فصل ثالث: السقوط في الهاوية

كانت الحديقة الخلفية للقصر ملاذاً آمناً للفتاة. كانت تجد فيها الراحة والهدوء بعيداً عن قسوة عمها. كانت تحب أن تجلس تحت شجرة التين القديمة، وتقرأ كتبها، وتتخيل عوالم أخرى بعيدة عن قصرها الحزين.

ولكن في ذلك اليوم، تحول هذا الملاذ الآمن إلى كابوس. كانت تجلس تحت شجرة التين، مستغلة غياب عمها، عندما شعرت بيد قوية تسحبها من شعرها. كانت مرعوبة، وحاولت الصراخ، ولكن فمها سُدَّ بقطعة قماش.

اكتشفت أن الخاطف هو ابن عمها، ذلك الشاب الوسيم الذي كان يبتسم لها دائماً. كان وجهه مشوهًا بالغضب والحقد. أخبرها أنه يحبها، ولكنه لا يستطيع أن يكون معها طالما أنها تابعة لعمها.

في الصباح، عادت الفتاة إلى القصر، مظهرها مزرٍ وملابسها ممزقة. كان عمها ينتظرها في الصالة، وجهه شاحب من الغضب. عندما رآها، صفعها بقوة، فسقطت أرضا، وبدأ الدم يسيل من شفتيها.

أمر الخادمات بأخذها إلى غرفتها، ثم دخل إليها بعد قليل. كان يحمل في يده حزامًا، ووجهه مشوهًا من الغضب. بدأ يضربها بعنف، وهو يصرخ: "كيف تجرؤين على عصياني؟ كيف تسمحين لنفسكِ بهذا؟"

الفتاة كانت تبكي وتصرخ، ولكن صراخها كان يختفي وسط ضجيج ضربات الحزام. كانت تشعر بألم شديد، ولكنها كانت تشعر أيضًا بالخجل والإحراج.

بعد أن أنهى عمها ضربها، جلس على كرسي، ونظر إليها بنظرات باردة. سألها: "من فعل بكِ هذا؟ من اختطفكِ؟"

رفضت الفتاة الإجابة. كانت خائفة من أن يؤذي ابن عمها إذا كشفت عنه.

أخرج عمها هاتفه، وأظهر لها صوراً فاضحة لها. كانت الصور قد التقطت لها أثناء اختطافها. غضب العم أكثر، وأخذ يضربها مرة أخرى.

قال لها: "لن ينتهي الأمر هنا. سأعاقبكِ على ما فعلتِ."

أمسك بيدها، وأحضر سكينًا حادة. ثم أمسك بقدمها، وبدأ في حرقها بالسكين المحمى.

صرخت الفتاة من الألم، ولكن عمها لم يتوقف. كان يصرخ عليها: "هذا عقابك على عصياني."

فقدت الفتاة الوعي، وآخر ما سمعته هو صوت عمها وهو يقول: "أنتِ لا تستحقين الرحمة."

هذه الأحداث تركت ندبة عميقة في نفس الفتاة. فقدت الثقة في الجميع، وشعرت بالوحدة والخوف.

جلست الفتاة وحيدة في زاوية غرفتها، عيناها تحدقان في الظلام، ودموعها تسيل بحرقة على وجنتيها. كانت تشعر وكأن العالم قد انهار عليها، وكأنها وحيدة في هذا الكون الفسيح. تذكرت لحظات الخطف، كيف سُحبت من حديقتها المفضلة، وكيف عوملت كشيء لا قيمة له.

عندما عادت إلى القصر، كان استقبال عمها لها كالصاعقة. لم يكن يراها سوى كفتاة أخطأت، وكأنها ارتكبت جريمة لا تغتفر. ضرباتها كانت أكثر من مجرد عقاب، كانت رسالة واضحة: "أنتِ ملكي، وسأفعل بكِ ما أشاء."

كانت تشعر بالغربة حتى في قصرها، المكان الذي كانت تعتبره ملجأها، أصبح الآن سجنًا مظلماً. جدرانه كانت تشهد على معاناتها، وأثاثه الفاخر لم يعد يجلب لها أي متعة.

في كل مرة تنظر إلى نفسها في المرآة، كانت ترى الفتاة التي كانت ذات يوم مليئة بالأمل والحياة، قد تحولت إلى ظل شاحب. كانت آثار الضرب واضحة على وجهها وجسدها، وعيونها تحمل بريقاً من الحزن واليأس.

بدأت تشك في كل شيء، في نفسها، في محيطها، وفي كل من حولها. هل كانت تستحق كل هذا العذاب؟ هل كانت تستحق أن تُعامل بهذه القسوة؟

في لياليها الطويلة، كانت تحاول أن تجد مخرجًا من هذا المأزق، ولكنها كانت تشعر باليأس. كانت محاصرة، لا تستطيع الهروب.

"لماذا أنا؟" كانت تتساءل هذا السؤال مرارًا وتكرارًا. لماذا هي من بين كل الناس؟ لماذا هي من تعاني كل هذا الألم والمعاناة؟

أدركت أنها أصبحت أسيرة لظروفها، أسيرة لقسوة عمها، وأسيرة لحبها الضائع.

كانت تشعر بأنها تموت ببطء، قطعة قطعة.

هل هناك من يمكن أن ينقذها من هذا الجحيم؟

هل ستتمكن من العثور على القوة للنهوض من جديد؟

أم ستظل أسيرة هذا القصر إلى الأبد؟

تابعونا في الفصل القادم لمعرفة المزيد.

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon