^^في ذلك الوقت، لم أكن أفهم شيئًا. كنتُ فقط أتمنى ألا تتألم، وألا تشعر بأي ألم.^^^
^^^لكنني لم أفكر أبدًا فيما قد يعنيه ذلك بالنسبة لها.^^^
^^^يُتبع....^^^
...الباقِياتُ الصَّالِحَاتُ...
...- سُبْحَانَ اللَّهِ...
...- الحَمْدُ لِلَّهِ...
...- لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ...
...- اللَّهُ أَكْبَرُ...
...- لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ...
...- أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ العَظِيمَ وأتُوبُ إِلَيْهِ...
...- اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ...
11تم تحديث
Comments