كانت إيرينا تقف أمام نافذتها المطلة على الشارع الذي غمرته الأمطار، تحدق في ظلال المدينة التي تلاشت في الضباب. مضى على لقائها الأخير مع ديمتري شهورٌ طويلة، لكنها لم تستطع نسيانه. كان هناك شيء في طريقة مغادرته، في كلماته التي تسللت إلى قلبها ببطء كأنها سمّ، جعلها غير قادرة على المضي قدماً.
إيرينا (تفكر): "لماذا أشعر وكأنه هنا؟ كأنه يراقبني من بعيد... كأنه لم يرحل أبداً."
أغلقت الستائر بإحكام، محاولة الهروب من تلك الأفكار التي أصبحت كاللعنة. لكنها لم تكن تعرف أن في الزاوية المظلمة من الشارع، كان ديمتري يقف متخفياً تحت ظلال معطفه الأسود، ينظر إلى نافذتها بصمت.
ديمتري (بهمس لنفسه): "إيرينا... كنتِ دائماً أنتِ. لن أستطيع الهروب منكِ حتى لو أردت."
في الليلة التالية، بينما كانت إيرينا تستعد للنوم، سمعت صوت طرق خفيف على باب شقتها. توقفت للحظة، قلبها يخفق بشدة. لم تكن تتوقع أحداً.
فتحت الباب بحذر، لتجده يقف أمامها. مبللاً تماماً بالمطر، ومع ذلك، كان وجهه يحمل ذلك الهدوء الساحر الذي لطالما أذاب دفاعاتها.
إيرينا (بدهشة وحذر): "ديمتري؟ ماذا تفعل هنا؟"
ديمتري (بصوت عميق): "لم أستطع البقاء بعيداً. حاولت، إيرينا. أقسم أنني حاولت. لكن كل يوم كنتِ فيه بعيدة كان يعذبني أكثر."
نظرت إليه، مشاعر متناقضة تعصف بها. الغضب، الحب، الحنين، والخوف اجتمعت جميعاً في لحظة واحدة.
إيرينا (بحدة): "أنت لا تستطيع أن تظهر فجأة بعد كل هذا الوقت، وكأن شيئاً لم يكن. لقد حاولت أن أنساك، ديمتري. لكنك تجعل ذلك مستحيلاً."
دخل دون أن ينتظر دعوتها، مغلقاً الباب خلفه. كانت عيناها تتابعانه بحذر، لكنها لم تستطع إنكار جاذبيته. شيء فيه كان يسلب إرادتها تماماً.
ديمتري (بنبرة واثقة): "لا أطلب منكِ أن تسامحيني. أطلب فقط أن تسمحيني بالبقاء هذه الليلة. دعيني أكون معكِ، ولو لآخر مرة."
اقترب منها ببطء، عيناها تلتقيان بعينيه اللتين كانتا تشعان بشيء يشبه الندم، لكن أيضاً الرغبة.
إيرينا (بصوت متردد): "هذا ليس عدلاً، ديمتري. تجعلني أضعف عندما يجب أن أكون قوية."
ديمتري (بهمس): "لأنكِ تجعليني أضعف أيضاً، إيرينا. لكنني لا أريد القوة الليلة. أريدكِ."
اقترب أكثر، يرفع يده ليمسح بقايا دمعة تملصت من عينها. لم تكن تعرف ما إذا كانت دمعة ألم أو شوق. كان كل شيء يختلط معاً في حضوره.
ديمتري: "أحبك، أحبك، أحبك... أحبك، أحبك، أحبك... أحبك، أحبك، أحبك..."
تردد صوته في الغرفة وكأنه يغني لها وحدها. شعرت بحرارة كلماته تتغلغل في أعماقها. كانت تعلم أنها ستفقد السيطرة إذا استمرت في النظر إليه، لكنها لم تستطع التوقف.
اقتربت منه ببطء، كأنها تنجذب إلى مغناطيس لا يمكنها مقاومته. أمسك بوجهها بحنان، ثم اقترب ببطء شديد حتى تلاقت شفاههما في قبلة طويلة ودافئة.
بدأت القبلة كأنها همسة، لكنها سرعان ما تحولت إلى شيء أعنف، شيء أكثر احتياجاً. كان كلاهما يحاول أن يمحو كل لحظة من الألم والخوف التي عانيا منها.
إيرينا (بصوت متقطع): "ديمتري... هذا... لا أستطيع..."
ديمتري (بهمس): "لا تقولي شيئاً، إيرينا. دعيني أُحبك الليلة، كما كنتِ دائماً تستحقين."
رفعت يدها لتلامس وجهه، وكأنها تحاول أن تتأكد أنه حقيقي. ثم تركت نفسها تماماً لتلك اللحظة، غير عابئة بما سيأتي بعد ذلك.
بدأت يديه تتجولان برفق، كأنهما تستكشفان تفاصيلها للمرة الأولى. كل لمسة كانت تحمل معها شحنة كهربائية، وكأنها تعيد إحياء شيء ميت بداخلها.
بعد ساعات من الانصهار العاطفي، كانا مستلقيين بجانب بعضهما البعض. كان الظلام يحيط بهما، لكن هذه المرة، لم يكن مخيفاً.
إيرينا (بهمس): "ماذا سيحدث الآن، ديمتري؟"
ديمتري (بصوت عميق): "الآن، لن أترككِ مجدداً. سأحارب كل شيء من أجلكِ، إيرينا. سأكون الرجل الذي تستحقينه."
إيرينا (بتردد): "وأنا؟ كيف أبدأ من جديد بعد كل هذا؟"
ديمتري (بابتسامة خافتة): "تبدئين معي. نحن لسنا مثاليين، لكننا حقيقيان. وهذا كافٍ."
مع بزوغ الفجر، لم يكن أي منهما يعلم ما يخبئه المستقبل، لكنهما كانا مستعدين لمواجهته معاً. لم يكن الحب دائماً سهلاً، لكنه كان دائماً يستحق المحاولة.
"إيرينا..." همس ديميتري بصوت أجش يفيض بالشهوة، وسحبها نحوه بخشونة ولكن بثبات، ويداه تتجولان على جسدها دون تردد، وأصابعه تضغط على بشرتها بشدة مغرية. "الليلة... سأجعلك تصرخين كالمجنونة. لن أترك جزءًا واحدًا منكِ دون أن ألمسه، وسأجعل كل جزء فيكِ يتوسل للمزيد. ستعرفين أنكِ لي، ولي وحدي... سأدمّر كل فكرة في رأسكِ لا تتعلق بي."
اقترب منها أكثر، أنفاسه تشعل بشرتها، ويده تمسك بفكها بإحكام بينما صوته يزداد جرأة: "أريدك أن تتوسلي لي، أن تصرخي باسمي، أن تشعري في كل ثانية وكأنكِ في جحيم لذيذ معي... الليلة سأجعلكِ ملكتي القذرة."
19تم تحديث
Comments