الفصل الثاني: “الظل الذي يطارد”
كان جيون يقف في زاوية ساحة التدريب الواسعة، عينيه تتنقلان بين الحواف، حيث كان الضوء الخافت للغروب ينساب من خلال النوافذ العتيقة. منذ وصوله إلى أكاديمية هيجين، كانت كل خطوة يقوم بها محكومة بالصراع، لكن كانت هناك أصوات غامضة في عقله تناديه. لا يعرف ما هو هذا الشعور الغريب، لكنه كان دائمًا يشعر بشيء غير طبيعي يلاحقه. شيء غير مرئي، ولكنه قوي، وكان هذا الشعور يزداد كلما خاض معركة جديدة.
الخطوة الأولى نحو الظلام
منذ ثلاث سنوات، عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، تم اقتياده إلى أكاديمية هيجين. كان مجرد طفل ضعيف في ذلك الوقت، يحمل قلبًا مكسورًا بعد فقدان والدته في حادث غامض، لكنه كان أيضًا يحمل شيئًا آخر، شعورًا غامضًا يخبئه في أعماق قلبه: القوة. كانت المرة الأولى التي أدخل فيها الأكاديمية أشبه بالجحيم، حيث وجد نفسه في بيئة قاسية لا تعرف الرحمة. التدريبات كانت مكثفة جدًا، والمدربون لا يرحمون. لم يكن لديهم أي اهتمام بحالته النفسية أو الجسدية. كان عليهم فقط أن يصنعوا منه مقاتلًا حقيقيًا وفقاً لأوامر جهات عليا غامضة.
لم يكن جيون يعرف فنون القتال في ذلك الوقت. كانت يداه ضعيفتين، وجسده غير متأقلم مع شدة التدريبات التي تعرض لها. ومع ذلك، كان يلاحظ شيئًا غريبًا يحدث له. رغم أنه لم يتعلم أساسيات القتال بعد، كان جسده يتفاعل مع التحديات بشكل غير طبيعي. عندما كان يُلقى في معركة، كان يستطيع أن يتنقل بسرعة عجيبة، ويضرب بقوة مدهشة. كان الجميع يشيرون إلى موهبته القتالية الفطرية، لكن جيون كان يشك في نفسه. كيف كان يستطيع فعل ذلك؟ كيف كانت تحركاته تظهر وكأنها محسوبة ومدروسة؟ ألم يتعلم أبدًا فنون القتال؟
كان يتساءل عن السبب، لكنه كان عاجزًا عن الإجابة. لكن شيئًا واحدًا كان واضحًا: هناك شيء غريب حوله، شيء لا يفهمه.
المعركة الأولى
مع مرور الأيام، بدأ جيون يتعرف على معايير الحياة في الأكاديمية. كانت المعركة الأولى هي التي بدأت تكشف عن قدراته الحقيقية. في ذلك اليوم، كان قد بدأ للتو في التدريب على بعض الأساسيات مثل الملاكمة وبعض الحركات البسيطة من الجودو. كان يشعر بشيء من الارتباك، ولكن لم يكن لديه خيار سوى أن يستمر. عندما وجد نفسه في حلبة قتال مع كوون سوجين، كان كل شيء قد تغير.
كان كوان سوجين فتى طويل القامة، ذو جسد قوي، وسمعة كبيرة في الأكاديمية. عرفه الجميع بقوته الخارقة، وكان معروفًا بأنه يكتسح الجميع في حلبة القتال. لكن جيون لم يكن خائفًا. كان يقف أمامه وكأن شيئًا ما في داخله يقول له أن هذه المعركة ليست مجرد اختبار للقوة البدنية، بل اختبار لقدرته على البقاء.
“لنرى ما إذا كنت حقًا تستحق البقاء هنا، جيون.” قالها كوان، وهو يبتسم ابتسامة باردة.
لكن جيون رغم الخوف العميق في داخله فقد كان يثق بشيء واحد فقط : البقاء. كانت كل الضغوط، كل الجروح، تزيده عزيمة. لم يكن لديه الكثير ليخسره، لكن لديه أكثر بكثير ليثبته. وأثناء المعركة، وفي لحظة من التركيز الشديد، حدث شيء غير متوقع. فجأة، شعرت يداه وكأنها تتفاعل مع الوضع بطريقة لم يشعر بها من قبل. سحب جسده بعيدًا عن الضربة القادمة لكوان بمرونة، ثم قام بحركة غير مفهومة له. استخدم أسلوبًا فنيًا بدت وكأنها تكنيك من الجودو، وكان هذا هو الفوز الأول له على رغم كون ان كوان لم يكن جاداً في القتال على الاطلاق لكن كان مستغرب ان شخص ضعيف لم يكن على حلبه القتال طوال حياته استطاع اسقاطه ارضاً. لم يستطع أحد تفسير كيف فعلها، لكنه أصبح أقوى بفضل هذه اللحظة.
قال كوان بصوت ساخر
”هييييه أنت… لست سيئًا. ، وهو يبتسم ، بينما جيون وقف هناك، لا يصدق ما حدث. كيف استطاع أن يفعل ذلك؟ كيف تعلم تلك الحركات فجأة؟
السر الذي يختبئ في الظلام
بينما كان جيون يعالج جروحه في الزمان التالي، بدأ يلاحظ شيئًا غريبًا. الجميع كان يشير إلى موهبته القتالية، كما لو كان يعلم كل شيء عن فنون القتال، بينما هو لم يتعلم أبدًا. لماذا؟ هل كان هذا مجرد حظ؟ أم أن هناك شيئًا آخر وراءه؟ كان كل شيء غامضًا بشكل مخيف.
من خلال التدريبات المكثفة التي خاضها على مدار الأعوام الثلاثة، بدأ جيون في تعلم المواي تاي والتايجتسو والتايكوندو فقط. وتعلم اساسيات من الملاكمه، الجودو،. ومع مرور الوقت، أصبح تدريبه أكثر تخصصًا، حيث ركز على تعلم تقنيات الجودو لتمكينه من السيطرة على خصومه وتحويل قوتهم ضدهم. أما المواي تاي فقد أصبح جزءًا من قوته الهجومية، حيث تعلم استخدام الركلات القوية والمضارب القتالية واجبر على تعلم التايكواندو لكي تصبح ركلاته قويه جداً .
لكن هذا لم يكن كل شيء. كان هناك أشياء أكثر تعقيدًا تجري خلف الأبواب المغلقة، أشياء كان يلاحظها في تلك اللحظات التي كان فيها في الزمان المتأخر من الليل في الأكاديمية. كان يسمع همسات وصراخًا غريبًا، وكان يشعر أن هذه الأكاديمية تخفي شيئًا مظلمًا عن الجميع.
التعلم والنمو :
ومع مرور الوقت كالجحيم ، وفي سن السابعة عشرة، تم إدخال جيون إلى حلبات القتال الرسمية في الأكاديمية. كان ذلك بمثابة اختبار آخر لقوته، حيث كان الجميع يتعرض لقتال مميت في بيئة أكثر تطورًا. كان يعلم أن هذه هي بداية الطريق الحقيقي. لكن في اعماق قلبه كان لا يزال يشك في نوايا الأكاديمية. هل كانوا يستخدمونه كأداة لمصلحتهم؟ هل كان مجرد دمية في يدهم؟
ام ان هدفهم صناعه مقاتل يجني لهم المال ام هدف اخر غير معروف ؟
أثناء الانتظار لتحديد قائمه القتال المدرسية ، التي كانت أكثر عنفًا من أي شيء سبق له أن خاضه احد بينهم ، ظهرت هانا يامادا، الفتاة اليابانية التي كانت تراقب جيون منذ أيامه الأولى في الأكاديمية. كانت هانا فتاة غامضة، جذبت انتباه الجميع، وكانت تبدو دائمًا قريبة من جيون، تراقب كل حركة له بعناية.
انتبهت هانا ان جيون كان متوتراً قليلاً
فقالت هانا أثناء انتظارهما القائمه ” انت تعلم انك لست ضعيفاً بعد الان....اليس كذالك جيون ؟.
جيون شعر بشيء مختلف في تلك اللحظة. كانت كلماتها تحمل إعجابًا، لكنه شعر بشيء آخر أيضًا. هل كانت حقًا ترى فيه شيئًا مميزًا، أم أن هناك شيء آخر كان يخفى عن الجميع؟
القتال بين الظلال
بينما كان جيون يتقدم في الأكاديمية، كانت صراعاته النفسية تصبح أكثر تعقيدًا. كانت لديه تساؤلات مستمرة حول نفسه: هل هو مجرد أداة في يد الأكاديمية؟ هل كان حقًا يتمتع بالقوة التي يعتقد أنها فطرية؟ كان عقله يعصف بكل هذه الأفكار بشكل مستمر.
Comments