دخلت مسرحية بالغلط

دخلت مسرحية بالغلط

المقدمة: تمهيد موسيقي

...- مسرحية الكابوس...

...كانت ليلةً تهطل فيها الأمطار الغزيرة....

...ربما بسبب الخريف، كانت قطرات المطر الباردة تمزق الهواء كأنها شفراتٌ حادة تتساقط. كان المطر غزيرًا لدرجة أنه جعل الطريق يبدو ضبابيًا....

...ظلت أون كيونغ تحدق خارج الباب الدوار بوجهٍ متجهم، و تحاول كتم أنفاسها المتصاعدة الغاضبة. ...

...لم يعجبها أنها ارتدت قميصاً رقيقاً، ولم يعجبها أيضًا أنها تركت المظلة التي حملتها طوال الأسبوع في المنزل....

...المطر لم يبدُ وكأنه سيتوقف قريبًا، بل استمر بالهطول بلا نهاية. ...

...عندما دخلت إلى المسرح، اعتقدت فقط أن الهواء كان رطبًا بعض الشيء، ولم تتوقع أبدًا أن يبدأ المطر فجأة بهذه الشدة. وبالنظر إلى غزارته، لم يكن مجرد زخةٍ خفيفة، بل كان موقفًا مزعجًا حقًا....

...كانت حالتها المزاجية جيدة عندما خرجت من المسرح، لكنها الآن شعرت بثقلِ الأنفاس العميقة التي تسد حلقها، وأصدرت تأوهًا خافتًا....

...لقد كان عرضًا انتظرته لمدة أربع سنواتٍ كاملة....

...كانت تنشرُ بلا توقف في حسابها الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي "أرجوك، أيها الممثل، احضَر هذه المرة أيضًا". ...

...وعندما رأت اسم ممثلها المفضل ضمن قائمة التمثيل التي طالما انتظرتها، صاحت بأسماء جميع الحكام شاكرةً لهم و ممتنة....

...بهذا الشكل، قامت بكسر وديعةٍ ادّخرتها بعناية على مدار أربع سنواتٍ واشترت تذاكر لكل موعد يتناسب مع جدولها. ...

...واليوم كان المرة الثالثة عشرة التي تشاهد فيها الأداء الرابع من المسرحية الموسيقية "الكابوس"....

...وكان أداء الممثلين رائعًا بشكلٍ استثنائي اليوم. الحضور تابعوا العرض بتركيزٍ شديد دون أن يصدروا حتى صوت أنفاسهم. وعندما أُسدل الستار وصعد الممثلون مرة أخرى إلى المسرح، أمطرهم الجمهور بعاصفةٍ من التصفيق والهتافات التي دوّت كالرعد....

...فهل هذا هو السبب الذي يجعل المطر الآن يهطل بغزارةٍ مصحوبًا بالرعد والبرق؟...

...أخذت أون كيونغ نفسًا عميقًا وعبست قليلاً. كانت تخطط لاستخدام المترو، لكنها شعرت بأنها ستبتل تمامًا قبل أن تصل إلى المحطة بهذا المطر الغزير....

..."لا خيار آخر."...

...كانت تتجنب عادةً ركوب التاكسي قدر الإمكان، لكن بدا أنه لا يوجد حلٌ آخر هذه المرة....

...كان وضع باقي الحضور مشابهًا لوضعها، وكان الجميع منشغلين بالنقر على شاشات هواتفهم المحمولة. ومع ذلك، لم يكن واضحًا متى ستصل سيارات الأجرة....

...نظرت حولها داخل المسرح وأطلقت زفرةً عميقة. و ضغطت على شاشة هاتفها بإحكام، تحاول التنفيس عن غضبها من خلال النقر المتكرر، إذ لم يكن بإمكانها أن تصرخ أو تدوس الأرض بقدميها....

...من داخل المسرح، استمرت الأجواء الصاخبة. فأنهت أون كيونغ مكالمتها بهدوء، ورتبت أغراضها، ثم ألقت نظرةً على من حولها قبل أن تتحرك باتجاه الجزء الداخلي من المسرح. ...

...لم يكن من الممكن أن تبقى عند مدخل المسرح حتى وصول سيارة الأجرة، لذا قررت البحث عن مكان شاغر للجلوس....

...لكن كل مكان وقع نظرها عليه كان مزدحمًا بالناس....

...لم تكن تتوقع حقًا أن تجد مكانًا شاغرًا، لكنها شعرت ببعض الإحباط من هذا الحشد الكبير. فعضّت أون كيونغ على شفتيها بوجهٍ متجهم بينما اتجهت نحو الطابق الثاني. ...

...على الرغم من أن عدد الأشخاص هناك كان أقل مقارنةً بالطابق الأول، إلا أنه لم يكن هناك مقعد شاغر أيضًا....

...بينما كانت تتجول بنظراتها المليئة بالأمل في أرجاء المكان، رأت بالصدفة شخصًا ينهي ترتيب أغراضه ويستعد للمغادرة. و لحسن الحظ، لم يلاحظ الآخرون ذلك. ...

...تحركت أون كيونغ بسرعة وحذر، على أمل ألا يسبقها أحد، ونجحت في الوصول إلى المقعد وتأمينه. ...

...وعندما أسندت ظهرها إلى المقعد أخيرًا، تمكنت من التنفس بارتياح. بدت وكأنها بحاجةٍ فقط للبقاء هنا قليلًا. ...

...يبدو أن الضوضاء التي كانت تهدر من الطابق السفلي بدأت تهدأ شيئًا فشيئًا، مما يشير إلى أنها لن تضطر للانتظار طويلاً....

...استرخت قليلاً، محتضنةً حقيبةً بلاستيكية تحتوي على كتيبِ البرنامج وبعض المقتنيات بين ذراعيها، وجلست في شرود لفترة قصيرة. ...

...وعندما تأكدت من أن السيارة التي استدعتها أصبحت على وشك الوصول، نهضت من مقعدها....

...لكن، وبالكاد اتخذت خطوةً نحو الدرج المؤدي إلى الطابق السفلي، شعرت بجسدها أثقل مما توقعت، و كأنها اعتادت على الراحة للحظةٍ قصيرة. بدت ملامح التعب واضحةً على وجهها عندما توقفت فجأة أثناء نزولها....

...انطفأت جميع الأضواء في المسرح. و تلقائيًا، شدّت أون كيونغ قبضتها على الحاجز الذي كانت تمسك به. ...

...'ما الذي يحدث؟'...

...تصلب جسدها من وقع هذا الحدث غير المتوقع. ...

...نظرت حولها بحذر ووجهها يحمل ملامح القلق، لكن الأضواء لم تعد حتى تلك اللحظة....

...مع مرور الوقت دون تغيير، بدأ الشك يتسلل إلى ذهنها وسط دهشتها. ...

...'كيف يعقل أن موظفي المسرح لم يتمكنوا من حل المشكلة، ولا حتى تقديم أي توضيح؟'...

...بل الأكثر غرابة، أنه لم يكن هناك صراخٍ أو احتجاجات تُسمع، وكأن المسرح قد أصبح فجأةً فارغًا تمامًا....

...حبست أون كيونغ أنفاسها، منتظرةً سماع صوت أحدهم، أي صوت. لكن حتى بعد مرور بضع ثوانٍ إضافية، لم يكن هناك أي حركةٍ أو إشارة تدل على وجود أحد....

...في تلك اللحظة، أدركت أن الوضع ليس طبيعيًا. و شعرت بقشعريرةٍ تسري في جسدها، وأغمضت عينيها بإحكام للحظة قبل أن تفتحهما مرة أخرى....

...فجأة، وجدت نفسها محاطةً بالضوء. ...

...كانت الأضواء ساطعةً من حولها، لكن شعور القلق لم يفارقها....

...نظرت حولها بحذر، لتجد نفسها تقف وحدها عند حافة غرفةٍ مجهولة....

...ما اعتقدت أنه حاجزٌ كانت تمسك به، لم يكن سوى ظهر كرسي....

...كانت تمسك بظهر الكرسي بقوةٍ لدرجة أن مفاصل أصابعها أصبحت بيضاء، لكنها بدأت ببطء تخفف قبضتها. ...

...شعرت وكأنها لم تحرك أصابعها منذ زمنٍ طويل، وكان هذا الفعل بسيطًا لكنه بدا غريبًا وغير مألوف. ومع ذلك، فإن غرابة ما تمر به جعلتها تتجاوز دهشتها من مثل هذه التفاصيل الصغيرة....

...كيف يمكن أن تنتقل فجأةً من مسرحٍ مزين بثريا فاخرةٍ إلى غرفةٍ واسعة مجهولة؟ ...

...'هذا ليس أمرًا طبيعيًا.'...

...جفّ حلقها من شدة التوتر. ومع ذلك، لم تصل إلى حد فقدان الوعي. على الأقل، ليس بعد....

...أخذت أون كيونغ أنفاسًا متتابعة ثم بدأت تمشي ببطءٍ الى وسط الغرفة. ...

...شعرت بملمس القماش الناعم يحتك بساقيها، لكنها لم ترغب في النظر للأسفل. و لم ترغب أيضًا في الاعتراف بالشعور الذي يضغط على خصرها من الملابس التي ترتديها....

...قبضت يديها المرتعشتين بقوةٍ حتى غرست أظافرها في راحة يدها. و كان الألم حادًا لدرجة أن الدموع كادت تسيل من عينيها، لكنها شعرت أن السبب لم يكن الألم فقط، فحاولت دفع هذا التفكير بعيدًا. ...

...بدأت تشعر بوخزٍ في أنفها ورؤيةٍ غير واضحة، لكن كل ما فعلته هو أنها عضت على شفتيها بصمت....

...ولكن عندما وقعت عيناها على المرآة المعلقة على الحائط، لم تستطع الصمود أكثر. و خرج صوت أنينٍ خافت من بين شفتيها رغمًا عنها....

...كانت امرأةً شاحبةَ الوجه تحدق بها. ...

...شعرها المموج مربوطٌ ببساطة، وترتدي فستانًا أرجوانيًا ضيقًا يناسب جسدها تمامًا. ...

...عرفت أون كيونغ صاحبة هذا الفستان. فكيف لا تعرفها؟ فقد كانت تراها منذ بضع ساعاتٍ فقط....

...إنها إليزابيث ريدل، بطلة المسرحية الموسيقية "الكابوس"، وخطيبة بطل القصة، القاتل المتسلسل إدوارد هاميلتون....

...المرأة التي ينتهي بها المطاف مقتولةً على يد خطيبها....

...بدأ قلبها ينبض بسرعةٍ جنونية وكأنه سينفجر. ...

...تنفست بصعوبة، وبدأت تشعر بدوارٍ حاد، وأصبحت رؤيتها غير مستقرة. و اجتاحتها صدمة كأمواجٍ عاتية، حتى انهارت جالسةً على الأرض....

...وفي تلك اللحظة، انهمرت من حولها أصوات الآلات النحاسية القوية كالرعد....

...كانت تلك مقدمة مسرحية "الكابوس"....

...___________________________...

...هلللوووو هذي روايه خفيفه بسيطه ( رعب و غموض و رومانسي ) 😘...

...الروايه قصيره عشان كذا بيكون التنزيل كل سبت و أربعاء ان شاء الله ...

...الروايه بتكون بترجمتنا دانا و ميسا ✨...

...ان شاء الله تعجبكم😘...

...والس وده اي شي يسير علي هنا ...

...انستا : dan_48i او تويتر : dana_48i...

...Dana...

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon