الأغلال التي تربطنا

في صباح اليوم التالي، كانت الشمس بالكاد تشرق خلف السحب الرمادية التي تغطي سماء موسكو. داخل الشقة، استيقظت إيرينا على صوت خفيف قادم من المطبخ. فتحت عينيها ببطء، لتجد ديمتري واقفًا أمام الموقد، يعد كوبًا من القهوة.

كانت قد قضت الليل بين يديه، في حالة من الانجراف العاطفي والجسدي، والآن وهي مستيقظة، كانت تشعر بمزيج من الحيرة والخوف.

إيرينا (بصوت متردد): "لماذا ما زلت هنا؟"

التفت ديمتري نحوها، عينيه الداكنتين تحيط بهما هالة من الغموض والجاذبية المعتادة.

ديمتري (بابتسامة خفيفة): "لأنني لم أنتهِ منك بعد."

كان صوته يحمل وعدًا آخر، وعدًا بشيء عميق لا يمكنها فهمه.

كانت إيرينا تجلس على الأريكة، عيناها تحاولان التهرب من عينيه، لكنها لم تستطع. كان هناك شيء يجذبها نحوه، شيء أشبه بالقوة المغناطيسية التي لا يمكن مقاومتها.

إيرينا (بصوت منخفض): "أنت تجعلني أشعر بأشياء لا أستطيع تفسيرها."

ديمتري: "هذا لأنكِ ترينني كما أنا، وليس كما أريد أن يراني الآخرون."

اقترب منها ببطء، جلس بجانبها وأخذ يدها بين يديه. كانت أصابعه باردة لكنها تحمل دفئًا غريبًا، وكأنها تمثل تناقضًا دائمًا.

نظر ديمتري إلى وجهها، وفي صوته شيء من الشجن:

ديمتري: "أحيانًا أشعر أنكِ ملاكي، إيرينا. أتيتِ من مكان بعيد جدًا... لتحمليني نحو شيء لم أعد أعرف كيف أعيشه."

ثم همس، وكأنه يغني لنفسه:

"أحبك، أحبك، أحبك

أحبك، أحبك، أحبك

أحبك، أحبك، أحبك...

أنت ملاكي

أتيت من السماء البعيدة

أحبك، أحبك، أحبك

أحبك، أحبك، أحبك

أحبك، أحبك، أحبك..."

كان صوته عميقًا، مليئًا بالحزن والجاذبية في آنٍ واحد. شعرت إيرينا بأن تلك الكلمات ليست مجرد أغنية، بل كانت انعكاسًا لما يشعر به في أعماقه.

الخيوط الأولى من الشمس بدأت تتسلل إلى داخل الشقة، تنير الجدران التي كانت شاهدة على لحظاتهما السابقة. شعرت إيرينا بأن كل شيء حولها يبدو أكثر وضوحًا الآن، لكنها في نفس الوقت كانت تشعر بمزيد من الارتباك.

كانت يده ما زالت تمسك يدها، لكن هذه المرة كان هناك شيء مختلف. لم يكن الأمر مجرد قوة مغناطيسية تربطهما، بل كان شيئًا أكثر عاطفية، وأكثر صدقًا.

إيرينا (بصوت منخفض): "لماذا تشعرني دائمًا وكأنني أملك العالم، بينما أنا بالكاد أفهم نفسي؟"

ديمتري: "لأنكِ تملكين أكثر مما تعتقدين، إيرينا. أنتِ فقط تحتاجين إلى من يريكِ ذلك."

نهض ديمتري من مكانه، مشى نحو النافذة ونظر إلى الخارج. كان هناك شيء في وقفته يوحي بأنه يهرب من شيء ما، لكنه في نفس الوقت لا يريد الرحيل.

إيرينا: "ديمتري، ما الذي تريده مني حقًا؟"

التفت نحوها ببطء، عينيه مليئتان بالغموض المعتاد، لكنه هذه المرة كان يبدو أكثر انكشافًا.

ديمتري: "أريدكِ أن تكوني جزءًا من عالمي. أريدكِ أن تري الظلام الذي أعيشه، لكن أيضًا أن تكوني النور الذي يضيء لي الطريق."

اقترب منها مرة أخرى، جلس أمامها وأمسك بوجهها بكلتا يديه. كانت نظراته عميقة، وكأنها تحاول الوصول إلى روحها مباشرة.

ديمتري (بهمس): "إيرينا، أنتِ أكثر من مجرد امرأة بالنسبة لي. أنتِ شيئًا لا أستطيع تفسيره، لكنني أعلم أنني لا أستطيع التخلي عنه."

ثم، بدون تردد، قبلها. كانت القبلة مليئة بالعاطفة، لكنها كانت أيضًا تحمل شيئًا آخر. وعدًا غير منطوق، شيئًا لا يمكن التعبير عنه بالكلمات.

بعد القبلة، ساد صمت طويل بينهما. كانت إيرينا تنظر إلى الأرض، تحاول استيعاب كل ما حدث، بينما كان ديمتري ينظر إليها وكأنه يحاول قراءة أفكارها.

إيرينا (بصوت خافت): "هل هذا هو الحب؟ أم أنني فقط أضيع نفسي فيك؟"

ديمتري (بصوت جاد): "هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجعلكِ تجدين نفسك، إيرينا. لكن فقط إذا كنتِ مستعدة لقبوله."

كان الجو داخل الشقة مليئًا بالأسئلة غير المجابة، والمشاعر التي لا يمكن تفسيرها بسهولة. كانت تلك اللحظة بداية لشيء أكبر مما يتخيلان، لكنها أيضًا كانت تحمل في طياتها خطرًا لا يمكن تجاهله.

"إلى أين سيأخذنا هذا الطريق؟" تساءلت إيرينا في نفسها، وهي تشعر بأن حياتها لن تكون أبدًا كما كانت من قبل.

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon